[ في «النوادر» ]

وأمّا «النوادر» فقد ذكر العلاّمة البهبهاني أنّ الظاهر أنّها ما اجتمع فيه أخبار لا تنضبط في بابٍ؛ لقلّته ، بأن يكون واحداً أو متعدّداً ، لكن يكون قليلاً جدّاً . ^۱ ومن هذا قولهم في الكتب المتداولة: «نوادر الصلاة»، و«نوادر الزكاة» وأمثال ذلك.
وإليه يرجع ما عن روضة المتّقين من أنّها أخبارٌ متفرّقة لا يجمعها بابٌ ولا يمكن لكلٍّ منها ذكر بابٍ فتُجمع . ^۲
وكذا ما عن الوافي من أنّها الأحاديث المتفرّقة التي لا يكاد يجمعها معنى واحد حتّى تدخل معاً تحت عنوانٍ . ^۳

[ الكلام في «نوادر الحكمة» ]

وربّما اُضيفت «النوادر»إلى «الحكمة» في ترجمه محمّد بن أحمدبن يحيى بن عمران الأشعري ، حيث ذكر النجاشي أنّ له كتباً ، منها كتاب «نوادر الحكمة» . ^۴ وقد ذكر النجاشي أنّ «نوادر الحكمة» يعرفه القمّيّون ب «دبّة شبيب» وشبيب فاميٌّ كان بقم ، له دبّة ذات بيوت ، يعطي منها ما يطلب منه ؛ فشبّهوا هذا الكتاب بذلك . ^۵
قوله : «بدبّة شبيب» الدبّة ـ بالفتح ـ ظرف الدهن ، كما عن الطراز . ^۶
وفي المجمع ـ كالإيضاح ـ أنّ الدبّة ـ بفتح المهملة وتشديد الموحّدة ـ وعاء يوضع فيه الدهن . ودبّة شبيب اسم كتاب نوادر الحكمة لمحمّد بن أحمد بن
يحيى . وشبيب رجل كان بقم له دبّة ذات بيوت يعطي منها ما يطلب من دهن ، فشبّهوا هذا الكتاب بها . ^۷
قوله : «فامي» قال في الصحاح : قال بعضهم : الفوم : الحِمَّصُ لغة شاميّةٌ ، وبائعه فامِيٌّ ، مُغَيَّرٌ عن فومِيٍّ ؛ لأنّهم قد يغيّرون في النَسَب . ^۸
وفي المجمع في «ندر» : وكتاب نوادر الحكمة تأليف الشيخ الجليل محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري القمّي يشتمل على كتبٍ عديدة وعن ابن شهرآشوب : أنّ كتاب نوادر الحكمة اثنان وعشرون كتاباً . ^۹