وقوله تعالى : «أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا» .
قال البيضاوي :
أو لم يعلموا ، وقرأ ابن كثير بغير واو .
«وَكَانَتَا رَتْقا» : ذات رتق، أو مرتوقتين، وهو الضمّ والالتحام ؛ أي كانتا شيئا واحدا و حقيقة متّحدة .
«فَفَتَقْنَاهُمَا» بالتنويع والتمييز، أو كانت السماوات واحدة، ففُتِقَتْ بالتحريكات المختلفة حتّى صارت أفلاكا، وكانت الأرضون واحدة، فجعلت باختلاف كيفيّاتها وأحوالها طبقات أو أقاليم .
وقيل : «كَانَتَا» بحيث لا فرجة بينهما ففرّج . وقيل «كَانَتَا رَتْقًا» لا تمطِر ولا تُنبت، ففتقتا بالمطر والنبات ، فيكون المراد بالسماوات سماء الدُّنيا، وجمعها باعتبار الآفاق أو السماوات بأسرِها، على أنّ لها مدخلاً مّا في الأمطار ، والكفرة وإن لم يعلموا ذلك، فهم متمكِّنون من العلم به نظرا؛ فإنّ الفتق عارض مفتقر إلى مؤثّر واجب وابتداء، أو بواسطة، أو استفسارا من العلماء ومطالعة الكتب ، وإنّما قال: «كَانَتَا» ولم يقل: «كنّ»؛ لأنّ المراد جماعة السماوات وجماعة الأرض . ۱
متن الحديث الثامن و الستّين
۰.مُحَمَّدٌ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ۲الْحَجَّالِ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «كَانَ كُلُّ شَيْءٍ مَاءً، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، فَأَمَرَ اللّهُ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ الْمَاءَ فَاضْطَرَمَ نَارا، ثُمَّ أَمَرَ النَّارَ فَخَمَدَتْ، فَارْتَفَعَ مِنْ خُمُودِهَا دُخَانٌ، فَخَلَقَ اللّهُ ۳ السَّمَاوَاتِ ۴ مِنْ ذلِكَ الدُّخَانِ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ مِنَ الرَّمَادِ، ثُمَّ اخْتَصَمَ الْمَاءُ وَالنَّارُ وَالرِّيحُ، فَقَالَ الْمَاءُ: أَنَا جُنْدُ اللّهِ الْأَكْبَرُ، وَقَالَتِ الرِّيحُ: أَنَا جُنْدُ اللّهِ الْأَكْبَرُ، وَقَالَتِ النَّارُ: أَنَا جُنْدُ اللّهِ الْأَكْبَرُ، فَأَوْحَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَى
1.تفسير البيضاوي ، ج ۴ ، ص ۹۱ .
2.في السند تحويل بعطف «الحجّال ، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم» على «ابن محبوب ، عن العلاء بن زرين ، عن محمّد بن مسلم» .
3.في الطبعة الجديدة ومعظم النسخ التي قوبلت فيها : - «اللّه » .
4.في الحاشية عن بعض النسخ: «السماء».