169
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

أن لا يعدّه عظيما، كما يعدّ شرب الخمر ، والمتّقي هو الذي يعدّ الكلّ عظيما؛ لأنّ حاكم الكلّ هو اللّه . ۱

متن الحديث الرابع والسبعين

۰.الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، قَالَ:قُلْتُ لأبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَنَّ عَلَيْنَا بِأَنْ عَرَّفَنَا تَوْحِيدَهُ، ثُمَّ مَنَّ عَلَيْنَا بِأَنْ أَقْرَرْنَا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله بِالرِّسَالَةِ، ثُمَّ اخْتَصَّنَا بِحُبِّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، نَتَوَلَاكُمْ ، وَنَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّكُمْ، وَإِنَّمَا نُرِيدُ ۲ بِذلِكَ خَلَاصَ أَنْفُسِنَا مِنَ النَّارِ.
قَالَ: وَرَقَقْتُ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «سَلْنِي، فَوَ اللّهِ لَا تَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ إِلَا أَخْبَرْتُكَ بِهِ»، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ: مَا سَمِعْتُهُ قَالَهَا لِمَخْلُوقٍ قَبْلَكَ .
قَالَ: قُلْتُ: خَبِّرْنِي عَنِ الرَّجُلَيْنِ. قَالَ: ۳ «ظَلَمَانَا حَقَّنَا فِي كِتَابِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنَعَا فَاطِمَةَ عليهاالسلاممِيرَاثَهَا مِنْ أَبِيهَا، وَجَرى ظُلْمُهُمَا إِلَى الْيَوْمِ ـ قَالَ: وَأَشَارَ إِلى خَلْفِهِ ـ وَنَبَذَا كِتَابَ اللّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمَا».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (إلاّ أخبرتك به) .
قيل : أي لا أتّقيك لعلمي بإخلاصك وصدقك . ۴
وقيل : فيه إشارة إلى كمال علمه عليه السلام وتكرّمه لعبد الرحمن . ۵
(قال : فقال له عبد الملك بن أعين) أي قال أبان: قال عبد الملك لعبد الرحمان عند روايته هذا الحديث ، وبلوغه إلى هذا الموضع من الكلام .

1.حكاه عنه المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۸ و ۲۹ .

2.في الحاشية عن بعض النسخ: «يريد اللّه ».

3.في الحاشية عن بعض النسخ: «فقال».

4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۴۷ .

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۹ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
168

قَالَ لِنَفَرٍ عِنْدَهُ وَأَنَا حَاضِرٌ: «مَا لَكُمْ تَسْتَخِفُّونَ بِنَا؟» قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ خُرَاسَانَ، فَقَالَ: مَعَاذٌ لِوَجْهِ اللّهِ أَنْ نَسْتَخِفَّ بِكَ، أَوْ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِكَ، فَقَالَ: «بَلى إِنَّكَ أَحَدُ مَنِ اسْتَخَفَّ بِي» فَقَالَ: مَعَاذٌ لِوَجْهِ اللّهِ أَنْ أَسْتَخِفَّ ۱ بِكَ! فَقَالَ لَهُ: «وَيْحَكَ، أَ وَلَمْ تَسْمَعْ فُلَانا، وَنَحْنُ بِقُرْبِ الْجُحْفَةِ، وَهُوَ يَقُولُ لَكَ: احْمِلْنِي قَدْرَ مِيلٍ، فَقَدْ وَاللّهِ أَعْيَيْتُ، وَاللّهِ مَا رَفَعْتَ بِهِ رَأْسا، وَلَقَدِ اسْتَخْفَفْتَ بِهِ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِمُؤْمِنٍ فِينَا اسْتَخَفَّ، وَضَيَّعَ حُرْمَةَ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (معاذ لوجه اللّه ) .
قال الفيروزآبادي : «معاذ اللّه ، أي أعوذ باللّه معاذا» . ۲
وقال بعض الأفاضل :
المَعاذ ـ بفتح الميم ـ مصدر بمعنى التعوّذ والالتجاء؛ أي أمرنا وشأننا تعوّذ باللّه من هذا ، فاللام بمعنى الباء .
ويحتمل أن يكون في الكلام تقدير؛ أي نتعوّذ باللّه خالصا لوجهه من أن نستخفّ بك . ۳
وقيل : «معاذ» في أكثر النسخ مرفوع، واللام بمعنى «إلى» . وفي بعضها منصوب، واللام بمعنى الباء . والمراد بالوجه الذات . ۴
وقوله : (ما رفعتَ به رأسا) ؛ الظاهر أنّ الباء بمعنى «إلى»، وكونها للتعليل احتمال .
وهذا الكلام كناية عن عدم المبالاة به، وعدم الالتفات بقوله .
وقوله : (فينا استخفّ) .
قال الفاضل الإسترآبادي :
لا يُقال: يلزم من ذلك أن يستخفّ باللّه ، فيلزم الكفر؛ لأنّا نقول : المراد بالاستخفاف

1.في الحاشية عن بعض النسخ: «أن نستخفّ».

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۵۶ (عوذ) .

3.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۴۶ .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۸ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153368
صفحه از 624
پرینت  ارسال به