171
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وحاصل المعنى على النسختين: ما دمتَ دفعتَ وأبعدت ومنعت عنّا بمدحك لنا وإظهار فضائلنا استخفافَ الجاهدين وإنكار الجاهلين .
وقيل : كان كميت شاعرا فصيحا مادحا للأئمّة عليهم السلام ، كما كان حسّان مدّاحا للنبيّ صلى الله عليه و آله ، وهو حسّان بن ثابت بن المنذر بن عمرو بن النجّار الأنصاري ، وقد كان نفرٌ من قريش يهجون النبيّ صلى الله عليه و آله ، وكان حسّان يدفعهم، ويردّ عليهم، فتركوا هجوه خوفا منه . ۱
والمراد بروح القدس جبرئيل عليه السلام ، أو خلق آخر غير الملائكة والبشر، كما مرَّ في الاُصول .
ولعلّ المراد بكونه معه الإلهام والإمداد والتسديد . وقيل في التقييد بقوله : «ما ذببت»: إشعار برجوع حسّان عن ذلك، كما نقل عنه . ۲
والوِسادة، بالكسر: المخدّة .
وقال الفيروزآبادي : «المِحجم والمحجَمة، بكسرهما: ما يُحجم به» . ۳ والمراد هنا مقدار ما يملؤها من الدم، وهو كناية عن كلّ قليل أو كثير منه اُهريق بغير الحقّ.
وتقليب الحجر عن الحجر كناية عن وضع الأشياء في غير مواضعها، وإزالة الحقّ عن مركزه، وتغيير الأحكام الشرعيّة، وإحداث الاُمور المبتدعة .
والحاصل : أنّ وزر جميع الناس إلى آخر الدهر عائد إليهما؛ لأنّهما سببان لها، ولولاهما لارتفع الجور، وشاع العدل .

متن الحديث السادس والسبعين

0.وَبِهذَا الْاءِسْنَادِ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمَكِّيِّ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ: «إِنَّ عُمَرَ لَقِيَ عَلِيّا عليه السلام ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي تَقْرَأُ هذِهِ الْايَةَ: «بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ» 4 وَتُعَرِّضُ بِي وَبِصَاحِبِي؟»
قَالَ 5 : «فَقَالَ لَهُ 6 : أَ فَلَا أُخْبِرُكَ بِآيَةٍ نَزَلَتْ فِي بَنِي أُمَيَّةَ: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۹ و ۳۰ .

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۴۸ .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۹۳ (حجم) .

4.القلم (۶۸) : ۶ .

5.في الطبعة الجديدة وجميع النسخ التي قوبلت فيها : ـ «قال» .

6.في الطبعة الجديدة ومعظم النسخ التي قوبلت فيها : ـ «له» .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
170

(ما سمعتُهُ) أي الصادق عليه السلام .
(قالها) أي هذه المقالة، أو الكلمة .
(لمخلوق قبلك) ؛ وإنّما خصّك به تشريفا وإكراما .
وقوله : (وأشار إلى خلفه ...) أي أشار عليه السلام بيده إلى خلفه؛ لبيان كيفيّة النبذ والطرح وراء ظهورهما .
قال الجوهري : «نَبَذَ يَنْبِذُ، أي ألقاه من يده . ونبّذ مبالغة». ۱ وهو كناية عن إعراضهما عن كتاب اللّه ، وعدم العمل بمقتضاه .

متن الحديث الخامس والسبعين

۰.وَبِهذَا الْاءِسْنَادِ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرٍ الْأَسَدِيِّ، عَنِ الْكُمَيْتِ بْنِ زَيْدٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ:دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَقَالَ: «وَاللّهِ يَا كُمَيْتُ، لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مَالٌ لَأَعْطَيْنَاكَ مِنْهُ، وَلكِنْ لَكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: لَنْ يَزَالَ مَعَكَ رُوحُ الْقُدُسِ مَا ذَبَبْتَ عَنَّا».
قَالَ: قُلْتُ: خَبِّرْنِي عَنِ الرَّجُلَيْنِ، قَالَ: فَأَخَذَ الْوِسَادَةَ، فَكَسَرَهَا فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَاللّهِ يَا كُمَيْتُ، مَا أُهَرِيقَ مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ، وَلَا أُخِذَ مَالٌ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ، وَلَا قُلِبَ حَجَرٌ عَنْ حَجَرٍ إِلَا ذَاكَ فِي أَعْنَاقِهِمَا».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (معك روح القدس) ؛ يدلّ على نفث روح القدس أحيانا في روع غير المعصوم أيضا .
(ما ذَبَبْتَ عنّا) .
يُقال : ذبَّ عنه، إذا منع ودفع .
وفي بعض النسخ: «زبّيت» بالزاي . قال الفيروزآبادي : «زَباه يَزبيه: حمله، وساقه، كزبّاه» . ۲

1.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۷۱ (نبذ) مع اختلاف .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۳۸ (زبي) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153393
صفحه از 624
پرینت  ارسال به