205
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

(ثمّ ينادي) .
قيل : لعلّ نداءه كان للاستشفاع بها صلوات اللّه عليها . ۱
وقوله : (اشتكيتُ) أي مرضت .
وقوله : (محمّد بن إبراهيم) ؛ كأنّه ختنه عليه السلام باُخته، وهو محمّد بن إبراهيم الملقّب بالإمام ابن محمّد بن عليّ بن عبداللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب .
وقوله : (قَيَيتُ) بهمز اللام، على البناء للمفعول من التقيئة .
قال الفيروزآبادي : «قاء يقيء قَيْئا، وقيّأه الدواء، وأقاءه» . ۲
وقوله : (زال كلّ مَفصل منّي) . كان كناية قدرته على القيء؛ إمّا للضعف، أو لعلّة اُخرى .

متن الحديث الثامن والثمانين

۰.الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ۳بْنِ إِسْحَاقَ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِّ، قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «حُمَّ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام ، فَعَوَّذَهُ، فَقَالَ: بِسْمِ اللّهِ أَرْقِيكَ يَا مُحَمَّدُ، وَبِسْمِ اللّهِ أَشْفِيكَ، وَبِسْمِ اللّهِ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُعْيِيكَ، ۴ بِسْمِ اللّهِ وَاللّهُ شَافِيكَ، بِسْمِ اللّهِ خُذْهَا فَلْتَهْنِيكَ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، «فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ»۵ ، لَتَبْرَأَنَّ بِإِذْنِ اللّهِ».
قَالَ بَكْرٌ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ رُقْيَةِ الْحُمّى، فَحَدَّثَنِي بِهذَا.

شرح

السند مجهول .
وروى الحميري في كتاب قرب الإسناد ۶ عن أحمد بن إسحاق الأشعري، وهو الظاهر؛ لروايته كثيرا عن بكر بن محمّد ، فالسند حينئذٍ صحيح .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۶۵ .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۵ (قاء) .

3.في الطبعة الجديدة وبعض النسخ التي قوبلت فيها : «أحمد» بدل «محمّد» .

4.في الحاشية عن بعض النسخ: «يعينك».

5.الواقعة (۵۶) : ۷۵ .

6.قرب الإسناد ، ص ۲۰ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
204

قال الفيروزآبادي : «أشْعَرَهُ الأمرَ وبه: أعلمه. وشعر به ـ كنشر وكرم ـ شعورا: علم به، وفطن له ، وعقله» . ۱
(أنّها لا تأخذ في الجسد كلّه) إلى قوله : (تأخذ في أعلى الجسد كلّه) .
لعلّ المراد أنّ حرارة الحمّى قد تظهر آثارها في أعالي الجسد ، وقد تظهر في أسافلها .
وقوله: (استعان بالماء البارد) .
قال بعض الشارحين :
نظيره كثير من طرق العامّة . روى مسلم تسعة:
منها: ما رواه عن ابن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه و آله ، قال : «الحمّى من فيح جهنّم، فأبردوها بالماء» . ۲
ومنها: ما رواه أنّ أسماء كانت تؤتى بالمرأة الموعوكة، فتدعو بالماء، فتصبّها في جيبها، وتقول : إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال : «أبردوها بالماء» ، وقال : «إنّها من فيح جهنّم» . ۳
والفيح: شدّة حرّها .
قال محي الدِّين البغوي : بعض من في قلبه مرض من جَهَلة الأطبّاء يتلاعب، ويكثر من ذكر هذه الأحاديث استهزاءً ، ثمّ يشنّع ويقول : الأطبّاء مجمعون على أنّ اغتسال المحموم بالماء البارد مُهلِك؛ لأنّه يجمع المسامّ، ويحقُن البُخار المتحلّل، فتنعكس الحرارة إلى داخل الجسم، فتهلِك . وهذا تعيير فيما لم يقله عليه السلام ؛ فإنّه عليه السلام قال : «أبردوها» ، فمن أين لهم أنّه أراد الانغماس؟!
فيحمل على أنّه أراد بالإبراد أدنى استعمال الماء البارد على وجهٍ ينفع ، ولا يبعد أن يُراد به أن يرشّ بعض الجسد بالماء، كما دلَّ عليه حديث أسماء .
فلا يبقى للملاحدة مطعن، وأيضا الأطبّاء يسقون صاحب الحمّى الصفراويّة الماء الشديد البرد، ويسقونه الثلج، ويغسلون أطرافه بالماء البارد ، فغير بعيد أن يكون عليه السلام أراد هذا النوع من الحمّى، وهذا النحو من الغسل على ما قالوه، أو قريبا منه . ۴
وقوله : (يراوح بينهما) .
قال الجوهري : «المراوحة في العملين: أن يعمل هذا مرّة، وهذا مرّة» . ۵

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۵۹ (شعر) مع اختلاف يسير .

2.صحيح مسلم ، ج ۲ ، ص ۱۰۸ ؛ و ج ۷ ، ص ۲۳ .

3.المصدر .

4.القائل والناقل هو المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۴۴ و ۴۵ .

5.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۷۰ (روح) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153290
صفحه از 624
پرینت  ارسال به