وَذُرِّيّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ * [... ]أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْما لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ» 1 ؛ فَإِنَّهُ وَكَّلَ بِالْفُضَّلِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَالْاءِخْوَانِ وَالذُّرِّيَّةِ، وَهُوَ قَوْلُ اللّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى: إِنْ تَكْفُرْ بِهِ أُمَّتُكَ فَقَدْ وَكَّلْتُ أَهْلَ بَيْتِكَ بِالْاءِيمَانِ الَّذِي أَرْسَلْتُكَ بِهِ ، فَلَا يَكْفُرُونَ بِهِ أَبَدا، وَلَا أُضِيعُ الْاءِيمَانَ الَّذِي أَرْسَلْتُكَ بِهِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ مِنْ بَعْدِكَ عُلَمَاءِ أُمَّتِكَ، وَوُلَاةِ أَمْرِي بَعْدَكَ، وَأَهْلِ اسْتِنْبَاطِ الْعِلْمِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ كَذِبٌ وَلَا إِثْمٌ وَلَا زُورٌ وَلَا بَطَرٌ وَلَا رِيَاءٌ، فَهَذَا بَيَانُ مَا يَنْتَهِي إِلَيْهِ أَمْرُ هذِهِ الْأُمَّةِ، إِنَّ اللّهَ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ طَهَّرَ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّهِ عليهم السلام ، وَسَأَلَهُمْ أَجْرَ الْمَوَدَّةِ، وَأَجْرى لَهُمُ الْوَلَايَةَ، وَجَعَلَهُمْ أَوْصِيَاءَهُ وَأَحِبَّاءَهُ ثَابِتَةً بَعْدَهُ فِي أُمَّتِهِ.
فَاعْتَبِرُوا يَا أَيُّهَا النَّاسُ فِيمَا قُلْتُ، حَيْثُ وَضَعَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَلَايَتَهُ وَطَاعَتَهُ وَمَوَدَّتَهُ وَاسْتِنْبَاطَ عِلْمِهِ وَحُجَجَهُ، فَإِيَّاهُ فَتَقَبَّلُوا، وَبِهِ فَاسْتَمْسِكُوا تَنْجُوا بِهِ، وَتَكُونُ لَكُمُ الْحُجَّةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَطَرِيقُ رَبِّكُمْ جَلَّ وَعَزَّ، لَا تَصِلُ وَلَايَةٌ إِلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَا بِهِمْ، فَمَنْ فَعَلَ ذلِكَ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُكْرِمَهُ، وَلَا يُعَذِّبَهُ، وَمَنْ يَأْتِ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِغَيْرِ مَا أَمَرَهُ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يُذِلَّهُ، وَأَنْ يُعَذِّبَهُ».
شرح
السند مجهول .
قوله : (عهد إلى آدم) أي أمره وأوصاه .
وقوله : (أن لا يقرب هذه الشجرة) أي لا يتناول، ولا يأكل منها. عبّر عنها بالقُرب مبالغةً في تحريمها .
وقال البيضاوي :
الشجرة: هي الحنطة، أو الكرمة، أو التينة، أو شجرة من أكل منها أحدث ـ قال : ـ والأولى أن لا تعيّن من غير قاطع، كما لم تعيّن في الآية؛ لعدم توقّف ما هو المقصود عليه . انتهى . 2
ونقل الاختلاف عن الاُمّة في نهيه عليه السلام عن أكل الشجرة نهي تنزيه أو تحريم ، فمذهب علمائنا الأوّل، وقالوا : لا ينافيه نسبة العصيان والغواية إليه في قوله تعالى : «وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ