293
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

(فارفع بصرك إلى السماء) ؛ لعلّ رفع البصر إليها كناية عن تعمّق النظر فيما فعل اللّه بالمجرمين بيد القائم عليه السلام وأصحابه من القتل والنهب والسبي ونحو ذلك من أنواع العقوبات .
وقد روى المصنّف رحمه الله في باب تفسير «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ» من حديث إلياس مع الباقر عليه السلام ، إلى أن قال له : «فوددت أنّ عينك تكون مع مهديّ هذه الاُمّة ، والملائكة بسيوف آل داود بين السماء والأرض، تُعذّب أرواح الكفرة من الأموات، وتُلحق بهم أرواح أشباههم من الأحياء» . ۱
(فقد فسّرت لك بملأ جملاً) . في بعض النسخ: «جملاً مُجملاً» .
قال الجوهري : «الجملة: واحدة الجمل. وقد أجملتُ الحساب، إذا رددتُه إلى الجملة» . ۲
وفي القاموس: «الجملة، بالضمّ: جماعة الشيء» . ۳

متن الحديث السادس والتسعين (حديثٌ نادر)

۰.حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ؛ وَ۴عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، جَمِيعا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«أَتى أَبُو ذَرٍّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ، إِنِّي قَدِ اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ، أَ فَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَخْرُجَ أَنَا وَابْنُ أَخِي إِلى مُزَيْنَةَ، فَنَكُونَ بِهَا؟
فَقَالَ: إِنِّي أَخْشى أَنْ يُغِيرَ عَلَيْكَ خَيْلٌ مِنَ الْعَرَبِ، فَيُقْتَلَ ابْنُ أَخِيكَ، فَتَأْتِيَنِي شَعَثا، فَتَقُومَ بَيْنَ يَدَيَّ مُتَّكِئا عَلى عَصَاكَ، فَتَقُولَ: قُتِلَ ابْنُ أَخِي، وَأُخِذَ السَّرْحُ.
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ، بَلْ لَا يَكُونُ إِلَا خَيْرا إِنْ شَاءَ اللّهُ.
فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَخَرَجَ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ وَامْرَأَتُهُ، فَلَمْ يَلْبَثْ هُنَاكَ إِلَا يَسِيرا حَتّى غَارَتْ خَيْلٌ لِبَنِي فَزَارَةَ، فِيهَا عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، فَأُخِذَتِ السَّرْحُ، وَقُتِلَ ابْنُ أَخِيهِ، وَأُخِذَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، وَأَقْبَلَ أَبُو ذَرٍّ يَشْتَدُّ حَتّى وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَبِهِ طَعْنَةٌ جَائِفَةٌ، فَاعْتَمَدَ عَلى عَصَاهُ، وَقَالَ:

1.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۴۲ ، ح ۱ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۲۵ ، ص ۷۴ ، ح ۶۴ .

2.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۶۲ (جمل) .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۵۱ (جمل) .

4.في السند تحويل بعطف عليّ بن إبراهيم على «حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن محمّد بن أيّوب» .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
292

يسكن البادية من العجم أيضا، فيمكن أن يكون إشارة إلى هلاكو . ۱
وقيل : أراد به المسيح الدجّال صاحب الفتنة العظمى، وسمّي مشوّها؛ لقبح منظره . ۲
وفي القاموس: «المسح: أن يخلق اللّه الشيء مباركا، أو ملعونا ضدّ . والمسيح: الدجّال لشؤمه، أو هو كسكّين» . ۳
وفي النهاية: «سمّي الدجّال مسيحا؛ لأنّه مُسِح أحد شقّي وجهه، ولا عين له، ولا حاجب» . ۴
وقيل : كلتا عينيه معيوبة؛ إحداهما مطموسة مغمورة، والاُخرى بارزة كبروز حبّة العنب عن صواحبها . ۵
(في جَحْفَل) بتقديم المعجمة على المهملة .
(جَرّار) بالتشديد، أو بالتخفيف . في القاموس: «الجَحْفَل، كجعفر: الجيش الكثير» . ۶
وفي الصحاح: «كتيبة جرّارة، أي ثقيلة المسير لكثرتها ، وجيش جرّار» . ۷
وفي بعض النسخ: «حرار» بالحاء المهملة . قال الجوهري : «الحرّة: أرض ذو حجارة سود. الحرار جمع. والحَرّان: العطشان، والحِرار جمع» . ۸
وفي النهاية: «الحرّة: هي الأرض ذات الحجارة [السود]، ويجمع على حُرٍّ وحِرار. وأرض بظاهر المدينة بها حجارة سُود كثيرة» انتهى . ۹
وتركيب «جحفل جرّار» على بعض التقادير إضافيّ، وعلى بعضها توصيفيّ . فتدبّر .
(فانتظر فرجك) جواب «إذا»؛ يعني أنّ ما ذكر من علامات قرب ظهور الصاحب عليه السلام .
وقوله : (فإذا انكسفت الشمس).
لعلّ المراد انكسافها في غير الوقت المعهود، كما سيجيء من انكسافها في النصف من رمضان .

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۰۲ .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۸۰ .

3.م القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۴۹ (مسح) .

4.النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۲۷ (مسح) .

5.نقله المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۸۰ .

6.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۴۶ (حجفل) .

7.الصحاح ، ج ۲، ص ۶۱۱ (جرر) .

8.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۲۷ (حرر) .

9.النهاية ، ج ۱ ، ص ۳۶۵ (حرر) مع التلخيص .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153184
صفحه از 624
پرینت  ارسال به