315
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

أو «إلى» ، أو يقدّر بعده مضاف من نحو «كرامة الرفيق الأعلى»، أو رحمته، أو جنّته، أو نحو ذلك .

متن الحديث الثاني والمائة

۰.سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ۱، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : عُرِضَتْ عَلَيَّ بَطْحَاءُ مَكَّةَ ذَهَبا، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، لَا، وَلكِنْ أَشْبَعُ يَوْما، وَأَجُوعُ يَوْما، فَإِذَا شَبِعْتُ حَمِدْتُكَ وَشَكَرْتُكَ، وَإِذَا جُعْتُ دَعَوْتُكَ وَذَكَرْتُكَ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (بَطحاء مكّة ذهبا) ؛ كأنّ المراد أنّه جعلت أرضها وما فيها من الحصى كذلك، أو خلق فيها من الذهب ملأها، وعرضت عليه .
وقال بعض الأفاضل : «أي قيل له: إن أردت أن نجعل لك تلك البطحاء مملوّة من الذهب، أو نجعل أرضها وحصاها ذهبا» ۲ .
قال الفيروزآبادي : «البطحاء والأبطح: سيل واسع فيه دقاق الحصى» . ۳
وقوله : (ياربّ لا) أي لا اُريد ذلك . كأنّ المراد بالجوع والشبع الصوم والإفطار، ويحتمل الأعمّ .

متن الحديث الثالث والمائة (حديث عيسى بن مريم عليه السلام )

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْهُمْ عليهم السلام ، قَالَ:«فِيمَا وَعَظَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ عِيسى عليه السلام : يَا عِيسى، أَنَا رَبُّكَ وَرَبُّ آبَائِكَ، اسْمِي وَاحِدٌ، وَأَنَا

1.في الطبعة الجديدة وأكثر النسخ التي قوبلت فيها: - «بن زياد» . والسند معلّق على سابقه .

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۱۳ .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۱۶ (بطح) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
314

(وأشار) أي جبرئيل عليه السلام .
(عليه بالتواضع) للّه ، وترك قبولها .
وفي بعض النسخ: «أشار إليه» . في القاموس: «أشار إليه: أومأ، ويكون بالكفّ والعين والحاجب . وأشار عليه بكذا: أمره» . ۱
(وكان له ناصحا) .
الواو للحال؛ أي فلم يصدر الإشارة منه بالتواضع من باب الغشّ، بل لمحض النصيحة؛ لكون ذلك خيرا له في الدُّنيا والآخرة .
وقوله : (ثمّ أتاه عند الموت بمفاتيح خزائن الدُّنيا) .
قال الفاضل الإسترآبادي : «كأنّ العلّة في إتيانه عند الموت بهذا أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله عسى أن يتقبّلها لذرّيّته الطاهرة؛ فإنّ معظم قصد الناس أن لا تكون ذرّيّتهم فقراء بعده» ۲ انتهى .
والأظهر أن تكون العلّة في ذلك أنّه صلى الله عليه و آله عسى أن يختار حياة الدُّنيا وبقاءها وملكها . وفي آخر الحديث إيماءً إليه .
وقوله : (ما أقلّت الأرضُ) أي حملته، ورفعته .
وقوله : (في الرفيق الأعلى) متعلّق ب «أكون»؛ أي أحبّ أن أكون في الرفيق الأعلى .
قال في النهاية:
في حديث الدعاء : ألحقني بالرفيق الأعلى . الرفيق: جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى علّيّين، وهو اسمٌ جاء على فَعيل، ومعناه الجماعة، كالصديق، والخَليط، يقع على الواحد والجمع . ومنه قوله تعالى : «وَحَسُنَ أُوْلئِكَ رَفِيقا» . ۳
وقيل : معنى «ألحقني بالرفيق الأعلى» ؛ أي باللّه تعالى . يُقال : اللّه رفيقٌ بعباده ، من الرفق والرأفة، وهو فعيل بمعنى فاعل .
ومنه حديث عائشة ، سمعتهُ يقول عند موته: بل الرفيق الأعلى، وذلك حين خُيِّرَ بين البقاء في الدُّنيا وبين ما عند اللّه ، فاختار ما عند اللّه . انتهى . ۴
ولو اُريد في هذا الخبر المعنى الأخير، فينبغي أن يكون «في» بمعنى المصاحبة، أو الباء،

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۶۵ (شار) .

2.حكاه عنه المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۹۲ .

3.النساء (۴) : ۶۹ .

4.النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۴۶ (رفق) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153239
صفحه از 624
پرینت  ارسال به