325
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

أبي بصير ، فالحكم بتوثيق الخبر، ونسبة الضعف إلى المشهور، ليس بجيّد . فتأمّل .
(قال) أي عليّ بن أسباط، أو أحد المعصومين عليهم السلام . والأوّل أظهر .
(فيما وعظ اللّه ـ عزّ وجلّ ـ به عيسى عليه السلام ) أي نصحه، وذكّره .
قال الجوهري : «الوعَظْ والعِظة: النُّصح» . ۱
وفي القاموس: «وعظه يعِظه وعْظا وموعِظةً: ذكره ما يليّن قلبه من الثواب والعقاب، فاتّعظ» . ۲
وقوله : (أنا ربّك) .
قال البيضاوي :
الربّ ـ في الأصل ـ بمعنى التربية، وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا . ثمّ وصف به للمبالغة كالصوم والعدل .
وقيل : هو نعت من رَبَّهُ يُربّه، فهو رَبٌّ، كقولك : نمّ ينمُّ فهو نمُّ. ثمّ سمّي به المالك؛ لأنّه يحفظ ما يملكه، ويُربّيه، ولا يُطلق على غيره تعالى إلّا مقيّدا، كقوله : «ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ»۳ . انتهى . ۴
وقيل : هو منكّرا بلا إضافة مختصّ بالواجب، وكذا المعروف باللام إذا كان بمعنى المالك؛ لأنّ اللام للعموم ، والمخلوق لا يملك جميع المخلوقين .
وتقديم هذا الوصف لدلالته على أفضل النعماء، وهو الإيجاد والتربية، ولأنّ فيه إيماء على أداء حقوق الربوبيّة . ۵
(اسمي واحد، وأنا الأحد) .
قال صاحب العدّة :
الواحد والأحَد اسمان يشملهما نفي الأبعاض عنهما والأجزاء، والفرق بينهما من وجوه :
الأوّل : أنّ الواحد هو المنفرد بالذات ، والأحد هو المنفرد بالمعنى .

1.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۸۱ (وعظ) .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۴۰۰ (وعظ) .

3.يوسف (۱۲) : ۵۰ .

4.تفسير البيضاوي ، ج ۱ ، ص ۵۱ و ۵۲ .

5.القائل هو المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۹۳ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
324

عَصَيْتَنِي بَعْدَ أَنْ أَنْبَأْتُكَ، مَا لَكَ مِنْ دُونِي وَلِيٌّ وَلَا نَصِيرٌ.
يَا عِيسى، أَذِلَّ قَلْبَكَ بِالْخَشْيَةِ، وَانْظُرْ إِلى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْكَ، وَلَا تَنْظُرْ إِلى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ رَأْسَ كُلِّ خَطِيئَةٍ وَذَنْبٍ هُوَ حُبُّ الدُّنْيَا، فَلَا تُحِبَّهَا؛ فَإِنِّي لَا أُحِبُّهَا.
يَا عِيسى، أَطِبْ لِي قَلْبَكَ، وَأَكْثِرْ ذِكْرِي فِي الْخَلَوَاتِ، وَاعْلَمْ أَنَّ سُرُورِي أَنْ تُبَصْبِصَ إِلَيَّ، كُنْ فِي ذلِكَ حَيّا، وَلَا تَكُنْ مَيِّتا.
يَا عِيسى، لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئا، وَكُنْ مِنِّي عَلى حَذَرٍ، وَلَا تَغْتَرَّ بِالنَّصِيحَةِ، وَتُغَبِّطْ نَفْسَكَ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا كَفَيْءٍ زَائِلٍ، وَمَا أَقْبَلَ مِنْهَا كَمَا أَدْبَرَ، فَنَافِسْ فِي الصَّالِحَاتِ جُهْدَكَ، وَكُنْ مَعَ الْحَقِّ حَيْثُمَا كَانَ، وَإِنْ قُطِعْتَ، وَأُحْرِقْتَ بِالنَّارِ، فَلَا تَكْفُرْ بِي بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ، وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ؛ ۱ فَإِنَّ الشَّيْءَ يَكُونُ مَعَ الشَّيْءِ.
يَا عِيسى، صُبَّ لِيَ ۲ الدُّمُوعَ مِنْ عَيْنَيْكَ، وَاخْشَعْ لِي بِقَلْبِكَ.
يَا عِيسَى اسْتَغِثْ بِي فِي حَالَاتِ الشِّدَّةِ؛ فَإِنِّي أُغِيثُ الْمَكْرُوبِينَ، وَأُجِيبُ الْمُضْطَرِّينَ، وَأَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ».

شرح

السند حسن، أو موثّق حسن .
وقال بعض الفضلاء : «الظاهر أنّ فيه إرسالاً» . ۳
ورواه الصدوق في أماليه، عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن عبداللّه بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام . ۴ فالخبر موثّق على الأظهر ، ضعيف على المشهور ، وهو يؤيّد الإرسال هاهنا .
وأقول : الظاهر أنّ عليّ بن أبي حمزة هذا البطائنيّ الضعيف، لا الثماليّ الثقة؛ لروايته عن

1.في الحاشية عن بعض النسخ: «ولا تكن مع الجاهلين».

2.في الحاشية عن بعض النسخ: «إليّ».

3.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۱۳ .

4.اُنظر: الأمالي للصدوق ، ص ۵۲۱ ، ح ۱ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153333
صفحه از 624
پرینت  ارسال به