407
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

أَلْفَ سَنَةٍ» ، قال : «هو يوم القيامة ؛ جعل اللّه على الكافرين مقداره خمسين ألف سنه ، وأراد أنّ أهل الموقف لشدّة أهوالهم يستطيلون بقاءهم فيها، وشدّتها عليهم، حتّى تكون في قوّة ذلك المقدار» .
وعن أبي سعيد الخدري، قال : قيل لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : «فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» ؛ ما طول هذا اليوم ؟
قال : «والذي نفسي بيده، إنّه ليخفّ على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من صلاة مكتوبة يصلّيها في الدنيا» .
وهذا يدلّ على أنّها يومٌ موهوم، وإلّا لما تفاوت في الطول والقصر إلى هذه الغاية . 1

متن الحديث التاسع والمائة

۰.وَبِهذَا الْاءِسْنَادِ، عَنْ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«مَنْ كَانَ مُسَافِرا فَلْيُسَافِرْ يَوْمَ السَّبْتِ، فَلَوْ أَنَّ حَجَرا زَالَ عَنْ جَبَلٍ يَوْمَ السَّبْتِ، لَرَدَّهُ اللّهُ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ إِلى مَوْضِعِهِ، وَمَنْ تَعَذَّرَتْ عَلَيْهِ الْحَوَائِجُ، فَلْيَلْتَمِسْ طَلَبَهَا يَوْمَ الثَّلَاثَاءِ؛ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي أَلَانَ اللّهُ فِيهِ الْحَدِيدَ لِدَاوُدَ عليه السلام ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (من كان مسافرا) أي متهيّأً للسفر مريدا له .
وقد اشتهر إطلاق الفعل وإرادة مباديه، كما قيل في قوله تعالى : «إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ»۲ أنّ المراد: إذا أردتم القيام عليها .
وفي القاموس : «يوم الثلاثاء، بالمدّ، ويضمّ» . ۳
وقوله : (ألآن اللّه [فيه] الحديد لداود عليه السلام ) أي جعله في يده كالشمع، يصرفه كيف يشاء من غير نار وإحماء واستعمال آلة، وأعطاه قوّة في هذا التصرّف .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۳۷ و ۱۳۸ .

2.المائدة (۵) : ۶ .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۶۳ (ثلث) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
406

الأرض ومقعر السماء الدُّنيا ـ على ما قيل ـ مسيرة خمسمائة عام ، وثخن كلّ واحد من السماوات السبع والكرسيّ والعرش كذلك، وحيث قال: «كَاَنَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ» ، يريد به زمان عروجهم من الأرض إلى محدب السماء الدنيا .
وقيل : «فِي يَوْمٍ» متعلّق بواقع، أو «سأل»، إذا جعل من السيلان . والمراد به يوم القيامة، واستطالته؛ إمّا لشدّته على الكفّار، أو لكثرة ما فيه من الحالات والمحاسبات . أو لأنّه على الحقيقة كذلك . انتهى . 1
وأقول : هذا الخبر صريح بأنّ المراد به يوم القيامة، وأنّ مقدار خمسين ألف سنة، وحينئذٍ ينافي ظاهر قوله تعالى في سورة الحجّ : «وَإِنَّ يَوْما عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ» 2 ، وقوله في سورة السجدة : «ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ» 3 ، وقوله في حديث عيسى عليه السلام : «واعبدني ليومٍ كألف سنة ممّا تعدّون» . 4
ويمكن الدفع عن الآية الثانية بأنّه تحديد لمسافة العروج، كما أشار إليه البيضاوي ، وعن الآية الاُولى والحديث بأنّه تحديد لأيّام الآخرة مطلقا ، وخمسون سنة ليوم القيامة . واللّه أعلم .
ودفع بعض المحقّقين هذه المنافاة بأنّ يوم الآخرة وسنيها أمرٌ موهوم . وقال :
بيانه أنّ أيّام الآخرة لا يمكن حملها على حقيقتها؛ إذ اليوم المعهود عبارة عن زمان طلوع الشمس إلى مغيبها، وبعد خراب العالم ـ على ما نطقت به الشريعة ـ لا يبقى ذلك ، فتعيّن حمل اليوم على مجازه، وهو الزمان المقدّر بحسب الوهم القايس لأحوال الآخرة بأحوال الدنيا وأيّامها، إقامة لما بالقوّة مقام ما بالفعل، وكذلك السنة .
وحينئذٍ قوله تعالى : «فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ» ، وفي موضع آخر : «مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ» إشارة إلى الأزمنة الموهومة؛ لشدّة أهوال الآخرة وضعفها، وطولها وقصرها، وسرعة حساب بعضهم، وخفّة ظهره، وثقل أوزار قوم آخرين، وطول حسابهم، كما روي عن ابن عبّاس في قوله تعالى : «فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ

1.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۳۸۷ .

2.الحجّ (۲۲) : ۴۷ .

3.السجدة (۳۲) : ۵ .

4.الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۳۴ ، ح ۱۰۳ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۷ ، ص ۱۲۸ ، ح ۱۰ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153279
صفحه از 624
پرینت  ارسال به