409
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

فَأَحْصَيْتُ فِي سُجُودِهِ خَمْسَمِائَةِ تَسْبِيحَةٍ، ثُمَّ اسْتَنَدَ إِلَى النَّخْلَةِ، فَدَعَا بِدَعَوَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا حَفْصٍ، إِنَّهَا وَاللّهِ النَّخْلَةُ الَّتِي قَالَ اللّهُ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ لِمَرْيَمَ عليه السلام : «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَبا جَنِيًّا»۱ ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (يتخلّل بساتين الكوفة) أي يسير خلالها، ويدخل بين أشجارها .
و«بساتين» جمع بُستان ـ بالضمّ ـ معرّب «بوستان» .
وقوله : (فأحصيت في سجوده) أي عَدَدت في كلّ سجدة، أو في جميعها . والأوّل أظهر .
وقوله : (إنّها) إلى قوله : (الذي) ۲ أي الجذع الذي .
وفي بعض النسخ: «النخلة التي» بدل «الذي»، وهو أظهر .
وقوله : «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ» .
الجذع، بالكسر: ما بين العِرق والغصن من النخل .
وقال البيضاوي :
الهزّ: التحريك بجذب أو دفع ؛ أي أميليه إليك . والباء مزيدة للتأكيد، أو افعلي الهزّ والإمالة به، أو هُزّي الثمرة بهزّة .
«تُسَاقِطْ عَلَيْكِ» . أصله: «تتساقط»، فاُدغمت التاء الثانية في السين .
وقرأ حفص: «تُساقِط» من ساقط بمعنى أسقط. «رُطَبا جَنِيّا» تميز، أو مفعول .
روي أنّها كانت نخلة يابسة، لا رأس لها ولا ثمر، وكان الوقت شتاءً، فهزّتها، فجعل اللّه تعالى لها رأسا وخوصا ورطبا، وتسليتها بذلك؛ لما فيه من المعجزات الدالّة على براءة ساحتها ؛ فإنّ مثلها لا يتصوّر لمن يرتكب الفواحش ، والمنبّهة لمن رآها على أنّ من قدر أنْ يُثمر النخلة اليابسة في الشتاء قدر أن يحبلها من غير فحل، وأنّه ليس ببدع من شأنها . انتهى . ۳
وقال الجوهري : «جنبت الثمرة أجنيها جنيا واجتنيتها بمعنى . وثمرٌ جنيّ ـ على فعيل ـ

1.مريم (۱۹) : ۲۵ .

2.في المتن الذي أثبته الشارح رحمه الله سابقا : «التي» .

3.تفسير البيضاوي ، ج ۴ ، ص ۱۱ و ۱۲ (مع تلخيص واختلاف يسير) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
408

متن الحديث العاشر والمائة

۰.وَبِهذَا الْاءِسْنَادِ، عَنْ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«مَثَلُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا قَامُوا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ مَثَلُ السَّهْمِ فِي الْقُرْبِ، لَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَرْضِ إِلَا مَوْضِعُ قَدَمِهِ، كَالسَّهْمِ فِي الْكِنَانَةِ، لَا يَقْدِرُ أَنْ يَزُولَ هَاهُنَا وَلَا هَاهُنَا».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (مثل السهم في القرب) .
يحتمل كونه بالضمّ ؛ أي قرب بعضهم من بعض . أو بضمّتين، جمع قِراب ـ بالكسر ـ ككتب وكتاب ، وحُمُر وحمار. وقِراب السيف: جَفْنه، وهو وعاء يكون فيه السيف بغمده وحِمالته، اُريد به هنا وعاء السهم مجازا . والقِراب أيضا: مقاربة الأمر .
وفي بعض النسخ: «في القَرن» . قال الجزري : «القَرَن، بالتحريك: جعبة من جلود تشقّ، ويُجعل فيها النُشّاب. ومنه الحديث : الناس يوم القيامة كالنبل في القَرن؛ أي مجتمعون مثلها» . ۱
وقال الجوهري : «القَرَن، بالتحريك: الجعبة . قال الأصمعي : القَرَن: جعبة من جلود تكون مشقوقة، ثمّ تخرز، وإنّما تشقّ كي تصل الريح إلى الريش، فلا يفسد» . ۲
وقوله : (ليس له ...) بيان للمثل .
والضمير إلى كلّ أحدٍ مفهوم من الناس .
وقوله : (في الكنانة) .
في القاموس : «كنانة السِّهام: جعبة من جلد لا خشب فيها، أو بالعكس» . ۳

متن الحديث الحادي عشر والمائة

۰.وَبِهذَا الْاءِسْنَادِ، عَنْ حَفْصٍ، قَالَ:رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يَتَخَلَّلُ بَسَاتِينَ الْكُوفَةِ، فَانْتَهى إِلى نَخْلَةٍ، فَتَوَضَّأَ عِنْدَهَا، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ،

1.النهاية : ج ۴ ، ص ۵۵ (قرن) .

2.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۱۸۰ (قرن) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۶۴ (كنن) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153424
صفحه از 624
پرینت  ارسال به