413
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

قال الفيروزآبادي في المهموز اللام: «نَسَأه، كمنعه: زجره، وساقه. والمِنْسأه، كمِكْنَسَة ومَرْتَبَة، ويُترك الهَمز فيهما: العصا؛ لأنّ الدابّة تُنسّأ بها» . ۱
وقوله تعالى : «فَلَمَّا خَرَّ» من الخور، وهو السقوط.
«تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ» .
قال البيضاوي :
أي علمت الجنّ بعد التباس الأمر عليهم.
«أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ» أنّهم لو كانوا يعلمون الغيب كما يزعمون، لعلموا موته حينما وقع، فلم يلبثوا حولاً في تسخيره إلى أن خرّ، أو حضرت الجنّ، وأنّ بما في حيّزه بدل منه ؛ أي ظهر أنّ الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب . انتهى . ۲
وقيل : أي علمته عامّة الجنّ وضعفاؤهم أنّ رؤساؤهم لا يعلمون الغيب . ۳
وروى عليّ بن إبراهيم وغيره أنّ الآية نزلت هكذا: «تبيّنت الإنس أن لو كان الجنّ يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين»، وذلك أنّ الإنس كانوا يقولون: إنّ الجنّ يعلمون الغيب، فلمّا سقط سليمان على وجهه علم الإنس أن لو كان الجنّ يعلمون الغيب لم يعملوا سنةً لسليمان، وهو ميّت، ويتوهّمونه حيّا . ۴
وقال الزمخشري: في قراءة اُبيّ: «تبيّنت الإنس» ، وفي قراءة ابن مسعود: «تبيّنت الإنس أنّ الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب» . ۵

متن الحديث الخامس عشر والمائة

0.ابْنُ مَحْبُوبٍ 6 ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَدِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ:«أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا إِذَا مَرُّوا بِرَسُولِ اللّهِ حَوْلَ الْبَيْتِ طَأْطَأَ أَحَدُهُمْ ظَهْرَهُ وَرَأْسَهُ هكَذَا، وَغَطّى رَأْسَهُ بِثَوْبِهِ، لَا يَرَاهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ

1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۰ (نسأ) .

2.تفسير البيضاوي ، ج ۴ ، ص ۳۹۵ .

3.حكاه العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۴۶ .

4.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۱۹۹ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۱۳۹ .

5.الكشّاف ، ج ۳ ، ص ۲۸۳ .

6.السند معلّق كسابقه .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
412

قَالَ: «فَنَظَرَ سُلَيْمَانُ يَوْما، فَإِذَا الشَّجَرَةُ الْخُرْنُوبَةُ قَدْ طَلَعَتْ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ لَهَا: مَا اسْمُكِ؟
قَالَتِ: الْخُرْنُوبَةُ».
قَالَ: «فَوَلّى سُلَيْمَانُ مُدْبِرا إِلى مِحْرَابِهِ، فَقَامَ فِيهِ مُتَّكِئا عَلى عَصَاهُ، فَقُبِضَ رُوحُهُ مِنْ سَاعَتِهِ».
قَالَ: «فَجَعَلَتِ الْجِنُّ وَالْاءِنْسُ يَخْدُمُونَهُ، وَيَسْعَوْنَ فِي أَمْرِهِ كَمَا كَانُوا، وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ حَيٌّ لَمْ يَمُتْ يَغْدُونَ وَيَرُوحُونَ، وَهُوَ قَائِمٌ ثَابِتٌ حَتّى دَنَتِ ۱ الْأَرَضَةُ مِنْ عَصَاهُ، فَأَكَلَتْ مِنْسَأَتَهُ، فَانْكَسَرَتْ، وَخَرَّ سُلَيْمَانُ إِلَى الْأَرْضِ: أَ فَلَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ «فَلَمّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ»۲ ».

شرح

السند صحيح .
قوله : (الخُرنوبة) .
في القاموس : «الخرّوب، كتنّور، والخُرْنوب، وقد تفتح هذه : شجرة بريّة ذات شوك ذو حمل، كالتفّاح، لكنّه بَشِع ، وشامية ذات حمل كالخيار شَنْبَر، إلّا أنّه عريض، وله ربّ وسويق» . ۳
وقال الجوهري : «الخرّوب: نبت معروف. والخُرنوب لغةً. ولا تقل: الخَرنوب بالفتح» . ۴
وقوله : (حتّى دنت الأرضة) .
«دنت» من الدُنوّ .
وفي بعض النسخ: «دبّت» بالباء، من الدبيب، وهو المشي هُنيئة .
و«الأرضة» بالتحريك: دُويبة معروفة تأكل الخشب .
وفي بعض النسخ: «الأرض» وهو أيضا ـ بالتحريك ـ جمع أَرَضة .
وقوله : (مِنسأته) .

1.في كلتا الطبعتين ومعظم النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة: «دبّت».

2.سبأ (۳۴) : ۱۴ .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۶۰ (خرب) .

4.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۱۹ (خرب) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153260
صفحه از 624
پرینت  ارسال به