قوله: (الرادّ عليَّ هذا الأمر) ؛ يعني أمر الولاية .
في القاموس : «ردّ عليهم: لم يقبله، وخطّأهُ» . ۱
وقوله : (شهيد) .
في القاموس :
الشهيد، ويكسر شينه: القتيل في سبيل اللّه ؛ لأنّ ملائكة الرحمة تشهده، أو لأنّ اللّه تعالى وملائكته شهود له بالجنّة ، أو لأنّه ممّن يُستشهد يوم القيامة على الاُمم الخالية ، أو لأنّه حيٌّ عند ربّه حاضر ، أو لأنّه يشهد ملكوت اللّه وملكه . انتهى . ۲
ولعلّ المراد هنا من له ثواب الشهيد . وهذا أنسب بقوله : (على فراشه) ؛ وبقوله : (حيٌّ عند ربّه يُرزق) ؛ فإنّه إشارة إلى ثمرة الشهادة في قوله تعالى : «بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» . ۳
ويؤيّده أيضا ما سيأتي من خبر المالك الجهني .
متن الحديث الواحد والعشرين والمائة
۰.يَحْيَى الْحَلَبِيُّ۴، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُسْكَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يَقُولُ: «أَمَا وَاللّهِ، مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكُمْ، وَإِنَّ النَّاسَ سَلَكُوا سُبُلاً شَتّى؛ فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَ بِرَأْيِهِ، وَمِنْهُمْ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ، وَمِنْهُمْ مَنِ اتَّبَعَ الرِّوَايَةَ، وَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ بِأَمْرٍ لَهُ أَصْلٌ، فَعَلَيْكُمْ بِالْوَرَعِ وَالأْتِهَادِ، وَاشْهَدُوا الْجَنَائِزَ، وَعُودُوا الْمَرْضى، وَاحْضُرُوا مَعَ قَوْمِكُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ لِلصَّلَاةِ؛ أَ مَا يَسْتَحْيِي الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَنْ يَعْرِفَ جَارُهُ حَقَّهُ، وَلَا يَعْرِفَ حَقَّ جَارِهِ؟!»
شرح
السند مجهول .
قوله : (أحبّ إليّ) ؛ كأنّ بناء التفضيل على فرض المحبّة في المفضّل عليه .
وقوله : (وإنّ الناس) ؛ يعني أهل الخلاف، أو الكفّار أيضا .
(سلكوا سُبُلاً شتّى) أي متفرّقة خارجة عن سبيل الهدى .