43
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقال بعض الشارحين في شرح هذا الكلام :
أي من له اعتقاد بالدِّين، ومروّة داعية لرعاية حقوق المؤمنين، وعقل مُدرك لما ثبت في الشرع من القوانين، وجمال ؛ أي حسن ظاهر بالأعمال الصالحة، وحسن باطن بالأخلاق الفاضلة، وتقوى من اللّه داعية إلى اجتناب المنهيّات، والسبق إلى الخيرات، فهو حسيب نجيب شريف كريم ، ومن لم يكن له هذه الخصال وإن كان ذا حسب بالآباء والجاه والمال فهو خسيس دنيء لئيم ؛ فربّ عبدٍ حبشيٍّ خيرٌ من حُرٍّ هاشميّ قرشيّ . ۱
هذا كلامه، فتأمّل .

متن الحديث الخامس والثلاثين

۰.عَنْهُمْ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ وَثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ وَغَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ وَهَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ۲، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ:كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي فُسْطَاطٍ لَهُ بِمِنًى، فَنَظَرَ إِلى زِيَادٍ الْأَسْوَدِ مُنْقَطِعَ الرِّجْلَيْنِ ۳ ، فَرَثى لَهُ، فَقَالَ لَهُ: «مَا لِرِجْلَيْكَ هكَذَا؟».
قَالَ: جِئْتُ عَلى بَكْرٍ لِي نِضْوٍ، فَكُنْتُ أَمْشِي عَنْهُ عَامَّةَ الطَّرِيقِ، فَرَثى لَهُ، وَقَالَ لَهُ عِنْدَ ذلِكَ زِيَادٌ: إِنِّي أُلِمُّ بِالذُّنُوبِ حَتّى إِذَا ظَنَنْتُ أَنِّي قَدْ هَلَكْتُ، ذَكَرْتُ حُبَّكُمْ، فَرَجَوْتُ النَّجَاةَ، وَتَجَلّى عَنِّي.
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «وَهَلِ الدِّينُ إِلَا الْحُبُّ؟ قَالَ اللّهُ تَعَالى: «حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْاءِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ»۴ ، وَقَالَ: «إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ»۵ ، وَقَالَ: «يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ»۶ ، إِنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ، أُحِبُّ الْمُصَلِّينَ وَلَا أُصَلِّي، وَأُحِبُّ الصَّوَّامِينَ

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۰ .

2.لم نجد مع الفحص الأكيد غير هنا رواية الحسن بن عليّ بن فضّال عن هارون بن مسلم ، ولا رواية هارون عن بريد بن معاوية ، واحتملنا التحريف في اسم هذا الرجل من ناحية النسّاخ ، والمظنون أنّ الصحيح هو : «مروان بن مسلم» ، وهو يروي عن بريد ، ويروي عنه الحسن ، كما تشاهد روايته عن بريد في الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۷۷ ، ح ۴ ؛ ورواية الحسن عنه في : ج ۲ ، ص ۲۲۴ ، ح ۹ ؛ وج ۳ ، ص ۵۵۷ ، ح ۳ ؛ وج ۳ ، ص ۵۶۳ ، ح ۱ ؛ وغيرها .

3.في الطبعة القديمة وحاشية النسخة : «منقلع الرجل» .

4.الحجرات (۴۹) : ۷ .

5.آل عمران (۳) : ۳۱ .

6.الحشر (۵۹) : ۹ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
42

ينبغي أن تكونا عليه، أو رفعهما في القنوت، وجعل بطونهما إلى السماء بالتضرّع والابتهال .
وقوله صلى الله عليه و آله : (عند كلّ وضوء) .
لعلّ التخصيص للإشعار بتأكّده في الوضوء، أو بكونه من مستحبّاته .

متن الحديث الرابع والثلاثين

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ۱، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَنْ أَبِيهِ عليهماالسلام، قَالَ:«قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : حَسَبُ الْمَرْءِ دِينُهُ وَعَقْلُهُ وَمُرُوءَتُهُ ۲ وَشَرَفُهُ وَجَمَالُهُ وَكَرَمُهُ تَقْوَاهُ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (حسبُ المرء دينُه) .
قال الجوهري : «الحَسَب: ما يعدّه الإنسان من مفاخر آبائه ، ويقال : حسبه دينه . ويُقال : ماله » . ۳
(وعقله ومُروءته) .
في بعض النسخ: «ومروءته وعقله» . والمُروءة ـ مهموز بعد الميم والراء ـ : الإنسانيّة. واشتقاقه من المرء، وقد يخفّف بالقلب والإدغام؛ أي شرف المرء إنّما هو بالدِّين وكماله، لا بمفاخر آبائه وشرف أجداده.
(وجماله) أي حسنه وبهجته بالعقل والإنسانيّة والشرافة ؛ أي العلوّ والمجد في الدِّين . ۴
(وكرمُهُ) أي كونه كريما شريفا مكرّما عند اللّه وعند الناس (تقواه) وورعه عن محارم اللّه عزّ وجلّ .

1.في الطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي : + «بن محمّد بن عليّ بن عبداللّه بن جعفر الطيّار» .

2.في الطبعتين للكافي: «ومروءته وعقله». وفي بعض نسخ الكافي: + «ومروءته عقله».

3.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۱۰ (حسب) .

4.قال المحقّق الفيض رحمه الله في الوافي ، ج ۴ ، ص ۳۰۵ ، ح ۱۹۸۴ : «اُريد بالجمال الزينة الظاهرة من الأخلاق الحسنة والأطوار المستحسنة» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153319
صفحه از 624
پرینت  ارسال به