45
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وفي القاموس: «جَلا الهمَّ عنه: أذهبه. وقد انجلى، وتجلّى» . ۱
وقيل : معنى «ألمَّ بالذنوب» أنزل بها، واقترفها، أو أقرب منها، وأكاد أقترفها، فذكر المحبّة على الأوّل بسبب رجاء النجاة من العقوبة، وتجلّى ظنّ الهلاك بها . وعلى الثاني سبب لرجاء النجاة من الذنوب وتجلّيها عنه . ۲
وأنت خبير بما في التوجيه الثاني من البُعد ، والظاهر الأوّل مع تخصيص الذنوب بالصغائر .
وقوله : (وهل الدِّين إلّا الحبّ) . اللّام فيه للعهد ؛ يعني ليس حقيقة الدِّين إلّا الحبّ المعهود، وهو حبّنا أهل البيت، فهو أصل لثبوت الدين ، فكأنّه نفسه وحقيقته .
وقوله تعالى : «حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الْاءِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ»۳ ؛ إمّا بنصب الأدلّة، أو بالتوفيق له، أو بما وعد عليه من النصر والفتح في الدنيا ، والجنّة والنعيم في الاُخرى .
ووجه تطبيق الآية على المدّعى ما أفاده بعض الأفاضل من أنّ الدين هو الإيمان ؛ أعني الإقرار باللّه وبالرسول والأوصياء، والإيمان لا يتحقّق إلّا بحبّهم بحكم الآية ، فالدين لا يتحقّق إلّا بحبّهم .
وبعبارة اُخرى : الإيمان هو الإقرار بعليّ أمير المؤمنين وأوصيائه عليهم السلام ؛ لأنّ الإقرار بهم يستلزم الإقرار باللّه وبرسوله، دون العكس، وهو لا يتحقّق إلّا بحبّهم، والتقريب على التقديرين واضح . ۴
وقال : «إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ»۵ الآية .
قال الفاضل المذكور :
الدِّين ـ وهو متابعة النبيّ صلى الله عليه و آله فيما جاء به، الذي أعظمه الولاية ـ يتوقّف على المحبّة، وثمرته المحبّة، بدليل الشرط المذكور والمقدّر، فهو محفوف بالمحبّتين : محبّة العبد له تعالى، ومحبّته تعالى له، فلا يتحقّق إلّا بها، وهو المطلوب . ۶

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۱۳ (جلو) .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۱ .

3.الحجرات (۴۹) : ۷ .

4.آل عمران (۳) : ۳۱ .

5.شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۱ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
44

وَلَا أَصُومُ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ، وَلَكَ مَا اكْتَسَبْتَ.
وَقَالَ: مَا تَبْغُونَ وَمَا تُرِيدُونَ، أَمَا إِنَّهَا لَوْ كَانَتْ ۱ فَزْعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَزِعَ كُلُّ قَوْمٍ إِلى مَأْمَنِهِمْ، وَفَزِعْنَا إِلى نَبِيِّنَا، وَفَزِعْتُمْ إِلَيْنَا».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (في فُسطاط) ؛ هو بالضمّ: السرادق من الأبنية .
وقوله : (منقطع الرجلين) بالنصب على الحاليّة من زياد .
وفي بعض النسخ: «منقلع الرجلين» ۲ ، والمآل واحد .
والمقصود أنّهما انقطعا عن العمل من كثرة المشي .
(فرثى له) .
في النهاية: «رثى له، إذا رقَّ وتوجّع» . ۳
وقوله : (على بَكر لي نِضو) بالجرّ صفة «بكر» .
قال الجزري : «البكر، بالفتح: الفتى من الإبل، بمنزلة الغلام من الناس ، والاُنثى: بكرة» . ۴
وقال : «النضو، بالكسر: الدابّة التي أهزلتها الأسفار، وأذهبت لحمها» . ۵
(فكنت أمشي عنه) أي معرضا عن ركوبه .
(عامّةَ الطريق) بتشديد الميم؛ أي تمامه، أو أكثره .
وقوله : (إنّي اُلمّ بالذنوب) إلى قوله : (وتجلّى عنّي) .
قال الجوهري : «الإلمام: النزول. وقد أَلمَّ به ؛ أي نزل به. وألمَّ الرجل من اللمم، وهو صغار الذنوب» . ۶

1.في الطبعة القديمة : «كان» .

2.كما ضبطه المحقّق الفيض رحمه الله في الوافي ، ج ۵ ، ص ۸۲۶ ، ح ۳۰۹۶ ، ثمّ قال في شرحه : «أي لم تثبت قدماه على الأرض» .

3.النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۹۶ (رثى) .

4.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۴۹ (بكر) .

5.النهاية ، ج ۵ ، ص ۷۲ (نضو) .

6.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۳۲ (لمم) مع تلخيص .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153297
صفحه از 624
پرینت  ارسال به