والوَعظ والعِظَة والموعظة: تذكير ما يليّن القلب، ويرقّقه من الثواب والعقاب بحيث يصير حاملاً على طاعة اللّه ، زاجرا عن معصيته .
متن الحديث الثالث والثلاثين والمائة
۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «يَا ابْنَ مُسْلِمٍ، النَّاسُ أَهْلُ رِيَاءٍ غَيْرَكُمْ، وَذلِكُمْ ۱ أَنَّكُمْ أَخْفَيْتُمْ مَا يُحِبُّ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَظْهَرْتُمْ مَا يُحِبُّ النَّاسُ، وَالنَّاسُ أَظْهَرُوا مَا يُسْخِطُ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَخْفَوْا مَا يُحِبُّهُ اللّهُ.
يَا ابْنَ مُسْلِمٍ، إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ رَأَفَ بِكُمْ، فَجَعَلَ الْمُتْعَةَ عِوَضا لَكُمْ مِنَ ۲ الْأَشْرِبَةِ».
شرح
السند مرسل .
قوله : (الناس أهل رياء) إلى قوله : (وأخفوا ما يحبّه اللّه ) .
قيل : لعلّ مراده عليه السلام بيان ما يفعله الشيعة من إظهار الموافقة مع أهل الباطل تقيّةً، وبين ما يفعله المخالفون من إنكار حقّيّة أئمّة الحقّ مع علمهم بها؛ لطمع الدُّنيا، بأنّ الشيعة اعتقدوا الحقّ، وأظهروا خلافه في مقام التقيّة إطاعةً لأمره تعالى ، فلذا عبّر عنه بما يحبّ الناس ، والمخالفين مع اعتقادهم بالحقّ أنكروه على وجه يوجب سخط اللّه عنادا وكفرا وطمعا في الدُّنيا، ولذا عبّر عنه بما يسخط، فيكون الفرق بينهما في جهة الإظهار وكيفيّته فقط .
ويمكن أن يستنبط من العبارة الفرق بين الإخفائين أيضا، بأن يكون المراد بقوله : «أخفيتم ما يحبّ اللّه » إخفاءه؛ أي إخفاء دين الحقّ في مقام التقيّة . وبقوله : «ما يحبّه اللّه » ثانيا ما يحبّ اللّه إظهاره؛ أي أخفوه في غير مقام التقيّة ، ولهذا غيّر الكلام بإيراد الضمير في الثاني، وعدم إيراده في الأوّل.
وإنّما سمّي فعلهم رياءً؛ لأنّ حقيقة الرياء إيقاع العمل لغير اللّه ، وفعلهم كذلك، بخلاف