441
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

إظهار الشيعة خلاف ما يضمرون؛ فإنّه للّه تعالى ولإطاعة أمره . ۱
وقوله : (رأف بكم) .
في القاموس : «الرأفة: أشدّ الرحمة، أو أرقّها. و رأف اللّه بك، مثلّثة». ۲
(فجعل المتعة عوضا لكم من الأشربة).
كأنّ المراد بالأشربة [الأشربة] المحرّمة التي تستحلّه العامّة، كالنبيذ والفقّاع ونحوهما؛ يعني لما حرّم عليكم تلك الأشربة حلّل لكم المتعة عوضا منها .
وقيل : معناه: كما أنّهم يتلذّذون بالفقّاع والأنبذة التي هم يستحلّونها، وأنتم تحرّمونها ولا تنتفعون بها، كذلك المتعة أنتم تلتذّون بها، وهم لاعتقادهم حرمتها لا ينتفعون ولا يتلذّذون . انتهى . ۳
وهو كما ترى .
وفي بعض النسخ: «الأسرية» بدل «الأشربة» . قيل : كأنّ الياء للنسبة إلى الأسير، والتاء باعتبار تأنيث الموصوف، وهي الأمَة، كالأثيريّة والحنفيّة في النسبة إلى الأثير والحنيف ؛ يعني أنّه تعالى علم أنّ السريّة والأمَة في دولة الباطل في يد أهله، وأن ليس لكم القدرة على شرائها وحفظها وإنفاقها، جعل لكم المتعة عوضا منها، وهي أسهل . ۴
وقيل : الأسريّة ـ بفتحتين ـ جمع السريّة، وهي الأمة المستورة، وهذا الجمع وإن لم يثبت لغةً؛ لأنّ الأسريَة جمع السريّ ـ كغنيّ ـ وهو نهرٌ صغير، يجرى إلى النخل ، لكن كلام المعصوم هو الأصل . ۵

متن الحديث الرابع والثلاثين والمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَادٍ، قَالَ:

1.إلى هاهنا كلام القائل ، وهو العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۷۰ .

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۴۲ (رأف) .

3.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۷۱ .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۵۶ .

5.نقله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۵۶ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
440

والوَعظ والعِظَة والموعظة: تذكير ما يليّن القلب، ويرقّقه من الثواب والعقاب بحيث يصير حاملاً على طاعة اللّه ، زاجرا عن معصيته .

متن الحديث الثالث والثلاثين والمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «يَا ابْنَ مُسْلِمٍ، النَّاسُ أَهْلُ رِيَاءٍ غَيْرَكُمْ، وَذلِكُمْ ۱ أَنَّكُمْ أَخْفَيْتُمْ مَا يُحِبُّ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَظْهَرْتُمْ مَا يُحِبُّ النَّاسُ، وَالنَّاسُ أَظْهَرُوا مَا يُسْخِطُ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَخْفَوْا مَا يُحِبُّهُ اللّهُ.
يَا ابْنَ مُسْلِمٍ، إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ رَأَفَ بِكُمْ، فَجَعَلَ الْمُتْعَةَ عِوَضا لَكُمْ مِنَ ۲ الْأَشْرِبَةِ».

شرح

السند مرسل .
قوله : (الناس أهل رياء) إلى قوله : (وأخفوا ما يحبّه اللّه ) .
قيل : لعلّ مراده عليه السلام بيان ما يفعله الشيعة من إظهار الموافقة مع أهل الباطل تقيّةً، وبين ما يفعله المخالفون من إنكار حقّيّة أئمّة الحقّ مع علمهم بها؛ لطمع الدُّنيا، بأنّ الشيعة اعتقدوا الحقّ، وأظهروا خلافه في مقام التقيّة إطاعةً لأمره تعالى ، فلذا عبّر عنه بما يحبّ الناس ، والمخالفين مع اعتقادهم بالحقّ أنكروه على وجه يوجب سخط اللّه عنادا وكفرا وطمعا في الدُّنيا، ولذا عبّر عنه بما يسخط، فيكون الفرق بينهما في جهة الإظهار وكيفيّته فقط .
ويمكن أن يستنبط من العبارة الفرق بين الإخفائين أيضا، بأن يكون المراد بقوله : «أخفيتم ما يحبّ اللّه » إخفاءه؛ أي إخفاء دين الحقّ في مقام التقيّة . وبقوله : «ما يحبّه اللّه » ثانيا ما يحبّ اللّه إظهاره؛ أي أخفوه في غير مقام التقيّة ، ولهذا غيّر الكلام بإيراد الضمير في الثاني، وعدم إيراده في الأوّل.
وإنّما سمّي فعلهم رياءً؛ لأنّ حقيقة الرياء إيقاع العمل لغير اللّه ، وفعلهم كذلك، بخلاف

1.في الحاشية عن بعض النسخ: «وذلك».

2.في الطبعة القديمة : «عن» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153182
صفحه از 624
پرینت  ارسال به