447
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

متن الحديث الواحد والأربعين والمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ،۱عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ عَمِّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللّهِ۲، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه السلام ، قَالَ:«أَخَذَ أَبِي بِيَدِي، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ أَبِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عليه السلام أَخَذَ بِيَدِي كَمَا أَخَذْتُ بِيَدِكَ، وَقَالَ: إِنَّ أَبِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام أَخَذَ بِيَدِي، وَقَالَ: يَا بُنَيَّ، افْعَلِ الْخَيْرَ إِلى كُلِّ مَنْ طَلَبَهُ مِنْكَ؛ فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَدْ أَصَبْتَ مَوْضِعَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ، كُنْتَ أَنْتَ مِنْ أَهْلِهِ، وَإِنْ شَتَمَكَ رَجُلٌ عَنْ يَمِينِكَ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلى يَسَارِكَ، فَاعْتَذَرَ إِلَيْكَ، فَاقْبَلْ عُذْرَهُ».

شرح

السند مجهول .
قوله : (افعل الخير) ؛ يعمّ المال، والمشي في الحاجة، والقول النافع، وأمثالها .
قيل : هذا من المرغّبات التي لا يتركها أهل الكمال، وإلّا فقد يجوز الترك خصوصا بعد إعطاء الثلاثة، كما دلَّ عليه ما رواه المصنّف بإسناده عن أبي عبد اللّه عليه السلام يقول في السؤال : «أطعموا ثلاثه؛ إن شئتم أن تزدادوا، وإلّا فقد أدّيتم حقّ يومكم» ۳ . ۴
وقوله : (كنتَ أنت من أهله) أي يليق بك الخير، وتكون بذلك داخلاً في أهل الخير .
والحاصل : أنّك أهلٌ لأن تحسن إلى كلّ أحد، ولا محذور فيه، وإن لم يكن الآخذ في الواقع أهلاً للإحسان .

1.في الحاشية: «كأنّه محمّد بن جعفر بن عون الأسدي الثقة، وصرّح به بعض الأعلام. منه». اُنظر : رجال النجاشي ، ص ۳۷۳ ، الرقم ۱۰۲۰ ؛ رجال ابن داود ، ص ۳۰۲ ؛ رجال العلّامة ، ص ۱۶۰ .

2.هذا ، والظاهر أنّ «بن» الفاصل بين الحسين وعيسى سهو من ناحية النسّاخ ، والصواب: «الحسين ، عن عيسى بن عبداللّه » كما في بعض نسخ الكافي التي رأيناه ؛ لأنّ موسى الذي روى عنه محمّد بن أبي عبداللّه هو ابن عمران النخعي ، وعمّه هو الحسين بن يزيد النوفلي ، وروايات هذا الرجل عن عيسى بن عبداللّه الهاشمي تكرّرت في الكافي وبعض كتب الصدوق رحمه الله . اُنظر : الكافي ، ج ۴ ، ص ۶۰ ، ح ۸ ؛ و ج ۷ ، ص ۴۶۳ ، ح ۲۰ ؛ ثواب الأعمال ، ص ۳۷ ، ح ۲ .

3.الكافي ، ج ۴ ، ص ۱۷ ، ح ۲ . وعنه في وسائل الشيعة ، ج ۹ ، ص ۲۰۲ ، ح ۱۱۸۴۱ .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۵۸ و ۱۵۹ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
446

مثال فيع ـ لأنّه من فاء، ويجمع على فئون، وفِئات» انتهى . ۱
والمراد بهما طائفتان من أهل الإسلام تقاتلا لا على الوجه المشروع ، فقوله : (من أهل الباطل) إشارة إليه، فحينئذٍ لا إشكال في قوله : (إلّا كان النصر مع أحسنهما بقيّة على الإسلام) .
نصب «بقيّة» على التمييز . قال الفيروزآبادي :
بَقي يَبقى بقاءً، وبقا بَقْيا: ضدّ فني. والاسم: البقيّة . و «بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ»۲ أي طاعة اللّه ، أو انتظار ثوابه ، أو الحالة الباقية لكم من الخير . و «أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ»۳ أي إبقاءٍ وفهم . ۴
وقال الجوهري : «أبقيت على فلان، إذا أرعيت عليه، ورحمته» . ۵
ولعلّ المراد هنا أحسنهما بقاءً على الإسلام، أو رعايةً وحفظا لقوانينه وحدوده؛ لتوقّع الثواب المترتّب عليها .
والغرض الأصلي من هذا الكلام أنّ رعاية الدِّين والإسلام موجب للظفر والغلَبَة، كما قيل : «إنّ المُلك والملّة توأمان» ، ولا يبعد أن يُراد بفئتين من أهل الباطل أهل الكفر ، وبأحسنهما بقيّةً على الإسلام أكثرهما رعايةً ورأفةً، وأقلّهما إضرارا لأهله .

متن الحديث الأربعين والمائة

۰.عَنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلى حُبِّ مَنْ يَنْفَعُهَا، وَبُغْضِ مَنْ أَضَرَّ بِهَا ۶ ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (جُبلت القلوب ...) أي خُلقت وطبعت .
والغرض من هذا الحديث الترغيب في إيصال النفع إلى الناس بذكر بعض فوائده، وهو جلب مودّتهم، والتحذير عن الإضرار بهم بذكر بعض مفاسده، وهو بغضهم وعداوتهم .

1.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۶۳ (فيأ) .

2.هود (۱۱) : ۸۶ .

3.هود (۱۱) : ۱۱۶ .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۰۴ (بقي) .

5.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۸۳ (بقي) .

6.في الحاشية عن بعض النسخ: «أضرّها».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153264
صفحه از 624
پرینت  ارسال به