455
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

قال الفيروزآبادي : «البَرَد، بالتحريك: حبّ الغمام» . 1
وقال البيضاوي :
المراد بالسماء الغمام، وكلّ ما علاك فهو سماء. «مِنْ جِبَالٍ فِيهَا» من قِطَع عِظام تشبه الجبال في عظمتها، أو جمودها «مِنْ بَرَدٍ» بيان للجبال. والمفعول محذوف ؛ أي ينزّل مبتدئا «مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ» ؛ بردا، ويجوز أن تكون «مَن» الثانية والثالثة للتبعيض، واقعة موقع المفعول .
وقيل : المراد بالسماء المظلِّة، وفيها جبال من برد ـ كما في الأرض ـ جبال من حجر، وليس في العقل قاطع يمنعه . انتهى . 2
وقوله : (الهواء الذي تَحار فيه القلوب) .
في بعض النسخ: «الهوى» بالقصر، وهو خطأ .
قال الجوهري : «الهواء ممدود: ما بين السماء والأرض. والجمع: الأهوية. وكلّ خال هواء . والهوى مقصور: هوى النفس، والجمع: الأهواء» . 3
وقال في القاموس : «حار يُحار حَيْرة: نظر إلى الشيء فغشي، ولم يهتدِ لسبيله، فهو حَيران، وحائر» . 4
وقال: «العشاء، مقصورة: سوء البصر بالليل والنهار. عَشِي ـ كرضي ودَعا ـ عشىً» . 5
وقوله : (عند حُجُب النور) .
قيل: لعلّ المراد بها حجاب القدرة، وحجاب العظمة، وحجاب الرفعة، وحجاب الهيبة، وحجاب الرحمة . وهذه الحُجب ذكرها صاحب معارج النبوّة ، وكلّ ذلك نشأ من نور ذاته تعالى، أو نور علمه . والإضافة بيانيّة باعتبار أنّ تلك الحجب نفسها أنوار . 6
وقوله تعالى : «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّموَاتِ وَالْأَرْضَ» .
قال البيضاوي :
هذا تصوير لعظمته، وتمثيل مجرّد كقوله : «وَمَا قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۲ .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۷۶ (برد).

3.تفسير البيضاوي ، ج ۴ ، ص ۱۹۴ .

4.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۵۳۷ (هوي) .

5.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۶ (حور) .

6.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۶۲ (عشو) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
454

وقوله : (الهواء الذاهب) .
قيل: أي المتحرّك. والوصف للإيضاح، أو للاحتراز عن الهواء الغير المتحرّك، وهو ما سيجيء من الهواء الذي تحار فيه القلوب . ۱
أقول : يمكن تعميم الذهاب بحيث يشمل الكون والفساد .
وقوله : (على الثرى) .
قال الجوهري : «الثرى: التراب النديّ» . ۲
وقال بعض الشارحين : «لعلّ المراد بالثرى هنا كرة الأثير، بقرينة اقترانه بالسماء الاُولى» . ۳
أقول : في ثبوت تلك الكرة مناقشة على أنّ إطلاق الثرى بهذا المعنى لم يثبت لغةً ولا عرفا، فكيف يصحّ حمل الخبر عليه، ولم يقم دليل وبرهان قطعيّ على خلاف ما دلّ عليه ظاهر الخبر؛ فارتكاب مثل هذه التأويلات الواهية متعسّفة، لا يليق بأهل الإيمان .
وقوله : (ثمّ انقطع الخبر عند الثرى) ؛ من تتمّة كلام النبيّ صلى الله عليه و آله .
والخبر محرّكة البناء، وبالضمّ: العلم. وهاهنا يحتملهما؛ أي انقطع علم البشر بالسفليّات، أو خبرها عند الثرى، ولا يتجاوز علمهم عمّا ذكر، أو لم نُؤمَر بالإخبار به .
وقوله : (البحر المكفوف عن أهل الأرض) أي لا ينزل منه ماء إليهم، أو لا يمكنهم النظر إليه. أو لا يحيط عملهم به بالنظر والاستدلال .
وقيل : أي الممنوع من الانصباب عليهم بقدرة اللّه تعالى؛ إذ لو انصبّ عليهم دفعةً أهلكهم . ۴
وقوله تعالى : «وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ» . ۵
كذا في سورة النور . وفي بعض نسخ الكتاب: «ننزّل» بالنون .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۱ و ۱۶۲ .

2.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۹۱ (ثري) .

3.القائل هو المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۲ .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۲ .

5.النور (۲۴) : ۴۳ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 154427
صفحه از 624
پرینت  ارسال به