457
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله إِلَى النَّاسِ، قِيلَ لِلرَّجُلِ: أَ تَدْرِي مَنِ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَى النَّاسِ؟
قَالَ: لَا.
قَالُوا لَهُ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ يَتِيمُ أَبِي طَالِبٍ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ نَزَلَ بِكَ بِالطَّائِفِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، فَأَكْرَمْتَهُ».
قَالَ: «فَقَدِمَ الرَّجُلُ عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَ تَعْرِفُنِي يَا رَسُولَ اللّهِ؟
قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟
قَالَ: أَنَا رَبُّ الْمَنْزِلِ الَّذِي نَزَلْتَ بِهِ بِالطَّائِفِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، فَأَكْرَمْتُكَ.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَرْحَبا بِكَ، سَلْ حَاجَتَكَ.
فَقَالَ: أَسْأَلُكَ مِائَتَيْ شَاةٍ بِرُعَاتِهَا.
فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِمَا سَأَلَ، ثُمَّ قَالَ لأصْحَابِهِ: مَا كَانَ عَلى هذَا الرَّجُلِ أَنْ يَسْأَلَنِي سُؤَالَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِمُوسى عليه السلام ؟!
فَقَالُوا: وَمَا سَأَلَتْ عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِمُوسى؟
فَقَالَ: إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ أَوْحى إِلى مُوسى أَنِ احْمِلْ عِظَامَ يُوسُفَ مِنْ مِصْرَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ بِالشَّامِ، فَسَأَلَ مُوسى عَنْ قَبْرِ يُوسُفَ عليه السلام ، فَجَاءَهُ ۱ شَيْخٌ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَعْرِفُ قَبْرَهُ فَفُلَانَةُ.
فَأَرْسَلَ مُوسى عليه السلام إِلَيْهَا، فَلَمَّا جَاءَتْهُ، قَالَ: تَعْلَمِينَ مَوْضِعَ قَبْرِ يُوسُفَ عليه السلام ؟
قَالَتْ: نَعَمْ.
قَالَ: فَدُلِّينِي عَلَيْهِ، وَلَكِ مَا سَأَلْتِ.
قَالَ ۲ : لَا أَدُلُّكَ عَلَيْهِ إِلَا بِحُكْمِي.
قَالَ: فَلَكِ الْجَنَّةُ.
قَالَتْ: لَا إِلَا بِحُكْمِي عَلَيْكَ.
فَأَوْحَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى مُوسى: لَا يَكْبُرُ عَلَيْكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهَا حُكْمَهَا.

1.في الطبعة الجديدة ومعظم النسخ التي قوبلت فيها : «فجاء» .

2.في الطعبة الجديدة ومعظم النسخ التي قوبلت فيها : «قالت» .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
456

جَمِيعا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ» 1 ، ولا كرسيّ في الحقيقة، ولا قاعد ولا قعود .
وقيل : «كرسيّه» مجاز عن علمه، أو مُلكه، مأخوذ من كرسيّ العالِم والمَلِك . وقيل : جسم بين يدي العرش، ولذلك سمّي كرسيّا، محيطا بالسموات السبع؛ لقوله عليه السلام : «والسماوات السبع، والأرضون السبع من الكرسيّ إلّا كحلقةٍ في فلاة» . وفضل العرش على الكرسيّ كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ، ولعلّه الفلك المشهور بفلك البروج، وهو في الأصل اسم لما يقعد عليه، ولا يفضل من مقعد القاعد، وكأنّه منسوب إلى الكرسيّ، وهو الملبّد .
«وَلَا يَؤُودُهُ» ولا يثقله، مأخوذ من الأود، وهو الإعوجاج .
«حِفْظُهُمَا» أي حفظه السماوات والأرض . فحذف الفاعل، وأضاف المصدر إلى مفعول .
«وَهُوَ الْعَلِىُّ» المتعالي عن الأنداد والأشباه.
«الْعَظِيمُ» 2 المستحقر بالإضافة إليه كلّ ما سواه . 3
إلى هاهنا كلام البيضاوي .
والظاهر أنّ المراد بالسماوات السبع لا غير؛ لما روي عن أبي عبد اللّه عليه السلام حين سُئِل : الكرسيّ أكبر، أم العرش؟ فقال عليه السلام : «كلّ شيء خلقه اللّه تعالى في الكرسيّ، ما خلا عرشه؛ فإنّه أعظم من أن يحيط به الكرسيّ» . 4
وقوله : (وفي رواية الحسن) ؛ كأنّه ابن محبوب .

متن الحديث الرابع والأربعين والمائة (حَدِيثُ الَّذِي أَضَافَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِالطَّائِفِ)

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ الْكُنَاسِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ:«إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كَانَ نَزَلَ عَلى رَجُلٍ بِالطَّائِفِ قَبْلَ الْاءِسْلَامِ، فَأَكْرَمَهُ، فَلَمَّا أَنْ بَعَثَ اللّهُ

1.الزمر (۳۹) : ۶۷ .

2.البقرة (۲) : ۲۵۵ .

3.تفسير البيضاوي ، ج ۱ ، ص ۵۵۵ .

4.الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۳۵۱ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۱۰ ، ص ۱۶۴ ، ح ۲ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153391
صفحه از 624
پرینت  ارسال به