463
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

خروج من دخلها فلعلّه يكون بعد الحشر وعود الأرواح إلى الأبدان . ۱
وقوله : (واستيقنوا ...) أي حصل لهم اليقين عيانا بكونهم على الحقّ من دون المعارضات الوهميّة، كما في هذه النشأة، من قبيل : «بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي»۲ .
وقوله : (ألّا خوفٌ عليهم) أي على الذين لم يلحقوا بهم بعدُ من إخوانهم . أو على المستبشرين بأعيانهم. أو على الجميع .

متن الحديث السابع والأربعين والمائة

۰.عَنْهُ۳، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ الْحَلَبِيِّ، قَالَ:سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ»۴ ؟
قَالَ: «هُنَّ صَوَالِحُ الْمُؤْمِنَاتِ الْعَارِفَاتِ».
قَالَ: قُلْتُ: «حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ»۵ ؟
قَالَ: «الْحُورُ هُنَّ الْبِيضُ الْمَضْمُومَاتُ الْمُخَدَّرَاتُ فِي خِيَامِ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالْمَرْجَانِ، لِكُلِّ خَيْمَةٍ أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ، عَلى كُلِّ بَابٍ سَبْعُونَ كَاعِبا حُجَّابا لَهُنَّ، وَيَأْتِيهِنَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ كَرَامَةٌ مِنَ اللّهِ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ يُبَشِّرُ ۶ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِنَّ الْمُؤْمِنِينَ».

شرح

السند حسن .
قوله تعالى : «فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ» .
قال البيضاوي :
أي خيّرات، فخفّفت؛ لأنّ خيرا بمعنى أخير لا يجمع. وقد قرئ على الأصل.
«حِسَانٌ» : حسان الخَلق والخُلق .

1.احتمله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۵ .

2.البقرة (۲) : ۲۶۰ .

3.الضمير راجع إلى عليّ بن إبراهيم المذكور في سند الحديث ۱۴۵ .

4.الرحمن (۵۷) : ۷۰ .

5.الرحمن (۵۷) : ۷۲ .

6.في كلتا الطبعتين ومعظم النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة : «ليبشّر» .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
462

مثل ما أصبنا . عن ابن جريح وقتادة .
وقيل : إنّه يؤتى الشهيد بكتاب فيه ذكر من تَقدّم عليه من إخوانه، فيُسرّ بذلك، ويستبشر كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدُّنيا . عن السدي .
وقيل : معناه: لم يلحقوا بهم في الفضل إلّا أنّ لهم فضلاً عظيما بتصديقهم وإيمانهم . عن الزجاج .
«أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» أي يستبشرون بأن لا خوفٌ عليهم، وذلك لأنّه بدل من قوله: «اَلَّذِيْنَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ» ؛ لأنّ الذين يلحقون بهم ، مشتملون على عدم الحزن .
والاستبشار هنا إنّما يقع بعدم خوف هؤلاء اللّاحقين ، ومعناه: لا خوفٌ عليهم فيمن خلّفوه من ذرّيّتهم؛ لأنّ اللّه تعالى يتولّاهم، ولا هم يحزنون على ما خلّفوا من أموالهم؛ لأنّ اللّه تعالى قد أجزل لهم ما عوّضهم .
وقيل : معناه: لا خوفٌ عليهم فيما يقدّمون عليه؛ لأنّ اللّه تعالى محّص ذنوبهم بالشهادة ، ولا هم يحزنون على مفارقة الدُّنيا فرحا بالآخرة . ۱
وقوله عليه السلام : (هم واللّه شيعتنا) .
لعلّ المراد أنّ الآية وإن كان ظاهرها في فضل الشهداء، إلّا أنّ باطنها في فضل الشيعة .
وقيل : أي هم مشاركون مع الشهداء في هذه الكرامة؛ لما مرّ في الأخبار الكثيرة أنّ من يموت من الشيعة بمنزلة الشهيد حيٌّ يُرزق . وهذا الحكم مختصّ بشعداء الشيعة . والأوّل أظهر . انتهى . ۲
ولا يخفى أنّ ما ذكرناه أظهر وألصق بالعبارة .
وقوله : (حين صارت أرواحهم في الجنّة) .
قال الفاضل الإسترآبادي : «الظاهر أنّ المراد بالجنّة الجنّة التي خلقها اللّه في المغرب، وجعلها مكان أرواح السعداء في عالم البرزخ» . ۳
وقيل : يحتمل أن يُراد بها الجنّة المعروفة، وهي موجودة، كما هو الحقّ، ودلّت عليه الآيات والروايات ، ولا يمتنع دخول أرواح المؤمنين فيها في البرزخ عقلاً ونقلاً ، وأمّا عدم

1.تفسير مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۴۴۳ و ۴۴۴ .

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۱۳ .

3.نقل عنه المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۵ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153173
صفحه از 624
پرینت  ارسال به