471
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

(بذنب السقيم) .
السقيم، بالضمّ وبالتحريك: المرض . والمراد بالسقيم هنا المذنب .
وقوله : (يَشينكم) .
الشين: القبح، والعيب، وفعله كباع .
والضمير المنصوب في قوله : (فتجالسونهم، وتحدّثونهم) راجع إلى الرجل باعتبار كون اللّام للاستغراق، أو للجنس الشامل للكثرة .
وقوله : (هؤلاء شرّ من هذا) أي هؤلاء الذين يجالسون هذا الفاسق ولا ينهونه شرٌّ منه .
وقيل : الجملة استفهام إنكاريّ، والمشار إليهم بهؤلاء العامّة . ومنهم من قرأ «مَنْ» بالفتح، وجعل المشار إليهم أيضا العامّة . ۱
ولا يخفى بُعدهما ، وكذا جعل المشار إليه بهؤلاء ذلك الرجل ومن يجلس معه، والمشار إليه بهذا أبا عبد اللّه عليه السلام .
وقوله : (زبرتموهم، ونهيتموهم) .
في القاموس : «الزَّبْر: المنع، والنهي، يَزبُر ويزبِر» . ۲
وفيه: «نهاه ينهاه نهيا، ضدّ أمره» . ۳
وقوله : (أبرّ بكم وبي) أي أكثر بِرّا، أو أبعد من الشين والعيب والتهمة .
في القاموس : «البرّ: الاتّساع في الإحسان، وضدّ العقوق. وأصلح العرب أبرّهم؛ أي أبعدهم» . ۴
وفي هذا الخبر دلالة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى حرمة مجالسة الفاسق، ووجوب التحرّز عن مواضع التهمة .

متن الحديث الواحد والخمسين والمائة

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۱۸ .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۷ (زبر) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۹۸ (نهي) .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۷۰ (برر) مع التلخيص .

5.السند معلّق على سابقه ، ويروي عن سهل ، عدّة من أصحابنا.


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
470

طَمَّ يطمُّ. ومنه سُمّيت القيامة طامّة» . ۱
وقوله : (فإنّ الأرض تستر عليك) .
قيل : فيه دلالة على أنّ للجماد نفسا مدركة. ۲
وفيه ما فيه ، وهاهنا سؤال، وهو أنّه عليه السلام لِمَ لم يأمره بإظهاره له، والحال أنّه أحفظ من جابر؟!
والجواب : أنّه عليه السلام كان عالما به، لم يكن الإظهار له دافعا للضيق. أو ليعلم كيفيّة التخلّص من الضيق من لم يتمكّن عن إظهاره لمثله عليه السلام في أيّ وقتٍ من الأوقات .

۰.* عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ مِثْلَهُ.

شرح

هذا السند كسابقه في الضعف والإرسال .

متن الحديث الخمسين والمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «لَاخُذَنَّ الْبَرِيءَ مِنْكُمْ بِذَنْبِ السَّقِيمِ، وَلِمَ لَا أَفْعَلُ وَيَبْلُغُكُمْ عَنِ الرَّجُلِ مَا يَشِينُكُمْ وَيَشِينُنِي، فَتُجَالِسُونَهُمْ، وَتُحَدِّثُونَهُمْ، فَيَمُرُّ بِكُمُ الْمَارُّ، فَيَقُولُ: هَؤُلَاءِ شَرٌّ مِنْ هذَا، فَلَوْ أَنَّكُمْ إِذَا بَلَغَكُمْ عَنْهُ مَا تَكْرَهُونَ زَبَرْتُمُوهُمْ وَنَهَيْتُمُوهُمْ، كَانَ أَبَرَّ بِكُمْ وَبِي».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (لآخذنّ البريء منكم) .
المراد بالأخذ إمّا التأديب، أو الحكم بكونه مواخذا في الآخرة بالتعذيب . لعلّ وجه تسمية تارك النهي عن المنكر بريئا إنّما هو بحسب ظنّه أنّه بريء من الذنب، أو باعتبار برائته عمّا يرتكبه غيره .

1.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۷۶ (طمم) .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۹ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153404
صفحه از 624
پرینت  ارسال به