477
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

(يضيء لها ما بين المشرق والمغرب) .
الإضاءة يتعدّى ولا يتعدّى، وهنا متعدٍّ . والضمير المستتر راجع إلى الحُلّة؛ أي صيّر تلك الحُلّة هذا المقدار من المسافة أو جميع عرصة القيامة مضيئا .
وقوله : (يصعدان)؛ من المجرّد أو المزيد المعلومين .
والمراد صعودهما المنبر، أو موضعا مرتفعا، أو يمضيان ناحية .
في القاموس : «صَعِد في السُّلَّم ـ كسمع ـ صُعُودا، وصعد في الجبل، وعليه تصعيدا: رَقِيَ. وأصْعَد في الأرض: مضى . والإصعاد: الصعود» . ۱
(عندها) أي عند اكتساء الحلّة بتقدير المضاف، أو عند حالة الاكتساء .

متن الحديث الخامس والخمسين والمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «خَالِطُوا النَّاسَ؛ فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ يَنْفَعْكُمْ حُبُّ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ عليهماالسلام فِي السِّرِّ، لَمْ يَنْفَعْكُمْ فِي الْعَلَانِيَةِ».

شرح

السند مجهول . وقيل : ضعيف . وفيه نظر .
قوله : (خالطوا الناس) إلى آخره .
المراد بهم أهل الخلاف، ولمّا كانت مخالطتهم توجب إخفاء محبّة أهل البيت عليهم السلام ، وذلك يُوهم عدم جوازه، أمره عليه السلام أوّلاً بالمخالطة والمعاشرة معهم بالتقيّة والمداراة وكتمان السرّ؛ لدفع ضررهم، ودفع ذلك التوهّم ثانيا بأنّ المحبّة أمرٌ قلبيّ، لا تنافي الإخفاء، وأنّ تلك المحبّة القلبيّة هي الأصل، والفوائد المقصودة من المحبّة مترتّبة عليها، فلو لم تنفع لم تنفع المحبّة اللِّسانيّة؛ إذ هي فرع لها، والفرع لا يتحقّق بدون الأصل .

1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۰۷ (صعد) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
476

جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ:قَالَ: «يَا جَابِرُ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، جَمَعَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْأَوَّلِينَ وَالْاخِرِينَ لِفَصْلِ الْخِطَابِ، دُعِيَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَدُعِيَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَيُكْسى رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حُلَّةً خَضْرَاءَ تُضِيءُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَيُكْسى عَلِيٌّ عليه السلام مِثْلَهَا، وَيُكْسى رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حُلَّةً وَرْدِيَّةً يُضِيءُ لَهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَيُكْسى عَلِيٌّ عليه السلام مِثْلَهَا، ثُمَّ يَصْعَدَانِ عِنْدَهَا، ثُمَّ يُدْعى بِنَا، فَيُدْفَعُ إِلَيْنَا حِسَابُ النَّاسِ، فَنَحْنُ وَاللّهِ نُدْخِلُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ.
ثُمَّ يُدْعى بِالنَّبِيِّينَ عليهم السلام ، فَيُقَامُونَ صَفَّيْنِ عِنْدَ عَرْشِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، حَتّى نَفْرُغَ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ، فَإِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، بَعَثَ رَبُّ الْعِزَّةِ عَلِيّا عليه السلام ، فَأَنْزَلَهُمْ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، وَزَوَّجَهُمْ.
فَعَلِيٌّ ـ وَاللّهِ ـ الَّذِي يُزَوِّجُ أَهْلَ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ، وَمَا ذَاكَ إِلى أَحَدٍ غَيْرِهِ كَرَامَةً مِنَ اللّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ، وَفَضْلاً فَضَّلَهُ اللّهُ بِهِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْهِ. وَهُوَ وَاللّهِ يُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ، وَهُوَ الَّذِي يُغْلِقُ عَلى أَهْلِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوا فِيهَا أَبْوَابَهَا؛ لأنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ إِلَيْهِ، وَأَبْوَابَ النَّارِ إِلَيْهِ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (لفصل الخطاب).
لعلّ المصدر بمعنى اسم الفاعل. والإضافة من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف ؛ أي الخطاب الفاصل بين الحقّ والباطل، أو الذي يفصل بين الناس في الخِصام .
ويحتمل كونه بمعنى المفعول؛ أي الخطاب المفصول، والكلام الملخّص الذي يتبيّنه من يخاطَبْ به، ويتنبّه على المقصود من غير التباس .
وقيل : هو الخطاب القصد الذي ليس فيه اختصار مخلّ، ولا إشباع مُمِلّ .
وقوله : (حُلّة خَضراء) .
في القاموس : «الحُلّة، بالضمّ: إزارٌ، ورداءٌ بردٌ، أو غيره. ولا تكون حلّة إلّا من ثوبين، أو ثوب له بطانة» . ۱

1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۵۹ (حلل) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153315
صفحه از 624
پرینت  ارسال به