479
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

إراديّة، أو قسريّة، أو طبيعيّة ؛ وعلى التقادير يمكن السرعة والبطؤ فيها، ويختلف بحسبها الزمان زيادة ونقصانا .
أمّا على الأوّلين فظاهر ، وأمّا على الأخير؛ فلأنّ الحركة الطبيعيّة تشتدّ وتضعف بالقسر . ۱
أقول : لا نزاع في إمكان ذلك، وإنّما النزاع في وقوعه كيف، وقد انضبط حركات الأفلاك وسير الكواكب ومواضع الأوجات والجوزهرات في كلّ عصر من الأعصار إلّا أن يدّعى أنّ ذلك لم يقع بعدُ. وفيه ما فيه .
ثمّ قال : ونظير ذلك ما رواه المسلم في حديث الدجّال : أنّه يلبث في الأرض أربعين يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة، وسائر أيّامه كأيّامكم . ۲
قال القرطبي : «يخرق العادة في تلك الأيّام، ويبطأ بالشمس عند حركتها المعتادة في تلك الأيّام، حتّى يكون الأوّل كسنة، والثاني والثالث كما ذكر . وهذا ممكن» . ۳

متن الحديث الثامن والخمسين والمائة

۰.جَعْفَرُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي شِبْلٍ، قَالَ:دَخَلْتُ أَنَا وَسُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ: إِنَّ الزَّيْدِيَّةَ قَوْمٌ قَدْ عُرِفُوا، وَجُرِّبُوا، وَشَهَرَهُمُ النَّاسُ، وَمَا فِي الْأَرْضِ مُحَمَّدِيٌّ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْكَ؛ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُدْنِيَهُمْ وَتُقَرِّبَهُمْ مِنْكَ فَافْعَلْ؟
فَقَالَ: «يَا سُلَيْمَانَ بْنَ خَالِدٍ، إِنْ كَانَ هؤُلَاءِ السُّفَهَاءُ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّونَا عَنْ عِلْمِنَا إِلى جَهْلِهِمْ، فَلَا مَرْحَبا بِهِمْ وَلَا أَهْلاً، وَإِنْ كَانُوا يَسْمَعُونَ قَوْلَنَا، وَيَنْتَظِرُونَ أَمْرَنَا، فَلَا بَأْسَ».

شرح

السند مجهول .
قوله : (عُرفوا) ؛ على بناء الفاعل، أو المفعول .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۷۲ و ۱۷۳ .

2.اُنظر : شرح مسلم للنووي ، ج ۱۸ ، ص ۲۷ ؛ مجمع الزوائد للهيثمي ، ج ۷ ، ص ۳۴۷ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱۶ ، ص ۱۳۰ .

3.القائل والناقل هو المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۷۳ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
478

متن الحديث السادس والخمسين والمائة

۰.جَعْفَرٌ۱، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«إِيَّاكُمْ وَذِكْرَ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ عليهماالسلام؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَيْسَ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيْهِمْ مِنْ ذِكْرِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ عليهماالسلام».

شرح

السند مثل سابقه .
قوله : (إيّاكم وذكر عليّ وفاطمة عليهماالسلام) ؛ يعني عند النواصب المُبغضين لهما .

متن الحديث السابع والخمسين والمائة

۰.جَعْفَرٌ۲، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ:«إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ إِذَا أَرَادَ فَنَاءَ دَوْلَةِ قَوْمٍ، أَمَرَ الْفَلَكَ، فَأَسْرَعَ السَّيْرَ، فَكَانَتْ عَلى مِقْدَارِ مَا يُرِيدُ».

شرح

السند مثل سابقيه .
قوله عليه السلام : (أمر الفَلَك) إلى آخره .
قيل : لعلّ المراد تسبيب أسباب زوال دولتهم على الاستعارة التمثيليّة، أو يكون لكلّ دولة فلك سوى الأفلاك المعروفة والحركات ، وقد قُدِّرَ لدولتهم عددٌ من الدورات، فإذا أراد اللّه إطالة مدّتهم أمر بإبطائه في الحركة ، وإذا أراد سرعة فنائها أمر بإسراعه . ۳
وأقول : في التوجيه الثاني شيء يظهر بالتأمّل فيما سنذكره .
وقال بعض الشارحين :
لا حاجة إلى التأويل بأنّه كناية عن زوال دولتهم باعتبار أمر منقطع؛ لأنّ إسراع الفلك وإبطاؤه على القدر المعتاد له ممكن بالنسبة إلى القدرة الكاملة . كيف لا، وحركته إمّا

1.السند معلّق على سابقه ، ويروي عن جعفر ، عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السندي .

2.السند كسابقه في التعليق .

3.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۲۱ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153337
صفحه از 624
پرینت  ارسال به