485
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقيل : أو يَبرُق بريقا؛ لصفائه، أو لوفوره . ۱
في القاموس : «زخّه: أوقعه في وَهْدةٍ. وزَيْدٌ: اغتاظ، ووثب. وببوله: رماه . والحادي: سارَ سيرا عنيفا. وزخّ الجمر يَزخُّ زخّا وزخيخا: بَرق» ۲ .
وقوله : (كان دما مسفوحا، أو لحم خنزير) .
سَفَحَ الدم، كمنع: أراقه، وأرسله . والغرض أنّ ذلك الماء حرام عليه مثلهما؛ إمّا لأنّ الدُّنيا وما فيها كلّه للإمام ، وأنّه أباحه لشيعته فقط. أو لعقيدته الباطلة، وقد أخرج اللّه تعالى طيّبات الرزق للمؤمنين، وحرّمها على الكافرين .

متن الحديث الرابع والستّين والمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ:قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «كَيْفَ صَنَعْتُمْ بِعَمِّي زَيْدٍ؟»
قُلْتُ: إِنَّهُمْ كَانُوا يَحْرُسُونَهُ، فَلَمَّا شَفَّ النَّاسُ أَخَذْنَا خَشَبَتَهُ، ۳ فَدَفَنَّاهُ فِي جُرُفٍ عَلى شَاطِئِ الْفُرَاتِ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا جَالَتِ الْخَيْلُ يَطْلُبُونَهُ، فَوَجَدُوهُ، فَأَحْرَقُوهُ.
فَقَالَ: «أَ فَلَا أَوْقَرْتُمُوهُ حَدِيدا، وَأَلْقَيْتُمُوهُ فِي الْفُرَاتِ؟ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ، وَلَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ».

شرح

السند مرسل .
قوله : (يحرسونه) ؛ يعني بعد أن صلبوه .
والحِراسة: الحفظ، والرُّقُوب، وفعله كنصر .
(فلمّا شفّ الناس) أي نقصوا، وفلّوا، أو رقّوا .
في القاموس: «شَفَّ الثوب يَشِفُّ شَفُوفا وشفيفا: رقّ، فحكى ما تحته . والشفّ، ويكسر: الفضل، والنقصان ضدٌّ. وشَفَّ يشفّ: زاد، ونقص، ويحرّك» . ۴

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۲۴ .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۶۰ (زخخ) .

3.في كلتا الطبعتين وأكثر نسخ الكافي : «جُثّته» .

4.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۵۹ (شفف) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
484

وقوله تعالى : «عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ» .
قال البيضاوي :
أي تعمل ما تتعب فيه، كجرّ السلاسل، وخوضها في النار خوض الإبل في الوحل، والصُّعود والهبوط في تلالها ووهادها ما عملت ونصبت في أعمال لا تنفعها يومئذٍ .
«تَصْلى نَارا» تدخلها «حَامِيَةً» متناهية في الحرّ . انتهى . ۱
وأقول : يحتمل أن يكون غرضه عليه السلام تفسير «ناصبة» بمن نصب العداوة لأهل الولاية ، وتكون «عاملة» خبرا آخر للوجوه، أو تكون مبتدأ، و«ناصبة» صفتها، وجملة «تُصلى» خبرها.
والتأنيث باعتبار الموصوف المقدّر ؛ يعني نفس عاملة .

متن الحديث الثالث والستّين والمائة

۰.سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ۲، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَازِمٍ وَيَزِيدَ بْنِ حَمَّادٍ، جَمِيعا عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سِنَانٍ، فِيمَا أَظُنُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ:«لَوْ أَنَّ غَيْرَ وَلِيِّ عَلِيٍّ عليه السلام أَتَى الْفُرَاتَ، وَقَدْ أَشْرَفَ مَاؤُهُ عَلى جَنْبَيْهِ، وَهُوَ يَزُخُّ زَخِيخا، فَتَنَاوَلَ بِكَفِّهِ، وَقَالَ: بِسْمِ اللّهِ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ الْحَمْدُ لِلّهِ، كَانَ دَما مَسْفُوحا، أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (قد أشرف ماؤه على جنبيه) ؛ كناية عن كثرة مائه، وكمال وفوره، وعدم احتياج الناس إليه أجمع، وعدم توهّم ضررٍ على أحد في شربه .
وكذا قوله : (وهو يزخّ زَخيخا) .
الضمير للفرات . والفعل على بناء الفاعل، من باب نصر ؛ أي يدفع ماءه إلى الساحل، ورماه، أو يسير ويجري سريعا؛ لوفوره وقوّته .

1.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۴۸۳ .

2.السند معلّق كسوابقه .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153275
صفحه از 624
پرینت  ارسال به