493
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

كَانَ قُوتُهُ إِلَا الْخَلَّ وَالزَّيْتَ، وَحَلْوَاهُ التَّمْرُ إِذَا وَجَدَهُ، وَمَلْبُوسُهُ الْكَرَابِيسُ، فَإِذَا فَضَلَ عَنْ ثِيَابِهِ شَيْءٌ دَعَا بِالْجَلَمِ فَجَزَّهُ».

شرح

السند مجهول كالحسن .
وقوله : (لا يأكل إلّا الحلال) .
يفهم منه أنّ آكِل الحرام ليس من أوليائه، ولا من شيعته .
ويحتمل أن يكون المراد أنّ اللائق بحاله ذلك، لا أنّه بمجرّد أكل الحرام خرج عن ولايته. واللّه تعالى يعلم .
وقوله : (تَحَفّى)؛ إمّا من المجرّد، أو المزيد .
والحَفا: رقّة القدم، والخفّ، والحافر، أو هو المشي بغير خفّ ولا نعل، وفعله كرضي، وهو حَفّ وحافّ . والإحفاء والتحفّي المبالغة في العمل، والاستقصاء فيه . وتحفّى: اجتهد .
وقوله : (وما كان قوته) أي إدامُهُ.
وأصل القُوت: المسكة من الرزق .
وقوله : (الكرابيس) ؛ جمع كرباس، وهو نوع من الثوب الخشن .
في القاموس: «الكرباس، بالكسر: ثوب من القطن الأبيض، معرّب فارسيّة بالفتح» ۱ . والجَلَم بالتحريك: ما يجذبه الصوف والشعر ونحوهما .

متن الحديث الرابع والسبعين والمائة

۰.أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَامِلٍ كَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ:حَضَرْتُ عَشَاءَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام فِي الصَّيْفِ، فَأُتِيَ بِخِوَانٍ عَلَيْهِ خُبْزٌ، وَأُتِيَ بِجَفْنَةٍ فِيهَا ثَرِيدٌ، وَلَحْمٌ تَفُورُ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهَا، فَوَجَدَهَا حَارَّةً، ثُمَّ رَفَعَهَا، وَهُوَ يَقُولُ: «نَسْتَجِيرُ بِاللّهِ مِنَ النَّارِ، نَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ النَّارِ، نَحْنُ لَا نَقْوى عَلى هذَا، فَكَيْفَ النَّارُ؟!» وَجَعَلَ يُكَرِّرُ هذَا الْكَلَامَ حَتّى أَمْكَنَتِ الْقَصْعَةُ،

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۴۵ (كربس) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
492

شرح

السند حسن ، وقد مرّ متنا وسندا في التاسع والتسعين .

متن الحديث الثاني والسبعين والمائة

۰.عَلِيٌّ، عَنْ أَبِيهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعا، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَحَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ وَسَلَمَةَ بَيَّاعِ السَّابِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام إِذَا أَخَذَ كِتَابَ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَنَظَرَ فِيهِ، قَالَ: مَنْ يُطِيقُ هذَا؟ مَنْ يُطِيقُ ذَا؟».
قَالَ: «ثُمَّ يَعْمَلُ بِهِ، وَكَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ حَتّى يُعْرَفَ ذلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَمَا أَطَاقَ أَحَدٌ عَمَلَ عَلِيٍّ عليه السلام مِنْ وُلْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ إِلَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام ».

شرح

السند حسن . وقد مرّ مثله في المائة في ذيل حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

متن الحديث الثالث والسبعين والمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنِ الْحَسَنِ الصَّيْقَلِ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يَقُولُ: «إِنَّ وَلِيَّ عَلِيٍّ عليه السلام لَا يَأْكُلُ إِلَا الْحَلَالَ؛ لأنَّ صَاحِبَهُ كَانَ كَذلِكَ. وَإِنَّ وَلِيَّ عُثْمَانَ لَا يُبَالِي أَ حَلَالاً أَكَلَ أَوْ حَرَاما؛ لأنَّ صَاحِبَهُ كَذلِكَ».
قَالَ: ثُمَّ عَادَ إِلى ذِكْرِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقَالَ: «أَمَا وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِهِ مَا أَكَلَ مِنَ الدُّنْيَا حَرَاما قَلِيلاً وَلَا كَثِيرا حَتّى فَارَقَهَا، وَلَا عَرَضَ لَهُ أَمْرَانِ كِلَاهُمَا لِلّهِ طَاعَةٌ إِلَا أَخَذَ بِأَشَدِّهِمَا عَلى بَدَنِهِ، وَلَا نَزَلَتْ بِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله شَدِيدَةٌ قَطُّ إِلَا وَجَّهَهُ فِيهَا ثِقَةً بِهِ، وَلَا أَطَاقَ أَحَدٌ مِنْ هذِهِ الْأُمَّةِ عَمَلَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعْدَهُ غَيْرُهُ، وَلَقَدْ كَانَ يَعْمَلُ عَمَلَ رَجُلٍ كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَلَقَدْ أَعْتَقَ أَلْفَ مَمْلُوكٍ مِنْ صُلْبِ مَالِهِ، كُلُّ ذلِكَ تَحَفّى فِيهِ يَدَاهُ، وَتَعْرَقُ ۱ جَبِينُهُ الْتِمَاسَ وَجْهِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْخَلَاصِ مِنَ النَّارِ، وَمَا

1.في الطبعة الجديدة ومعظم النسخ التي قوبلت فيها والوافي و مرآة العقول : «ويعرق» . وفي بعض نسخ الكافي : + «فيه» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153282
صفحه از 624
پرینت  ارسال به