523
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

قال الجوهري : «السَّفَه: ضدّ الحلم. وأصله: الخفّة، والحركة» ۱ . ولعلّ المراد بالذنوب السَّفَه تسميةً للسبب باسم المسبّب . أو اُريد بالسفه فيما سبق الذنوب تسمية للمسبّب باسم السبب .
والفساد: ضدّ الصلاح .
والعورة: سَوءة الإنسان، وكلّ ما يستحي منه .

متن الحديث الثاني والتسعين والمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «يَا حَسَنُ، إِذَا نَزَلَتْ بِكَ نَازِلَةٌ، فَلَا تَشْكُهَا إِلى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْخِلَافِ، وَلكِنِ اذْكُرْهَا لِبَعْضِ إِخْوَانِكَ؛ فَإِنَّكَ لَنْ تُعْدَمَ خَصْلَةً مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ؛ إِمَّا كِفَايَةً بِمَالٍ، وَإِمَّا مَعُونَةً بِجَاهٍ، أَوْ دَعْوَةً فَتُسْتَجَابُ، أَوْ مَشُورَةً بِرَأْيٍ».

شرح

السند ضعيف .
قوله عليه السلام : (فلا تَشْكها) ؛ من الشكاية. والفعل كدعا .
(إلى أحد من أهل [الخلاف]) ؛ كأنّه لتضمّنها الشماتة غالبا، وشكاية الربّ إلى عدوّه؛ إذ الشكاية عن الفعل شكاية عن فاعله، كما يدلّ عليه قول أمير المؤمنين عليه السلام : «من أصبح يشكو مصيبة نزلت به، فإنّما يشكو ربّه» . ۲
(ولكن اذكرها لبعض إخوانك) .
فيه دلالة على جواز ذكر المصيبة والحاجة للإخوان في الدِّين ، بل على رجحانه . قال أمير المؤمنين عليه السلام : «من شكا الحاجة إلى مؤمن، فكأنّما شكا إلى اللّه » . ۳

1.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۳۴ (سفه) .

2.نهج البلاغة ، ص ۵۰۸ ، الكلام ۲۲۸ ؛ الاختصاص ، ص ۲۲۶ ؛ تحف العقول ، ص ۶ و ۲۱۷ .

3.نهج البلاغة ، ص ۵۵۱ ، الكلام ۴۲۷ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
522

أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ يَتَمَنّى صَلاَحَ النَّاسِ أَهْلُ الْعُيُوبِ؛ لأنَّ النَّاسَ إِذَا صَلَحُوا كَفُّوا عَنْ تَتَبُّعِ عُيُوبِهِمْ، وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ يَتَمَنّى حِلْمَ النَّاسِ أَهْلُ السَّفَهِ الَّذِينَ يَحْتَاجُونَ أَنْ يُعْفى عَنْ سَفَهِهِمْ، فَأَصْبَحَ أَهْلُ الْبُخْلِ يَتَمَنَّوْنَ فَقْرَ النَّاسِ، وَأَصْبَحَ أَهْلُ الْعُيُوبِ يَتَمَنَّوْنَ فِسْقَهُمْ، وَأَصْبَحَ أَهْلُ الذُّنُوبِ يَتَمَنَّوْنَ سَفَهَهُمْ، وَفِي الْفَقْرِ الْحَاجَةُ إِلَى الْبَخِيلِ، ۱ وَفِي الْفَسَادِ طَلَبُ عَوْرَةِ أَهْلِ الْعُيُوبِ، وَفِي السَّفَهِ الْمُكَافَأَةُ بِالذُّنُوبِ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (عن بعض الحكماء) .
قيل : أي الأئمّة عليهم السلام ؛ إذ قد روى الصدوق رحمه الله في الأمالي هذا الخبر بإسناده عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، مع أنّه ليس من دأبهم الرواية عن غير المعصوم . ۲ انتهى . ۳
وفيه بحث .
وقوله : (يتمنّون فقر الناس) .
قيل : الحامل لهم على ذلك وجوه :
الأوّل : أنّ صفة البخل يقتضي الحرص في جمع المال وضبطه، فيحبّ البخيل جمعه لنفسه .
الثاني : أنّها تقتضي الحسد، وهو يقتضي حبّ زوال النعمة عن الغير، وبقائه على الفقر .
الثالث : أنّها تابعة لطلب العزّة بكثرة المال، فيحبّ أن يكون سبب العزّة، وهو المال كلّه له .
الرابع : أنّها صفة مستحسنة عند البخيل، فيجب أن تكون تلك الصفة للجواد أيضا . ۴
(وأصبح أهل العيوب يتمنّون فسقهم) ؛ لما مرّ في الوجه الرابع . أو ليحصل بينهم المشاركة في نوع من العيب ، ويمكن لهم المقابلة بالتعيير متى شاؤوا .
(وأصبح أهل الذنوب يتمنّون سفههم) ؛ لما مرّ.

1.في الحاشية عن بعض النسخ: «البخل».

2.اُنظر : الأمالي للصدوق ، ص ۳۸۷ ، المجلس ۶۱ ، ح ۸ .

3.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۴۳ .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۹۳ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153211
صفحه از 624
پرینت  ارسال به