53
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

(فأحياكم اللّه مَحيانا) إلى آخره .
في النهاية: «المحيا: مَفعل من الحياة، ويقع على المصدر والزمان والمكان» ۱ ؛ أي جعل حياتكم وموتكم كحياتنا وموتنا في المسابقة إلى الخيرات والفوز بالسعادات .
وقوله : (فأشهد) على صيغة المتكلّم .
وقوله : (يغتبط) على بناء الفاعل ، أو المفعول .
قال الفيروزآبادي : «الغبطة، بالكسر: حسن الحال، والمسرّة. وقد اغتبط، والحسدُ» . ۲
والحاصل أنّ الشيعة إذا مات لم يتخلّل بينه وبين ثوابه عقاب أصلاً .

متن الحديث التاسع والثلاثين

۰.حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُدَيْسٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ، قَالَ:سَمِعْتُ كَلَاما يُرْوى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وَعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَعَرَضْتُهُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَقَالَ:
«هذَا قَوْلُ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أَعْرِفُهُ». قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَأَكْيَسُ الْكِيسِ التَّقِيُّ، وَأَحْمَقُ الْحُمْقِ الْفَجُورُ، وَشَرُّ الرَّوِيِّ رَوِيُّ الْكَذِبِ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَأَعْمَى الْعَمى عَمَى الْقَلْبِ، وَشَرُّ النَّدَامَةِ نَدَامَةُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَعْظَمُ الْخَطَايَا عِنْدَ اللّهِ لِسَانُ الْكَذَّابِ، وَشَرُّ الْكَسْبِ كَسْبُ الزِّنى، ۳ وَشَرُّ الْمَآكِلِ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَأَحْسَنُ الزِّينَةِ زِينَةِ الرَّجُلِ هَدْيٌ حَسَنٌ مَعَ إِيمَانٍ، وَأَمْلَكُ أَمْرِهِ بِهِ وَقِوَامُ خَوَاتِيمِهِ.
وَمَنْ يَتَّبِعِ السُّمْعَةَ يُسَمِّعِ اللّهُ بِهِ الْكَذِبَةَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ الدُّنْيَا يَعْجِزْ عَنْهَا، وَمَنْ يَعْرِفِ الْبَلَاءَ يَصْبِرْ عَلَيْهِ، وَمَنْ لَا يَعْرِفْهُ يَنْكُلْ.
وَالرَّيْبُ كُفْرٌ، وَمَنْ يَسْتَكْبِرْ يَضَعْهُ اللّهُ، وَمَنْ يُطِعِ الشَّيْطَانَ يَعْصِ اللّهَ، وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ يُعَذِّبْهُ اللّهُ، وَمَنْ يَشْكُرْ يَزِيدُهُ اللّهُ، وَمَنْ يَصْبِرْ عَلَى الرَّزِيَّةِ يُعِينُهُ اللّهُ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَحَسْبُهُ اللّهُ.

1.النهاية ، ج ۱ ، ص ۴۷۱ (حيا) .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۷۵ (غبط) .

3.في كلتا الطبعتين ومعظم النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة : «الربا» .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
52

أو المراد أنّ للمتمنّي ثواب الشهادة معه ، وللشهادة معه ثواب شهادتين مع غيره ، فللمتمنّي ثواب شهادتين .
وقيل : المراد أنّ الحضور معه حضوران: بالقَصد، والفِعل . ۱

متن الحديث الثامن والثلاثين

۰.عَنْهُ۲، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيِّ، قَالَ:دَخَلْنَا عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام فِي زَمَنِ مَرْوَانَ، فَقَالَ: «مَنْ أَنْتُمْ؟». فَقُلْنَا: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقَالَ: «مَا مِنْ بَلْدَةٍ مِنَ الْبُلْدَانِ أَكْثَرَ مُحِبّا لَنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَلَا سِيَّمَا هذِهِ الْعِصَابَةِ، إِنَّ اللّهَ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ هَدَاكُمْ لأمْرٍ جَهِلَهُ النَّاسُ، وَأَحْبَبْتُمُونَا وَأَبْغَضَنَا النَّاسُ، وَاتَّبَعْتُمُونَا وَخَالَفَنَا النَّاسُ، وَصَدَّقْتُمُونَا وَكَذَّبَنَا النَّاسُ، فَأَحْيَاكُمُ اللّهُ مَحْيَانَا، وَأَمَاتَكُمُ [اللّهُ ] مَمَاتَنَا، فَأَشْهَدُ عَلى أَبِي أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ أَنْ يَرى مَا يُقِرُّ اللّهُ بِهِ ۳ عَيْنَهُ، وَأَنْ يَغْتَبِطَ إِلَا أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هذِهِ ـ وَأَهْوى بِيَدِهِ إِلى حَلْقِهِ ـ وَقَدْ قَالَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي كِتَابِهِ: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجا وَذُرِّيَّةً»۴ ، فَنَحْنُ ذُرِّيَّةُ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (أكثر محبّا لنا من أهل الكوفة، ولا سيّما هذه العصابة) .
«العصابة» بالكسر: الجماعة. ولعلّها إشارة إلى جماعة مخصوصين من أهل الكوفة، ويكون المراد بالمحبّ الشيعة مطلقا .
وقيل : لعلّ المراد بالمحبّ أعمّ من الشيعة؛ أي محبّنا في الكوفة أكثر من غيرها، وفضل عدد الشيعة فيها على غيرها أكثر من فضل عدد المحبّ . ۵

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۴ .

2.الظاهر أنّ الضمير راجع إلى سهل المذكور في سند الحديث (۳۶) .

3.في الطبعة الجديدة وجميع النسخ التي قوبلت فيها والوافي : - «به» .

4.الرعد (۱۳) : ۳۸ .

5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۸۵ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153263
صفحه از 624
پرینت  ارسال به