غَدَاءَنَا» 1 ؛ أي ائتنا [به]» . 2
قيل : قطع هذا الكلام عن سابقه على الاستئناف، كأنّه يسأل سائل: لمَ يطلبون هكذا ؟ فأجاب بأنّه: لما دعاهم مولاهم إلى نعيم الجنّة، فلا يكلّفهم في طلبهم أزيد من أن ينزّههوه ويسبّحوه .
أو هذا النداء جواب لدعوة ربّهم، وإجابة لها . 3
وأقول : لعلّه عليه السلام أراد بهذا الكلام بيان جلالة نِعَم الجنّة وعظمها؛ لأنّ الداعي إليها مولاهم الحقّ، ومالكهم المطلق، فعطاؤه يناسب كرمه وعظمه .
(وآخر دعواهم) أي آخر دعائهم .
(أن الحمد للّه ربّ العالمين) .
وقد مرّ في حديث الجنان والنوق أنّهم يقولون ذلك إذا فرغوا من الطعام والشراب وأمثالهما .
قال البيضاوي في تفسير قوله تعالى : «دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ للّهِِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» : 4
لعلّ المعنى أنّهم إذا دخلوا الجنّة، وعاينوا عظمة اللّه وكبرياءه، مَجَدوه ونعتوه بعنوت الجلال، ثمّ حيّاهم الملائكة بالسلامة عن الآفات، والفوز بأصناف الكرامات . أو اللّه تعالى، فحمدوه، وأثنوا عليه بصفات الإكرام ، و «أَنْ» هي المخفّفة من الثقيلة . وقد قرئ بها ونصب الحمد . 5
متن الحديث الرابع والتسعين والمائة (خُطْبَةٌ لأمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام )
۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام :
أَنَّهُ ذَكَرَ هذِهِ الْخُطْبَةَ لأمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَوْمَ الْجُمُعَةِ: