581
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

يقول : جرّب الناس؛ فإنّك إذا جرّبتهم قليتهم وتركتهم لما يظهر لك من بواطن سرائرهم . لفظه لفظُ الأمر، ومعناه الخبر؛ أي من جرَّبهم وخَبّرهم، أبغضهم وتركهم. والهاء في تَقله للسكت، ومعنى نظم الحديث: وجدت الناس مقولاً فيهم هذا القول . انتهى . ۱

متن الحديث السابع والتسعين والمائة

۰.سَهْلٌ۲، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، رَفَعَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَمَنْ كَانَ لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَصْلٌ، فَلَهُ فِي الْاءِسْلَامِ أَصْلٌ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (الناس معادن) إلى آخره .
روت العامّة عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «الناس معادن كمعادن الذهب والفضّة، خيارهم في الجاهليّة خيارهم في الإسلام إذا فقّهوا» . ۳
قال الجوهري : «عدنتُ البلد: توطّنته. وعدنت الإبل بمكان كذا: لَزِمَته، فلم تبرح . ومنه سمّي المعدِن ـ بكسر الدال ـ لأنّ الناس يقيمون فيه الصيف والشتاء . ومركز كلّ شيء: معدنه» انتهى . ۴
وأصل الشيء: أسفله . ونقل عن الكسائي في قولهم : «لا أصل له، ولا فَصْل» : «الأصل: الحسب. والفصل: اللسان» .
وقيل : أصل كلّ شيء ما يستند إليه ذلك الشيء، كالأب للولد، والعِرق للشجر، والنهر للجدول . ۵

1.النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۰۵ (خبر) . وانظر أيضا : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۶۷ (قلو) .

2.السند معلّق على سابقه .

3.م مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۵ ، ح ۱۹۶ ؛ جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البرّ ، ج ۱ ، ص ۱۹ ؛ رياض الصالحين للنووي ، ص ۲۲۰ ؛ كنزل العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۴۹ ، ح ۲۸۷۶۱ .

4.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۱۶۲ (عدن) مع تلخيص .

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۱۸ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
580

شرح

السند ضعيف .
قوله : (خالط الناس تخبرهم) .
المخالطة: الممازجة . والمراد هنا المعاشرة والمصاحبة .
و«تَخبرهم» يحتمل كونه من التخبّر، وهو الاستخبار. أو من الخُبر ـ بالضمّ ـ وهو العلم بالشيء، وفعله كعلم. أو من الخبرة ـ بالكسر ـ بمعنى الامتحان والاختبار، وفعله كنصر .
وعلى التقادير يكون مجزوما لوقوعه جوابا للأمر .
وكذا قوله : (متى تَخبرهم) .
وقوله : (تَقْلهم) ؛ بكسر اللام وفتحها .
وهذا الكلام أمر في اللفظ، وخبر في المعنى ؛ يعني إن خالطت الناس، وجرّبتهم، تعرف حالهم في الحرص على جمع الدُّنيا، وصرف همّتهم بالكلّيّة على تحصيل زخارفها، وغفلتهم عن اللّه عزّ وجلّ وعن العمل للآخرة، وغيرها من أخلاقهم الذميمة وعقائدهم الخبيثة ، ومتى تعرفهم بتلك الحالة تعلمهم وتبغضهم أشدّ البغض، وتكرههم غاية الكراهة .
والغرض منه النهي عن المخالطة والمعاشرة الكثيرة بحيث تكون موجبة للاطّلاع على ما ذكره، وسببا للبغض والكراهة منهم .
قال الفيروزآبادي : «قلاه ـ كرماه ـ وقليه ـ كرضيه ـ قَلًى وقَلاءً ومَقْلِية: أبغضه، وكرهه غاية الكراهة، فتركه. أو قلاه في الهجر، وقَليه : في البغض» . ۱
وقال : «لاُخبرنَّ خُبرك: لاُعلمنّ عِلمكَ . وَوَجدتُ الناس اُخبر تَقله؛ أي وجدتُهم مقولاً فيهم هذا؛ أي ما أحدٌ إلّا وهو مسخوط الفعل عند الخبرة» . ۲
وقال الجزري:
في حديث أبي الدرداء : وَجَدتُ الناس اُخبُرْ تقلِهْ. القلى: البغض. يُقال: قلاه يقليه قلًى وقِلًى، إذا أبغضه .
وقال الجوهري : «إذا فتحت مددت، ويقلاه لغة طيّ».

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۸۰ (قلي) .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۷ (خبر) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153224
صفحه از 624
پرینت  ارسال به