وأمّا على الاحتمال الأدقّ فجملة «لا يسمن» وما عطف عليها صفة ضريع، أو استئناف، كما نقلناه عن المفسّرين .
وعلى التقديرين الضمير المستتر راجع إلى الضريع .
وقال بعض الأفاضل :
فسّر عليه السلام الغاشية بالجماعة الغاشية الذين يغشون الإمام؛ أي يدخلون عليه من المخالفين، فلا ينفعهم الدخول عليه، ولا يُغنيهم القعود عنده؛ لعدم إيمانهم وجحودهم ، فالمراد بالطعام على هذا البطن الطعام الروحاني؛ أي ليس غذاؤهم الروحاني إلّا الشكوك والشُّبهات والآراء الفاسدة التي هي كالضريع في عدم النفع والإضرار بالروح .
فقوله تعالى : «لَا يُسْمِنُ» لا يكون صفة للضريع ، بل يكون الضمير راجعا إلى الغشيان، وتكون الجملة مقطوعة على الاستئناف .
ويحتمل أن يكون صفة للضريع أيضا، ويكون المراد أنّه لا يعلمهم الإمام لكفرهم وجحودهم، وعدم قابليّتهم إلّا ما هو كالضريع، ممّا يوافق آراءهم تقيّةً منهم ، كما أنّه تعالى يطعم أجسادهم الضريع في جهنّم؛ لعدم استحقاقهم غير ذلك .
ويحتمل أن يكون المراد: الذين يغشون؛ أي يحيطون بالقائم عليه السلام من المخالفين والمنافقين ، فالإمام يحكم فيهم بعلمه ويقتلهم، ويوصلهم إلى طعامهم المهيّأ لهم في النار من الضريع ، ولا ينفعهم الدخول في عسكر الإمام؛ لعلمه بحالهم، ولا القعود في بيوتهم؛ لعدم تمكينهم إيّاهم ۱ . انتهى كلامه .
متن الحديث الثاني والمائتين
۰.عَنْهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ۲، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ:«ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»۳، قَالَ:«نَزَلَتْ هذِهِ الْايَةُ فِي فُلَانٍ وَفُلَانٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَالِمٍ مَوْلى