593
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

قوله تعالى : «مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلَاثَةٍ» .
قال البيضاوي :
ما يقع من تناجي ثلاثة، ويجوز أن يقدّر مضاف، أو يؤوّل «نجوى» بمتناجين، ويجعل «ثلاثة» صفة لها، واشتقاقها من النجوة، وهي ما ارتفع من الأرض؛ فإنّ السرّ أمرٌ مرفوع إلى الذهن، لا يتيسّر لكلّ أحد أن يطّلع عليه .
«إِلَا هُوَ رَابِعُهُمْ» ؛ إلّا اللّه ، يجعلهم أربعة من حيث إنّه يشاركهم في الاطّلاع عليها، والاستثناء من أعمّ الأحوال .
«وَلَا خَمْسَةٍ» ؛ ولا نجوى خمسة .
«إِلَا هُوَ سَادِسُهُمْ» ؛ وتخصيص العددين إمّا لخصوص الواقعة؛ فإنّ الآية نزلت في تناجي المنافقين، أو لأنّه وترٌ يحبّ الوتر ، والثلاثة أوّل الأوتار ، أو لأنّ التشاور لابدّ له من اثنين يكونان كالمتنازعين، وثالث يتوسّط بينهما .
«وَلَا أَدْنى مِنْ ذَلِكَ» ؛ ولا أقلّ ممّا ذكر كالواحد والاثنين .
«وَلَا أَكْثَرَ إِلَا هُوَ مَعَهُمْ» ؛ يعلم ما يجري بينهم .
«أَيْنَ مَا كَانُوا» ؛ فإنّ علمه بالأشياء ليس لقرب مكاني حتّى يتفاوت باختلاف الأمكنة .
«ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ؛ تفضيحا لهم، وتقريرا لما يستحقّونه من الجزاء .
«إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» ؛ لأنّ نسبة ذاته المقتضية للعلم إلى الكلّ على السواء . ۱
وقوله : (فلان وفلان) ؛ يعني الأوّلين .
وقوله : (لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوّة) أي تعاقدوا في الكتاب على منع اجتماعهما في بني هاشم .
(فأنزل اللّه فيهم هذه الآية) المذكورة توبيخا لهم، ووعيدا على سوء صنيعهم .
وقوله تعالى : «أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرا» .
قال البيضاوي :
يعني أبرموا أمرا في تكذيب الحقّ وردّه، ولم يقتصروا على كراهته .

1.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ء ص ۳۱۰ و ۳۱۱ ملخّصا .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
592

أَبِي حُذَيْفَةَ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، حَيْثُ كَتَبُوا الْكِتَابَ بَيْنَهُمْ، وَتَعَاهَدُوا، وَتَوَافَقُوا لَئِنْ مَضى مُحَمَّدٌ، لَا تَكُونُ الْخِلَافَةُ فِي بَنِي هَاشِمٍ، وَلَا النُّبُوَّةُ أَبَدا، فَأَنْزَلَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهِمْ هذِهِ الْايَةَ».
قَالَ: قُلْتُ: قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: «أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرا فَإِنّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ»۱ ؟
قَالَ: «وَهَاتَانِ الْايَتَانِ نَزَلَتَا فِيهِمْ ذلِكَ الْيَوْمَ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «لَعَلَّكَ تَرى أَنَّهُ كَانَ يَوْمٌ يُشْبِهُ يَوْمَ كُتِبَ الْكِتَابُ، إِلَا يَوْمَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ عليه السلام ، وَهكَذَا كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الَّذِي أَعْلَمَهُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أَنْ إِذَا كُتِبَ الْكِتَابُ قُتِلَ الْحُسَيْنُ عليه السلام ، وَخَرَجَ الْمُلْكُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَقَدْ كَانَ ذلِكَ كُلُّهُ».
قُلْتُ: «وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ»۲ ؟
قَالَ: «الْفِئَتَانِ إِنَّمَا جَاءَ تَأْوِيلُ هذِهِ الْايَةِ يَوْمَ الْبَصْرَةِ، وَهُمْ أَهْلُ هذِهِ الْايَةِ، وَهُمُ الَّذِينَ بَغَوْا عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَكَانَ الْوَاجِبَ عَلَيْهِ قِتَالُهُمْ وَقَتْلُهُمْ، حَتّى يَفِيئُوا إِلى أَمْرِ اللّهِ، وَلَوْ لَمْ يَفِيئُوا لَكَانَ الْوَاجِبَ عَلَيْهِ فِيمَا أَنْزَلَ اللّهُ أَنْ لَا يَرْفَعَ السَّيْفَ عَنْهُمْ حَتّى يَفِيئُوا، وَيَرْجِعُوا عَنْ رَأْيِهِمْ؛ لأنَّهُمْ بَايَعُوا طَائِعِينَ غَيْرَ كَارِهِينَ، وَهِيَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالى، فَكَانَ الْوَاجِبَ عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنْ يَعْدِلَ فِيهِمْ حَيْثُ كَانَ ظَفِرَ بِهِمْ، كَمَا عَدَلَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي أَهْلِ مَكَّةَ، إِنَّمَا مَنَّ عَلَيْهِمْ، وَعَفَا، وَكَذلِكَ صَنَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ، حَيْثُ ظَفِرَ بِهِمْ مِثْلَ مَا صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بِأَهْلِ مَكَّةَ حَذْوَالنَّعْلِ بِالنَّعْلِ».
قَالَ: قُلْتُ: قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى»۳ ؟
قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ، هِيَ الْمُؤْتَفِكَةُ».
قُلْتُ: «وَالْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ»۴ ؟
قَالَ: «أُولئِكَ قَوْمُ لُوطٍ ائْتَفَكَتْ عَلَيْهِمُ انْقَلَبَتْ عَلَيْهِمْ».

شرح

السند ضعيف .

1.الزخرف (۴۳) : ۷۹ و ۸۰ .

2.الحجرات (۴۹) : ۹ .

3.النجم (۵۳) : ۵۳ .

4.التوبة (۹) : ۷۰ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153423
صفحه از 624
پرینت  ارسال به