67
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

(ولايرهب) عطف على «يفزع» .
(بهاتين الآيتين) متعلّق بالفزع والرهبة .
(إلّا من كان من شيعتنا) ؛ لأنّهم هم الذين يسندونهما إلى اللّه ، ويصدِّقون قول أئمّتهم في ذلك . وأمّا غيرهم ممّن يسندهما إلى الحركات والأوضاع الفلكيّة، فلا يفزعون بهما فزعا يوجب صلاة الخوف والرجوع والإنابة عن الذنوب .
وقال بعض الأفاضل :
هذا من إخباره عليه السلام بالغيب ؛ لأنّه لم يقل بوجوب هذه الصلاة من العصر الأوّل إلى هذا الزمان أحدٌ من المخالفين، مع تواتر أخبارهم بأنّه صلى الله عليه و آله صلّاها وأمر بها ، يظهر ذلك لمن تتبّع اُصولهم وفروعهم . ۱
وقال الصدوق رحمه الله : «إنّ الذي يخبر به المنجّمون من الكسوف، فيتّفق على ما يذكرونه ليس من هذا الكسوف في شيء، وإنّما يجب الفزع إلى المساجد والصلاة؛ لأنّه آية تشبه آيات الساعة» انتهى . ۲
ويؤيّده ما روي من الكسوف والخسوف في يوم عاشوراء وليلتها ۳ . وروي أيضا في الأخبار: «إنّ من علامات قيام القائم عليه السلام الكسوف والخسوف في غير الوقت المعهود، وعند ذلك يختلّ وينقطع حساب المنجّمين» . ۴
وقوله : (فافزعوا) أي الجأوا .
(إلى اللّه عزّ وجلّ) بالصلاة والاستغاثة .
(ثمّ ارجعوا إليه) بالتوبة والاستغفار .

متن الحديث الثاني والأربعين

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:شَكَوْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام مَا أَلْقى مِنْ أَهْلِ بَيْتِي مِنِ اسْتِخْفَافِهِمْ بِالدِّينِ، فَقَالَ: «يَا إِسْمَاعِيلُ،

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۳۳ .

2.الفقيه ، ج ۱ ، ص ۵۴۰ (مع تلخيص) .

3.اُنظر : بحار الأنوار ، ج ۴۵ ، ص ۲۰۵ ، ح ۶ .

4.اُنظر : مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۸۷ ؛ شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۴۳۳ و ۴۳۴ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
66

الرِّضا . انتهى . ۱
ومثله في الصحاح ۲ . فلعلّ قوله عليه السلام : «يستعتبهم» من باب الحذف والإيصال؛ أي يستعتب بهم .
وقوله : (فتصير الشمس) أي بعضها .
(في ذلك البحر) .
قيل : الظرفيّة مجازيّة باعتبار أنّها بحذائه. ۳ وأنت بعد خبرتك بما حقّقناه في معنى البحر ظهر لك أنّه لا حاجة إلى هذا التوجيه البعيد، وأنّ الظرفيّة باقية على حقيقتها .
وقوله : (في ذلك البحر الذي يجري في الفلك) أي يثبت ما فيه .
وفي الفقيه: «الذي كان فيه الفلك» ۴ وهو الأظهر .
(قال : فيُطمس ضَوؤها) على بناء المجهول ؛ أي يُمْحى بعض ضوئها .
والطمس: الدروس، والإمحاء ، وفعله كنصر وضرب .
وفي الفقيه: «فينطمس» ، وهو أظهر .
(ويتغيّر لونها) بانطماس ضوئها .
وقوله : (أن يعظّم الآية) ؛ لعظم ذنوب العباد، أو لإصرارهم فيها .
(طَمست الشمس) أي كلّها (في البحر) .
وفي الفقيه: «غُمِست في البحر» .
(على ما) أي على القدر الذي (يحبّ اللّه أن يخوّف خلقه بالآية) من كثرة المدّة ، أو قلّتها، أو انطماس بعضها ، أو كلّها .
(قال : فتخرج من الماء وهي كدرة) .
قيل : أي بعدما كانت كدرة، أو تبقى فيها كدورة قليلة بعد الخروج أيضا في زمان قليل . ۵
وقوله : (لا يفزع لهما) أي لأجل حصول تينك الآيتين .

1.الفقيه ، ج ۱ ، ص ۵۳۹ ، ح ۱۵۰۶ .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۳۲ .

3.النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۷۵ (عتب) .

4.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۷۶ (عتب) .

5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۸۶ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153382
صفحه از 624
پرینت  ارسال به