69
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

الْقِيَامَةِ عَلى جِيرَانِهِ [بِهِ]، فَيُقَالُ لَهُمْ: أَ لَمْ يَكُنْ فُلَانٌ بَيْنَكُمْ؟ أَ لَمْ تَسْمَعُوا كَلَامَهُ؟ أَ لَمْ تَسْمَعُوا بُكَاءَهُ فِي اللَّيْلِ، فَيَكُونُ حُجَّةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ؟ ۱ ».

شرح

السند مجهول.
وفي القاموس: «المحلّة: المنزل». ۲

متن الحديث الرابع والأربعين

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ:سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرا أَبابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ»۳
، قَالَ: «كَانَ طَيْرٌ سَافٌّ جَاءَهُمْ مِنْ قِبَلِ الْبَحْرِ رُؤُوسُهَا كَأَمْثَالِ رُؤُوسِ السِّبَاعِ، وَأَظْفَارُهَا كَأَظْفَارِ السِّبَاعِ مِنَ الطَّيْرِ، مَعَ كُلِّ طَائِرٍ ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ: فِي رِجْلَيْهِ حَجَرَانِ، وَفِي مِنْقَارِهِ حَجَرٌ، فَجَعَلَتْ تَرْمِيهِمْ بِهَا حَتّى جُدِّرَتْ أَجْسَادُهُمْ، فَقَتَلَهُمْ بِهَا، وَمَا كَانَ قَبْلَ ذلِكَ رُئِيَ شَيْءٌ مِنَ الْجُدَرِيِّ، وَلَا رَأَوْا ذلِكَ مِنَ الطَّيْرِ قَبْلَ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَا بَعْدَهُ».
قَالَ: «وَمَنْ أَفْلَتَ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ انْطَلَقَ حَتّى إِذَا بَلَغُوا حَضْرَمَوْتَ، وَهُوَ وَادٍ دُونَ الْيَمَنِ، أَرْسَلَ اللّهُ عَلَيْهِمْ سَيْلاً، فَغَرَّقَهُمْ أَجْمَعِينَ».
قَالَ: «وَمَا رُئِيَ فِي ذلِكَ الْوَادِي مَاءٌ قَطُّ قَبْلَ ذلِكَ الْيَوْمِ بِخَمْسَةَ عَشَرَ سَنَةً». قَالَ: «فَلِذلِكَ سُمِّيَ حَضْرَمَوْتَ حِينَ مَاتُوا فِيهِ».

شرح

السند صحيح .
قوله تعالى : «وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرا أَبَابِيلَ» .

1.في الطبعة القديمة : «عليهم» .

2.القاموس المحيط ، ، ج ۳ ، ص ۳۵۹ (حلل) .

3.الفيل (۱۰۵) : ۳ و ۴ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
68

لَا تُنْكِرْ ذلِكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ؛ فَإِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ جَعَلَ لِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ حُجَّةً يَحْتَجُّ بِهَا عَلى أَهْلِ بَيْتِهِ فِي الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: أَ لَمْ تَرَوْا فُلَانا فِيكُمْ؟ أَ لَمْ تَرَوْا هَدْيَهُ فِيكُمْ؟ أَ لَمْ تَرَوْا صَلَاتَهُ فِيكُمْ؟ أَ لَمْ تَرَوْا دِينَهُ؟ فَهَلَا اقْتَدَيْتُمْ بِهِ؟ فَيَكُونُ حُجَّةً عَلَيْهِمْ فِي الْقِيَامَةِ».

شرح

السند مجهول .
قوله عليه السلام : (لا تُنكر ذلك) .
في القاموس: «النكر، بالضمّ وبضمّتين: الأمر الشديد . ونكر الأمر ـ كفرح ـ وأنكره: جهله» . ۱
قيل : معنى قوله : «لا تنكر ذلك»: لا تتعرّض لهم بما يوجب استخفافهم بك وإهانتهم إيّاك؛ فإنّ كونك فيهم ومشاهدتهم أطوارك حجّة عليهم. أو المراد: لا تسأم ، ولا تضجر من دعوتهم؛ فإنّك في القيامة حجّة عليهم، فيكون ذلك تسلية له، وتحريصا على هدايته لهم . أو المراد محض التسلية ، ورفع الاستبعاد من وقوعه بينهم ، وابتلائه بهم، وبيان أنّ الحكمة في ذلك كونه حجّة عليهم . ۲
وأقول : الأظهر أن يُقال: إنّ هذا الكلام نظير قوله تعالى : «وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ»۳ ؛ يعني أنّ ما شاهدت منهم من استخفافهم بقولك وباُمور الدِّين، فلا تستغرب ذلك منهم؛ فإنّه شنشنة أهل الزمان في وقت وأوان، ولا يضرّك ذلك ، بل يضرّهم؛ فإنّك حجّة عليهم يوم القيامة ، كما أنّ كلّ من كان مثلك فإنّه حجّة على أهل بيته .

متن الحديث الثالث والأربعين

۰.عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثَيْمٍ النَّخَّاسِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ يَكُونُ ۴ فِي الْمَحَلَّةِ، فَيَحْتَجُّ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَوْمَ

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۴۸ (نكر) مع التلخيص .

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۹۲ .

3.فاطر (۳۵) : ۴ .

4.في الطبعتين وأكثر نسخ الكافي : «ليكون» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153167
صفحه از 624
پرینت  ارسال به