71
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

(رؤوسها كأمثال رؤوس السباع) ؛ يعني من الطير بقرينة قوله : (وأظفارها كأظفار السباع من الطير) ؛ إذ الظاهر أنّ «من» بيان للسباع في الموضعين .
وقوله : (جدّرت) .
في القاموس:
الجَدْر: [الحائط] . وخروج الجُدَري ـ بضمّ الجيم وفتحها ـ لقُروح في البدن، تنفط وتقيّح. وقد جَدَر وجُدِرَ ـ كعني، ويشدّد ـ فهو مجدور ومجدَّر. وبالتحريك: سلع تكون في البدن خلقة، أو من ضَرْبٍ، أو من جراحةٍ، كالجُدَر، كصُرد، واحدتها بهاء . انتهى . ۱
قيل : ظاهر الخبر أنّها ضَرَبَتْ على كلّ رجل أحجارا كثيرة، حتّى جدّرت أجسادهم . وظاهر غيره من الأخبار والتواريخ أنّها ضربت على كلّ رجل حصاة واحدة مات بها .
ويمكن أن يكون تجدّر أجسادهم من حصاةٍ واحدة، تصيبهم من حرٍّ تحدثه في أجسادهم . ۲
وقوله : (فلذلك سمّي حضرموت حين ماتوا فيه) أي سمّي به لأجل أنّ موتهم حضر فيه .
قال الفيروزآبادي : «حضرمَوْت، وتضمّ الميم: بلد وقبيلة . ويقال : هذا حضرموتُ، ويضاف ، فيقال : حَضرُموتٍ، بضمّ الرّاء . وإن شئت لا تُنوّن الثاني» . ۳

متن الحديث الخامس والأربعين

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ بُكَيْرٍ وَثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ وَعَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ:وَقَعَ بَيْنَ أَبِي جَعْفَرٍ وَبَيْنَ وَلَدِ الْحَسَنِ عليه السلام كَلَامٌ، فَبَلَغَنِي ذلِكَ، فَدَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَذَهَبْتُ أَتَكَلَّمُ، فَقَالَ لِي: «مَهْ، لَا تَدْخُلْ فِيمَا بَيْنَنَا، فَإِنَّمَا مَثَلُنَا وَمَثَلُ بَنِي عَمِّنَا كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ لَهُ ابْنَتَانِ، فَزَوَّجَ إِحْدَاهُمَا مِنْ رَجُلٍ زَرَّاعٍ، وَزَوَّجَ الْأُخْرى مِنْ رَجُلٍ فَخَّارٍ، ثُمَّ زَارَهُمَا، فَبَدَأَ

1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۸۷ (جدر) .

2.القائل هو العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۹۳ .

3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۰ (حضر) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
70

قال الجوهري : «الطير، جمع طائر» . ۱
وقال : «قال الأخفش: يقال : جاءت إبلك أبابيل؛ أي فِرَقا. وطير أبابيل» . قال : «وهذا يجيء في معنى التكثير، وهو من الجمع الذي لا واحد له . وقد قال بعضهم : واحده: إبَّوْل، مثل عِجَّوْل . وقال بعضهم : إبّيل، ولم أجد العرب تعرف له واحدا» . ۲
وقال البيضاوي :
طير أبابيل: جماعات، جمع إبّالة ، وهي الحزمة الكبيرة، شُبّهت بها الجماعة من الطير في تضامّها . وقيل : لا واحد لها، كعباديد وشماطيط .
«تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ» . وقرئ بالياء على تذكير الطير؛ لأنّه اسم جمع، أو إسناده إلى ضمير «ربّك» . ۳«مِنْ سِجِّيلٍ» . في القاموس: «سجّيل، كسكّيت: حجارة كالمدر، معرّب «سَنگ» و«گِل»، أو كانت طبخت بنار جهنّم، وكتب فيها أسماء القوم ، أو قوله تعالى : «مِنْ سِجِّيلٍ» أي من سِجلّ؛ أي ممّا كتب لهم أنّهم يعذّبون بها» . ۴
وقال البيضاوي : « «مِنْ سِجِّيلٍ» أي من طين متحجّر، معرّب سَنگ گِل» ۵ .
وقيل : من السجلّ، وهو الدلو الكبير. أو الإسجال وهو الإرسال. أو من السِجِّل ، ومعناه المكتوب المُدوّن ۶ .
قال عليه السلام : (كان طير سافّ) .
«كان» تامّة، و«سافّ» بتشديد الفاء، أو تخفيفها . قال الجزري : «أسفّ الطائر، إذا دنا من الأرض في طيرانه» . ۷
وقال الجوهري : «سفا يسفو سُفُوا، إذا أسرع في المشي والطيران» . ۸
(جاهم من قِبَل البحر) ؛ يقال: جهمه، كمنعه، إذا استقبله بوجهٍ كريهٍ .
وفي بعض النسخ: «جاءهم»، وهو الأظهر .

1.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۲۷ (طير) .

2.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۱۸ (أبل) .

3.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۵۳۱ .

4.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۹۴ (سجل) .

5.تفسير البيضاوي ، ج ۳ ، ص ۲۵۱ .

6.اُنظر: مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۹۲ و ۱۹۳ .

7.النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۷۵ (سفف) .

8.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۷۸ (سفى) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153375
صفحه از 624
پرینت  ارسال به