73
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقيل: الأولى أنّه أراد لا تدخل بيني وبين بني عمّي؛ فإنّي لا اُريد أن يدخل بيننا ثالث غير اللّه تعالى . ۱
وقال بعض الفضلاء :
أي ليس لكم أن تحاكموا بيننا؛ لأنّ الخصمين كليهما من أولاد الرسول، ويلزمكما احترامهما لذلك، فليس لكم [أن تدخلوا] بينهما فيما فيه يختصمان ، كما أنّ ذلك الرجل لم يرجّح جانب أحد صِهريه، ووكّل أمرهما إلى اللّه . ۲

متن الحديث السادس والأربعين

۰.مُحَمَّدٌ، عَنْ أَحْمَدَ،۳عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ذَرِيحٍ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يُعَوِّذُ بَعْضَ وُلْدِهِ وَيَقُولُ: «عَزَمْتُ عَلَيْكِ يَا رِيحُ، وَيَا وَجَعُ، كَائِنٌ ۴ مَا كُنْتِ بِالْعَزِيمَةِ الَّتِي عَزَمَ بِهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى جِنِّ وَادِي الصَّبْرَةِ، فَأَجَابُوا، وَأَطَاعُوا، لَمَّا أَجَبْتِ، وَأَطَعْتِ، وَخَرَجْتِ عَنِ ابْنِي فُلَانٍ ابْنِ ابْنَتِي فُلَانَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ».

شرح

السند صحيح .
قوله : (يعوّذ بعض ولده) .
قيل : دلّ على أنّ العوذة والرقية على الجنّ جائزة إذا كان بكتاب اللّه وأسمائه ، وسيجيء تعويذ جبرئيل عليه السلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله بأسمائه تعالى . وصرّح بعض العامّة بأنّه كره العوذة والرقية بغيرهما من الأسماء العجميّة؛ لأنّها كانت العرب تفعل في الجاهليّة، وكانوا يعتقدون أنّها تدفع عنهم الجنّ . ۵

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۹۴ .

2.شرح المازندراني، ج ۱۱ ، ص ۴۳۶ .

3.في الحاشية عن بعض النسخ: + «بن محمّد».

4.في كلتا الطبعتين وبعض نسخ الكافي: «كائنا».

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۳۶ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
72

بِامْرَأَةِ الزَّرَّاعِ، فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ حَالُكُمْ، فَقَالَتْ: قَدْ زَرَعَ زَوْجِي زَرْعا كَثِيرا، فَإِنْ أَرْسَلَ اللّهُ السَّمَاءَ، فَنَحْنُ أَحْسَنُ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَالاً، ثُمَّ مَضى إِلىَ امْرَأَةِ الْفَخَّارِ، فَقَالَ [لَهَا] : كَيْفَ حَالُكُمْ؟ فَقَالَتْ: قَدْ عَمِلَ زَوْجِي فَخَّارا كَثِيرا، فَإِنْ أَمْسَكَ اللّهُ السَّمَاءَ، فَنَحْنُ أَحْسَنُ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَالاً، فَانْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ: اللّهُمَّ أَنْتَ لَهُمَا، وَكَذلِكَ نَحْنُ».

شرح

السند موثّق .
وقوله : (أرسل اللّه السماء) .
قال الجوهري : «السماء: المطر» . ۱ والفخّار ـ بالتشديد ـ في الأوّلين بمعنى عامل الخزف ، وفي الثالث بمعنى الخزف .
قال الفيروزآبادي : «الفَخّارة، كجبّانة: الجرّة، والجمع: الفخّار، أو هو الخزف» . ۲
وقوله : (اللّهمَّ أنت لهما) .
قيل : أي كما أنّ مقصدهما أنت ، [فكن أنت] لهما، وحصّل مقصدهما وإن كانت الوسيلة متضادّة ، كنزول المطر وعدم نزوله؛ فإنّك قادرٌ على ذلك . ۳
وقيل : أي أنت المقدّر لهما، تختار لكلّ منهما ما يصلحهما، أو لا أشفع لأحدهما؛ لأنّك أعلم بصلاحهما . ۴
(وكذلك نحن) .
قال الفاضل الإسترآبادي :
أي نريد الخير لبني عمّنا ، كما نريد لأنفسها، ولا نرضى بالشرّ في حقّهم، فلا نكلّم عليهم، وإنّما جهالتهم بحقّنا تسبّب لما جرى بيني وبينهم ، كما أنّ الرجل يريد خير ابنتيه . ۵

1.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۸۱ (سما) .

2.القاموس المحيط ، ، ج ۲ ، ص ۱۰۸ (فخر) .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۳۶ .

4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۹۴ .

5.حكاه عنه المحققّ المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۳۶ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153389
صفحه از 624
پرینت  ارسال به