85
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

شرح

السند صحيح .
قال في الإيضاح : «داود بن زربيّ، بالزاي المكسورة أوّلاً، ثمّ الراء الساكنة، ثمّ الباء المنقّطة تحتها نقطة» .
وفي القاموس: «الزرابيّ: النمارق. الواحد: زربي، بالكسر، ويضمّ» . ۱
قوله عليه السلام : (فاشتر صاعا من بُرّ) بالضمّ: الحنطة .
ويفهم من ظاهر الأمر أنّه ينبغي أن يشتري وإن كان مالكا لمثله، وحاضرا عنده ، ويحتمل أن يكون الأمر به؛ لعلمه عليه السلام بأنّه ليس مالكا له .
وقوله : (انثُره على صدرك) .
يُقال : نَثَرَ الشيء ينثُرُ ـ بالضمّ ـ نَثْرا، وينثِره ـ بالكسر ـ نَثْرا ونِثارا: رماه متفرّقا كثيرة.
وفيه دلالة على أنّه ينبغي للمريض أن يتولّى ذلك بنفسه ، ولعلّه في صورة الإمكان .
وقيل : ينبغي أن يقرأ المريض هذا الدُّعاء، ولو بالتلقين، ولو لم يقدر فليقرأ غيره . ۲
وقوله : (إذا سألك به المُضطرّ) إلى آخره ، إشارة إلى قوله تعالى : «أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ» . ۳
والخليفة: من يخلف غيره، وينوب منابه ، وأصله: خليف، والهاء للمبالغة، أو للنقل .
قيل : الخليفة كما يطلق على الأنبياء والأوصياء؛ لأنّهم خلفاء اللّه في أرضه، كذلك يُطلق على هذا النوع كلّهم؛ لأنّهم خلفاء من سكن الأرض قبلهم ، أو لأنّه يخلف بعضهم بعضا ، والمراد هنا المعنى الثاني . ۴
وأقول : روى عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن الحسن [عليّ بن] بن فضّال، عن صالح بن عقبة، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله تعالى : «أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ» الآية ، قال : «نزلت في القائم عليه السلام ، هو واللّه المضطرّ، إذا صلّى في المقام ركعتين ، [و] دعا اللّه ، فأجابه ، ويكشف السوء، ويجعله خليفة في الأرض » ۵ انتهى .

1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۷۸ (زرب) .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۳۹ .

3.النمل (۲۷) : ۶۲ .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۴۰ .

5.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۱۲۹ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۵۱ ، ص ۴۸ ، ح ۱۱ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
84

شرح

السند موثّق .
قوله : (شارع إلى الجسد ...) بالشين المعجمة.
وكأنّ المراد أنّه داخل فيه، أو منفتح إليه، وله طريق فيه . قال الجوهري : «الشارع: الطريق الأعظم. وشَرَع المنزل، إذا كان إلى الطريق ؛ أي فتحت» . ۱
والحاصل : أنّ الأدواء لها مادّة في الجسد مكمونة، فإذا أذِنَ اللّه تعالى إيّاها في البروز برزت إلّا الحمّى؛ فإنّها قد ترد بغير مادّة ، بل بالأسباب الخارجة، كتصرّف هواء بارد، أو حرارة الشمس مثلاً .
وقيل : الشارع: المتّصل. ۲
وفي المصباح : «شرع الباب إلى الطريق: اتّصل به» . ۳
وفي بعض النسخ: «سارع» بالسين المهملة . وفي بعضها: «يسارع» . ولعلّ الغرض من هذا الحديث الترغيب في الدُّعاء والصدقة .

متن الحديث الرابع والخمسين

۰.عَنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُهْتَدِي، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِيٍّ۴، قَالَ:مَرِضْتُ بِالْمَدِينَةِ مَرَضا شَدِيدا، فَبَلَغَ ذلِكَ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَكَتَبَ إِلَيَّ: «قَدْ بَلَغَنِي عِلَّتُكَ، فَاشْتَرِ صَاعا مِنْ بُرٍّ، ثُمَّ اسْتَلْقِ عَلى قَفَاكَ، وَانْثُرْهُ عَلى صَدْرِكَ كَيْفَمَا انْتَثَرَ، وَقُلِ: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذَا سَأَلَكَ بِهِ الْمُضْطَرُّ كَشَفْتَ مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ، وَمَكَّنْتَ لَهُ فِي الْأَرْضِ، وَجَعَلْتَهُ خَلِيفَتَكَ عَلى خَلْقِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَنْ تُعَافِيَنِي مِنْ عِلَّتِي. ثُمَّ اسْتَوِ جَالِسا، وَاجْمَعِ الْبُرَّ مِنْ حَوْلِكَ، وَقُلْ مِثْلَ ذلِكَ، وَاقْسِمْهُ مُدّا مُدّا لِكُلِّ مِسْكِينٍ، وَقُلْ مِثْلَ ذلِكَ».
قَالَ دَاوُدُ: فَفَعَلْتُ مِثْلَ ذلِكَ، فَكَأَنَّمَا نُشِطْتُ مِنْ عِقَالٍ، وَقَدْ فَعَلَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، فَانْتَفَعَ بِهِ.

1.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۳۶ (شرع) .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۳۹ .

3.المصباح المنير، ص۳۲۷ (شرع).

4.في الوافي : «داود بن رزين» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153418
صفحه از 624
پرینت  ارسال به