التيمّم للجنابة على التيمّم للوضوء» ، ولايرد عليه ما قيل : «إنّ الأصل الذي هو التيمّم للحدث الأصغر اُلغيت فيه مساواة البدل للمبدل منه ؛ إذ هو في عضوين فقط ، فينبغي أن لاتعتبر المساواة في الفرع أيضا ۱ .
هذا ، وقول رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «يا عمّار ، تمعّكت كما تتمعّك الدابّة ؟» استفهام توبيخي لكن لا للاستهزاء والسخريّة ؛ لبراءة ساحته عليه السلام عنهما ؛ لأنّهما من صفات الجهلة ، كما يدلّ عليه قول موسى عليه السلام : «أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَـهِلِينَ »۲ لمّا قال له قومه : «أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا » ، ولأنّ عمّارا كان يحبّه صلى الله عليه و آله كثيرا ويوقّره حتّى أنّه قال : «عمّار جلدة بين عينَيّ ، تقتله الفئة الباغية» ۳ ، فكيف يستهزئ به ؟ بل للمزاح والمطايبة ، وهو ممدوح ، فقد روي عنه صلى الله عليه و آله أنّه قال : «إنّي أمزح ولا أقول إلّا الحقّ» ۴ .
ومن مزاحه صلى الله عليه و آله : أنّ عجوزا سألته أن يدعو لها بالجنّة ، فقال : «أما علمت أنّ الجنّة لاتدخلها العجائز» ! فاضطربت العجوز ، فقرأ تسكينا لها قوله تعالى : «إِنَّـآ أَنشَأْنَـهُنَّ إِنشَآءً فَجَعَلْنَـهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا »۵۶ .
1.. مختلف الشيعة ، ج ۱ ، ص ۴۲۸ .
2.. البقرة (۲) : ۶۷ .
3.. اختيار معرفة الرجال ، ج ۱ ، ص ۱۲۷ ـ ۱۲۸ ، ضمن الرقم ۵۰ ؛ الجمل للمفيد ، ص ۵۰ صدره ؛ العثمانيّة للجاحظ ، ص ۱۴۲ صدره . ولخصوص ذيله ـ بلفظ الغائب أو الخطاب ـ أسانيد كثيرة ومصادر متعدّدة ، فانظر : مسند أبيداود الطيالسي ، ح ۱۵۹۸ ؛ المصنّف لابن أبيشيبة ، ج ۷ ، ص ۵۴۸ ، ح ۳۷۸۴۰ ؛ وص ۵۵۱ ، ح ۳۷۸۶۴ ، باب ما ذكر في صفّين ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۶۴ و۲۰۶ ؛ وج ۳ ، ص ۲۲ و۹۱ ؛ وج ۴ ، ص ۱۹۷ و۱۹۹ ؛ وج ۶ ، ص ۲۸۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۴ ، ص ۲۲۳۶ ، ح ۱۹۱۶ و۲۹۱۹ ؛ خصائص عليّ بن أبيطالب للنسائي ، ص ۲۳۱ ـ ۲۳۲ ، ح ۱۵۸ ـ ۱۶۸ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ج ۱ ، ص ۳۲۰ ، ح ۵۹۴ ؛ شرح السنّة للبغوي ، ج ۱۴ ، ص ۱۵۴ ؛ مسند أبييعلى ، ج ۱۲ ، ص ۲۲۴ ، ح ۶۹۹۰ ؛ وص ۴۵۵ ، ح ۷۰۲۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۸ ، ص ۱۸۹ ؛ دلائل النبوّة له أيضا ، ج ۲ ، ص ۵۴۹ ؛ الاعتقاد له أيضا ، ص ۲۱۸ ؛ حلية الأولياء ، ج ۷ ، ص ۱۹۷ ؛ و . . . .
4.. شرح نهج البلاغة لابن أبيالحديد ، ج ۶ ، ص ۳۰ ، في شرح الكلام ۸۳ ؛ الفائق للزمخشري ، ج ۳ ، ص ۲۰۳ ، باب اللام مع العين ؛ الكامل لابن عديّ ، ج ۲ ، ص ۳۴۴ ، ترجمة الحسن بن محمّد بن عنبر ، وفي بعض رواياته : «إلّا حقّا» .
5.. الواقعة (۵۶) : ۳۵ ـ ۳۷ .
6.. تفسير مجاهد ، ج ۲ ، ص ۶۴۸ ؛ تفسير البغوي ، ج ۴ ، ص ۲۸۳ ؛ الكشف والبيان للثعلبي ، ج ۹ ، ص ۲۱۰ ، في تفسير سورة الواقعة ؛ المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۵ ، ص ۳۵۸ ؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲ ، ص ۲۰۲ ، الباب ۴۵ ، ضمن ح ۲ .