517
شرح فروع الکافي ج3

باب تمام المعروف

أي ما يتمّه ويصلحه من تصغيره وتيسّره وتعجيله وإعطائه قبل سؤال المستحقّ ونظائرها.
قوله في خبر سعدان بن حاتم: (سخفته ونكدته) . [ح1/6115] أي نقصته وجعلته غير شيء، والسخيف من كلّ شيء مهزوله، ۱ وهما مقابلان لتممتة عبارة ومعنى.
قوله في خبر حمران: (وثمرة المعروف تعجيل السِّراح) . [ح2/6116] وفي بعض النسخ السراج ۲ بالجيم، ۳ وفي أكثرها بالحاء المهملة، وفي القاموس: السراح: الإرسال، والإسم كسحاب، ۴ فلعلّ المراد تعجيل إرساله إلى المستحقّ، فإنّ في التأخير آفات، وعلى الجيم فالمقصود تعجيل السراج للضيف والعيال قبل أن يظلمّ الليل.

1.صحاح اللغة ، ج۴ ، ص ۱۳۷۲ (سخف).

2.هذا هو الظاهر ، و في الأصل: «بالسراج».

3.و مثله في رواية الصدوق في الخصال ، ص ۸ ، باب الواحد ، ح ۲۸.

4.القاموس المحيط ، ج۱، ص ۲۲۸ (سرح) ، و فيه «السرح» بدل «السراح».


شرح فروع الکافي ج3
516

باب أنّ أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة

قال ابن الأثير:
أي مَن بذل معروفه للناس في الدُّنيا أتاه اللّه جزاء معروفه في الآخرة، وقيل: أراد مَن بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود فيشفع فيهم شفعه اللّه تعالى في أهل التوحيد في الآخرة.
وروي عن ابن عبّاس في معناه قال: يأتي أصحاب المعروف في الدُّنيا فيُغفر لهم بمعروفهم، وتبقى حسناتهم جامعة فيعطونها لمن زادت سيّئاته على حسناته، فيُغفر له ويدخل الجنّة، فيجتمع لهم الإحسان إلى الناس في الدُّنيا والآخرة. ۱
والتفسير الأخير هو الصواب؛ لوروده عن أبي عبداللّه عليه السلام في مرفوعة أبي عبداللّه البرقي. ۲
وهناك وجه آخر أشار إليه في رواية إسحاق بن عمّار، وهو: أنّ المعروف هو اسم باب من أبواب الجنّة. ۳
قوله في مرفوعة البرقي ۴ : (أمر ريحاً عبقة طيّبة فلزقت بأهل المعروف) . [ح1/6111] العبق بالتحريك: مصدر قولك عبق به الطيب بالكسر، أي لزق به. ۵
قال طاب ثراه:
المراد بالريح العقبة الطيّبة: الريح التي تخرج من المعروف الذي يحيط بفاعله، فإنّ الأفعال الحسنة تحيط بفاعلها كالأعمال السيّئة، قال تعالى: «وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ» . ۶
ويحتمل أن يكون المراد بها الريح التي خلقها اللّه تعالى في فاعل المعروف جزاءً لمعروفه.

1.النهاية ، ج۳ ، ص ۲۱۶ ـ ۲۱۷ (عرف).

2.هو الحديث الثاني من هذا الباب من الكافي.

3.هو الحديث الرابع من هذا الباب.

4.كذا في الأصل ، لكنّ الحديث مرويّ عن داود بن فرقد أو قتيبة الأعشي ، و مرفوعة البرقي هي الرواية الثانية من هذا الباب ، فلعلّه من سهو القلم.

5.صحاح اللغة ، ج ۴ ، ص ۱۵۱۹ (عبق).

6.البقرة(۲): ۸۱ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 163471
صفحه از 550
پرینت  ارسال به