باب فضل الصوم
الأخبار فيه متظافرة ، وكفى ذكر قوله عزّ وجلّ في الحديث القدسي : «الصوم لي وأنا أجزي عليه» . رواه الصدوق عن أبي جعفر عليه السلام ، ۱ والمصنّف عن الصادق صلوات اللّه عليه . ۲
وروى العامّة عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : «كلّ عمل ابن آدم له إلّا الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به» . ۳
قال طاب ثراه :
قال محيي الدِّين البغوي : كلّ الأعمال البرّ المخلصة له ، وإنّما خصّ الصوم بذلك لأنّه عمل باطن لا يمكن فيه الرياء ، بخلاف غيره من الأعمال البدنية الظاهرة كالصلاة والزكاة والحجّ ، فإنّه يتأتّى بها الرياء . ۴
وقوله : «أنا أجزي عليه» . قال أبو عبيد : معناه أنا أتولّى الجزاء عليه ؛ لأنّه ليس من الأعمال الظاهرة ، فتكتبه الحفظة وإنّما هو ستر وإمساك . ۵
وقال الخطّابي : معنى كونه له أنّه ليس للصائم فيه حظّ . وقيل : لمّا كان الاستغناء عن الطعام والشراب من صفاته تعالى ، فكأنّه تقرّب إلى اللّه بما يشبه صفة من صفاته وإن كان تعالى لا يشبه به في صفاته ، وقيل : معناه أنّه المتفرّد بعلم ثوابه وغيره من الحسنات قد اطّلع غيره تعالى على قدر أجره كما قال : «مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا»۶
،
1.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۷۵ ، ح ۱۷۷۳، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله . ورواه الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۵۲ ، ح ۴۲۰ . وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۰۰ ، ح ۱۳۶۸۷ و ۱۳۶۸۸ .
2.الحديث السادس من هذا الباب ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۳۹۷ ، ح ۱۳۶۷۹ .
3.صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۶۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۲۷۴ ، باب صيام التطوّع ؛ و ص ۳۰۴ و ۳۰۵ ، باب في فضل شهر رمضان و فضل الصيام ؛ صحيح ابن خزيمة ، ج ۳ ، ص ۱۹۷ ۱۹۸ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۵ ، ص ۱۳۱ ؛ و ج ۹ ، ص ۳۰ ؛ كنزالعمّال ، ج ۸ ، ص ۵۹۳ ، ح ۲۴۲۹۷ .
4.اُنظر : شرح السنّة للبغوي ، ج ۶ ، ص ۲۲۴ ، شرح الحديث ۱۷۱۱ .
5.اُنظر : فتح الباري ، ج ۴ ، ص ۱۰۹ .
6.الأنعام (۶) : ۱۶۰ .