11
شرح فروع الکافي ج4

باب فضل الصوم

الأخبار فيه متظافرة ، وكفى ذكر قوله عزّ وجلّ في الحديث القدسي : «الصوم لي وأنا أجزي عليه» . رواه الصدوق عن أبي جعفر عليه السلام ، ۱ والمصنّف عن الصادق صلوات اللّه عليه . ۲
وروى العامّة عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : «كلّ عمل ابن آدم له إلّا الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به» . ۳
قال طاب ثراه :
قال محيي الدِّين البغوي : كلّ الأعمال البرّ المخلصة له ، وإنّما خصّ الصوم بذلك لأنّه عمل باطن لا يمكن فيه الرياء ، بخلاف غيره من الأعمال البدنية الظاهرة كالصلاة والزكاة والحجّ ، فإنّه يتأتّى بها الرياء . ۴
وقوله : «أنا أجزي عليه» . قال أبو عبيد : معناه أنا أتولّى الجزاء عليه ؛ لأنّه ليس من الأعمال الظاهرة ، فتكتبه الحفظة وإنّما هو ستر وإمساك . ۵
وقال الخطّابي : معنى كونه له أنّه ليس للصائم فيه حظّ . وقيل : لمّا كان الاستغناء عن الطعام والشراب من صفاته تعالى ، فكأنّه تقرّب إلى اللّه بما يشبه صفة من صفاته وإن كان تعالى لا يشبه به في صفاته ، وقيل : معناه أنّه المتفرّد بعلم ثوابه وغيره من الحسنات قد اطّلع غيره تعالى على قدر أجره كما قال : «مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا»۶
،

1.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۷۵ ، ح ۱۷۷۳، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله . ورواه الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۵۲ ، ح ۴۲۰ . وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۰۰ ، ح ۱۳۶۸۷ و ۱۳۶۸۸ .

2.الحديث السادس من هذا الباب ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۳۹۷ ، ح ۱۳۶۷۹ .

3.صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۶۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۲۷۴ ، باب صيام التطوّع ؛ و ص ۳۰۴ و ۳۰۵ ، باب في فضل شهر رمضان و فضل الصيام ؛ صحيح ابن خزيمة ، ج ۳ ، ص ۱۹۷ ۱۹۸ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۵ ، ص ۱۳۱ ؛ و ج ۹ ، ص ۳۰ ؛ كنزالعمّال ، ج ۸ ، ص ۵۹۳ ، ح ۲۴۲۹۷ .

4.اُنظر : شرح السنّة للبغوي ، ج ۶ ، ص ۲۲۴ ، شرح الحديث ۱۷۱۱ .

5.اُنظر : فتح الباري ، ج ۴ ، ص ۱۰۹ .

6.الأنعام (۶) : ۱۶۰ .


شرح فروع الکافي ج4
10

والفقير ، وذلك أنّ الغنيّ لم يكن ليجد مسّ الجوع فيرحم الفقير ؛ لأنّ الغنيّ كلّما أراد شيئا قدر عليه ، فأراد اللّه عزّ وجلّ أن يسوّي بين خلقه وأن يُذيق الغنيّ مسّ الجوع والألم ؛ ليرقّ على الضعيف ويرحم الجائع» . ۱
ومن العلل في فرض ثلاثين يوما ما رواه عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلامأنّه قال : «جاء نفر من اليهود إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فسأله أعلمهم عن مسائل ، فكان فيما سأله أن قال له : لأيّ شيء فرض اللّه عزّ وجلّ الصوم على اُمّتك بالنهار ثلاثين يوما وفرض على الاُمم أكثر من ذلك ؟
فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : إنّ آدم عليه السلام لمّا أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ، ففرض اللّه عزّ وجلّ على ذرّيّته ثلاثين يوما الجوع والعطش ، والذي يأكلونه بالليل تفضّل من اللّه عزّ وجلّ عليهم ، وكذلك كان على آدم ، ففرض اللّه ذلك على اُمّته ، ثمّ تلا هذه الآية : «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاما مَعْدُودَاتٍ» .
قال اليهودي : صدقت يا محمّد ، فما جزاء مَن صامها ؟
فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : ما من مؤمنٍ يصوم شهر رمضان احتسابا إلّا أوجب اللّه تبارك وتعالى له سبع خصال : أوّلها : يذوب الحرام من جسده ، والثانية : يقرب من رحمة اللّه عزّ وجلّ ، والثالثة : يكون قد كفّر خطيئة آدم أبيه ، والرابعة : يهوّن اللّه عليه سكرات الموت ، والخامسة : أمانٌ من الجوع والعطش يوم القيامة ، والسادسة : يُعطيه اللّه براءةً من النار ، والسابعة : يُطعمه اللّه من طيّبات الجنّة .
قال : صدقت يا محمّد» . ۲

1.علل الشرائع ، ص ۳۷۸ ، الباب ۱۰۸ ، ح ۲ ؛ فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ۱۰۲ ، ح ۸۸ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۷۳ ، ح ۱۷۶۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۷ ، ح ۱۲۶۹۷ .

2.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۷۳ ۷۴ ، ح ۱۷۶۹ ؛ الأمالي الصدوق ، المجلس ۳۵ ، ح ۱ ؛ الخصال ، ص ۵۳۰ ، أبواب الثلاثين ، ح ۶ ؛ علل الشرائع ، ص ۳۷۸ ۳۷۹ ، الباب ۱۰۹ ، ح ۱ ؛ فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ۱۰۱ ۱۰۲ ، ح ۸۷ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۴۰ ۲۴۱ ، ح ۱۳۳۱۷ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 137967
صفحه از 662
پرینت  ارسال به