407
شرح فروع الکافي ج4

وفي العزيز :
لبيت اللّه أربعة أركان : ركنان يمانيان وركنان شاميّان ، وكان لاصقاً بالأرض وله بابان شرقيّ وغربيّ ، فذكر أنّ السيل هدمه قبل مبعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله بعشر سنين ، وأعادت قريش عمارته على الهيئة التي هي عليها اليوم ، ولم يجدوا من النذور والهدايا والأموال الطيّبة ما يفي بالنفقة ، وتركوا من جانب الحجر بعض البيت ، وخلفوا الركنين الشاميّين عند قوائم إبراهيم عليه السلام ، وضيّقوا عرض الجدر من الركن الأسود إلى الشامي الذي يليه ، فبقي من الأساس شبه الدكّان مرتفعاً ، وهو الذي يسمّى الشاذروان .
وقد روي أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لعائشة : «لولا حدثان قومك بالشرك لهدمت البيت وبنيته على قواعد إبراهيم عليه السلام فألصقته بالأرض ، وجعلت له بابين شرقيّاً وغربيّاً» .
ثمّ إنّ ابن الزبير هدمه أيّام ولايته وبناه على قواعد إبراهيم عليه السلام كما تمنّاه رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ثمّ لمّا استولى عليه الحجّاج هدمه وأعاده على الصورة التي عليه اليوم وبنى بناء قريش . ۱
وفي ذلك أخبار اُخرى تجيء مع تمام تحقيق القول فيه في باب من احتصر في الطواف.

باب حجّ الأنبياء عليهم السلام

قد سبق بعض الأخبار في ذلك في بعض الأبواب السابقة .
قوله في [خبر الحسن بن صالح] : (ثمّ استوت على الجودي) إلخ .[ح 2 / 6749] قال الجوهري : الجودي جبل بأرض الجزيرة استوت عليه سفينة نوح عليه السلام ، وقرأ الأعمش : واستوت على الجودي بإرسال الياء ، وذلك جائز للتخفيف . ۲
وفي مجمع البيان :
قال الزجّاج : هو بناحية آمد ، وقال غيره بقرب جزيرة الموصل .
وقال أبو مسلم : الجودي اسم لكلّ جبل وأرض صلبة .
وفي كتاب النبوّة مسندا إلى أبي بصير، عن أبي الحسن عليّ بن موسى بن جعفر عليهم السلام

1.فتح العزيز، ج ۷، ص ۲۹۰ ۲۹۱.

2.صحاح اللغة ، ج ۲، ص ۴۶۲ (جود).


شرح فروع الکافي ج4
406

والكوفة حرمي ، لا يريدها جبّار بحادثة إلّا قصمه اللّه » ۱ ، ولو رامَ ذلك لرُمي بحجارةٍ من سجّيل ، «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَـبِ الْفِيلِ» .
وأظنّ أنّه إنّما هدم الكعبة لإخراج ما كان قد أدخله ابن الزبير فيها من الحجر ظلماً ، وإنّما أدخله فيها لزعمه أنّ نحوا من ستّة أذرع من الحجر كان من البيت الذي بناه إبراهيم عليه السلام ، واُخرج عنه في الجاهليّة ؛ لما روته عائشة عن النبيّ صلى الله عليه و آله ؛ فقد روى البخاري عن جرير بن حازم ، عن يزيد بن رومان ، عن عروة ، عن عائشة أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لها : «يا عائشة لولا أنّ قومك حديثوا عهدٍ بالجاهليّة لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما اُخرج منه وألزقته بالأرض ، وجعلت له بابين باباً شرقيّاً وباباً غربيّاً، فبلغت به أساس إبراهيم عليه السلام »، فذلك الذي حمل ابن الزبير على هدمه .
قال يزيد : وشهدت ابن الزبير حين هدمه بناه ، وأدخل فيه من الحجر ، وقد رأيت أساس إبراهيم حجارة كأسنمة الإبل .
قال جرير : فقلت له : أين موضعه؟
قال : اُريكه الآن ، فدخلت معه الحجر ، فأشار إلى مكان ، قال : هاهنا .
قال جرير : فحرزت من الحجر ستّة أذرع ونحوها . ۲
وحكى طاب ثراه : أنّ ابن الزبير قال : سمعت عائشة تقول : إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال : «لولا أنّ الناس حديثوا عهد بالكفر لجعلت لها باباً يدخل الناس منه ، وباباً يخرج الناس منه ، ورددتها إلى بناء إبراهيم عليه السلام ، وليس عندي من النفقة ما يقوّيني على بنائه على ما كان عليه بناء إبراهيم عليه السلام » .
فقالت عائشة : أنا أجد ما أنفق ولست أخاف الناس ، فهدمها وبنى بناءً له بابان كما كان في الأوّل ، ثمّ هدّمها الحجّاج وبنى بناءً على نحو بناء قريش . ۳

1.الكافي، باب تحريم المدينة من أبواب الزيارات، ح ۱؛ وسائل الشيعة، ج ۱۴، ص ۳۶۰، ح ۱۹۳۸۶.

2.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۱۵۷.

3.اُنظر: صحيح مسلم، ج ۴، ص ۹۹.

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 137963
صفحه از 662
پرینت  ارسال به