قوله في حسنة معاوية بن عمّار : (ويوم عرفة يوم يُباهي اللّه به الملائكة ) . [ح 37 / 6899] قال طاب ثراه : أي يثني على مَن عبده في ذلك، وذلك المشعر من الناس، ويعظّمهم بحضرة الملائكة كما ورد في الأثر ، يقول للملائكة : «انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثاً غبرا، أشهدكم أنّي قد غفرت لهم » ۱ ، وهذا تذكير للملائكة في قولهم : «أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا»۲ ، وتحقيق لقوله : «إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ» .
قوله في خبر سعيد بن يسار : (قد ضحاهم بالشمس ) .[ح 44 / 6906] ضحى للشمس، إذا برَزَ، وضحّيتهُ أنا. ۳ والشعب: إصلاح الصدع ۴ ، والمراد هنا سدّ الفُرج بنفسه وبرجله، وهو مستحبّ؛ ليطمئنّ به للعبادة، ولا يضطرب نفسه عن السرقة والمختلسين.
باب فرض الحجّ والعمرة
وجوب الحجّ مع الاستطاعة مرّة في العمر من ضروريّات الإسلام ، وأمّا العمرة فقد أجمع الأصحاب على وجوبها كذلك ، ووافقنا في ذلك أكثر من خالفنا .
والأصل فيه قوله تعالى : «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للّهِِ»۵ بناءً على أنّ المراد الأمر بفعل الحجّ والعمرة وإتمامهما كما صرّح به أكثر المفسّرين .
ويستفاد من بعض الأخبار كحسنة عمر بن اُذينة ۶ ، وعن عليّ عليه السلام ۷ إتمامهما أن
1.التمهيد، ج ۱، ص ۱۲۱.
2.البقرة (۲) : ۳۰ .
3.اُنظر: صحاح اللغة، ج ۲، ص ۲۴۰۷ (ضحا).
4.صحاح اللغة، ج ۱، ص ۱۵۵ (شعب).
5.البقرة (۲) : ۱۹۶ .
6.هو الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي.
7.شرح معاني الآثار، ج ۲، ص ۱۶۰؛ التمهيد، ج ۲۰، ص ۱۶؛ جامع البيان للطبري، ج ۲، ص ۲۸۳، ح ۲۶۰۶؛ معاني القرآن للنحّاس، ج ۱، ص ۱۱۲؛ أحكام القرآن للجصّاص، ج ۱، ص ۳۱۹، و ج ۳، ص ۳۰۴؛ المستدرك للحاكم، ج ۳، ص ۲۷۶؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج ۴، ص ۳۴۱.