571
شرح فروع الکافي ج4

باب حجّ الصبيان والمماليك

فيه مسائل :

الاُولى : الصبيّ المميّز يحرم نفسه ويلبّي، ويجتنب من المحرّمات، ويأتي بالأفعال بإذن الوليّ وتعليمه ، وغير المميّز يحرم عنه الولي، ويأمره بالتلبية وسائر الأفعال إن أمكنه، وإلّا فيلبّي الولي عنه ويطوف به ويرمي عنه الولي ويجنّبه من المحرّمات .
ويدلّ عليه بعض أخبار الباب، وقد سبق القول فيه تفصيلاً .
الثانية : يجوز للقيّم له، بل يستحبّ على ما يظهر من الأخبار أن يؤخّر إحرامه عن مسجد الشجرة إلى العرج أو إلى الجحفة أو إلى بطنٍ مرّ.
والعَرْج بفتح المهملة وسكون الراء: قرية جامعة من أعمال الفُرع بضمّ الفاء وسكون الراء على أيّام من المدينة ۱ . والجحفة معروفة وستأتي إن شاء اللّه تعالى ، وبطن مرّ على مرحلة من مكّة. ۲
ويدلّ عليه خبر يونس بن يعقوب ۳ وحسنة معاوية بن عمّار. ۴ ويستفاد من بعض الأخبار استحباب تأخير تجريدهم إلى فخّ، وهو بئر على رأس فرسخ من مكّة للقادم من المدينة ۵ ، على أن يكون الإحرام عنهم في مسجد الشجرة، وهو خبر أيّوب ۶ ، وقد رواه الشيخ في الصحيح عن عبداللّه بن مسكان عنه بعينه ۷ ، وصحيحة عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى عليه السلام مثله. ۸ ولا يبعد القول بتخيير الوليّ بين الأمرين، والظاهر

1.مجمع البحرين، ج ۳، ص ۱۴۹ (عرج).

2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۳۳.

3.هو الحديث الثالث من هذا الباب من الكافي.

4.هو الحديث الرابع من هذا الباب من الكافي.

5.السرائر، ج ۱، ص ۵۶۹؛ قواعد الأحكام، ج ۱، ص ۴۲۸.

6.هو الحديث الثاني من هذا الباب من الكافي.

7.تهذيب الأحكام، ج ۵، ص ۴۰۹، ح ۱۴۲۱؛ وسائل الشيعة، ج ۱۱، ص ۳۳۶، ح ۱۴۹۵۵.

8.تهذيب الأحكام، ج ۵، ص ۴۰۹، ح ۱۴۲۲.


شرح فروع الکافي ج4
570

جوار بستان أبي جعفر المنصور، وكان قد اُلقي إلى أبي جعفر أمر داود بن زربيّ وأنّه رافضّي يختلف إلى أبي جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، فقال أبو جعفر : إنّي مطلّعٌ إلى طهارته، فإن هو توضّأ وضوء جعفر بن محمّد فأنّي لأعرف طهارته حقّقت عليه القول وقتلته ، فأطلَع وداود يتهيّأ للصلاة من حيث لا يراه، فأسبغ داود بن زربيّ الوضوء ثلاثاً ثلاثاً كما أمره أبو عبداللّه عليه السلام فما تمّ وضوءه حتّى بعث إليه أبو جعفر، فدعاه. قال : فقال داود : فلمّا أن دخلت عليه رحّب بي وقال : يا داود، قيل فيك شيءٌ باطل وما أنت كذلك، قد اطّلعت على طهارتك وليست طهارتك طهارة الرافضة، فاجعلني في حِلٍّ، وأمر له بمئة ألف درهم .
قال : فقال داود الرقّي : التقيت أنا داود بن زربيّ عند أبي عبداللّه عليه السلام فقال له داود بن زربيّ : جعلني اللّه فداك، حقنت دماءنا في دار الدنيا، ونرجو أن ندخل بيُمنك وبركتك الجنّة ، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : «فعل اللّه ذاك بك وبإخوانك من جميع المؤمنين» ، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : «حدّث داود الرقّي بما مرّ عليك حتّى تسكن روعته» ، قال : فحدّثته بالأمر كلّه ، قال : فقال أبو عبداللّه عليه السلام : «لهذا أفتيته؛ لأنّه كان أشرف على القتل من يد هذا العدوّ . ثمّ قال : «يا داود بن زربيّ، توضّأ مثنى مثنى ولا تزيدنّ عليه، فإنّك إن زدت عليه فلا صلاة لك» . ۱
قوله في صحيحة عبد الرحمن: (قال : تقيم عشرا لا تأتي الكعبة) إلخ .[ح 5 / 7052] قوله : (تقيم) إلى آخره [ح 5 / 7052] ، استفهام للتعجّب أو التوبيخ ، والسَّغب: المجاعة ۲ ، والمراد بالإهلال: الإحرام بالحجّ دون العمرة ، وفي بعض النسخ : «وكان الإهلال بالحجّ أحبّ إليَّ» .
قوله في موثّق سماعة : (يخرج إلى مُهَلّ أرضه) [ح 7 / 7054] أي إلى محلّ إحرام أهل بلاده وميقاتهم .

1.اختيار معرفة الرجال، ص ۶۰۰ ۶۰۱، ح ۵۶۴.

2.مختار الصحاح، ص ۱۶۱ (سغب)، و فيه: «السغب: الجوع،... و المسغبة: المجاعة».

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 137821
صفحه از 662
پرینت  ارسال به