229
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الرابع والتسعين والمائتين

۰.وُهَيْبٌ۱، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ : «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ»۲ ؟
قَالَ : «هِيَ شَفَاعَتُهُمْ وَرَجَاؤُهُمْ ، يَخَافُونَ أَنْ تُرَدَّ ۳ عَلَيْهِمْ أَعْمَالُهُمْ أَنْ لَمْ يُطِيعُوا اللّهَ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ وَيَرْجُونَ أَنْ يَقْبَلَ ۴ مِنْهُمْ» .

شرح

السند موثّق.
قوله: (وهيب).
في بعض النسخ: «وهيب بن حفص».
(عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: سألته).
في بعض النسخ: «سألت».
(عن قول اللّه عزّ وجلّ) في سورة المؤمنون «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا» .
قال البيضاوي: «أي يعطون ما أعطوه من الصدقات. وقرئ: «يأتون ما أتوا»، أي يفعلون ما فعلوا من الطاعات». ۵
«وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ» : خائفة، أن لا تقبل منهم، ولا يقع على الوجه اللّائق، فيؤاخذ به.
«أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ» ؛ لأنّ مرجعهم إليه، أو من أنّ مرجعهم إليه وهو يعلم ما يخفى عليهم.
أقول: قد مرَّ سابقا في ذيل حديث نادر قبيل حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله برواية حفص بن غياث عن أبي عبداللّه عليه السلام ، إلى أن قال: «ألا ومن عرف حقّنا، أو رجا الثواب بنا، ورضى بقوته نصف مدّ كلّ يوم، و[ما] يستر به عورته، وما أكنّ به رأسه، وهم مع ذلك واللّه خائفون وجِلون. ودّوا أنّه حظّهم من الدُّنيا، وكذلك وصفهم اللّه ـ عزّ وجلّ ـ حيث يقول: «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ» ما الذي أتوا به؟ أتوا واللّه بالطاعة مع المحبّة والولاية، وهم مع ذلك خائفون بأن لا يقبل منهم، وليس واللّه خوفهم خوف شكّ فيما هم فيه من إصابة الدِّين، ولكن خافوا أن يكونوا مقصّرين في محبّتنا وطاعتنا» الحديث. ۶
ولهذا قال بعض الأفاضل: «الظاهر أنّ قوله: (هي شفاعتهم) كان في الأصل شفقتهم، أي خوفهم، فصحّف». ۷
وقيل: لعلّ المراد بشفاعتهم دعاؤهم وتضرّعهم، كأنّهم شفعوا لأنفسهم، أو طلب الشفاعة من غيرهم، فيقدّر فيه مضاف. قال: ويحتمل أن يكون المراد بالشفاعة مضاعفة أعمالهم. قال الفيروزآبادي: «الشفع: خلاف الوتر، وهو الزوج. وقد شفعه: كمنعه». ۸
وقوله تعالى: و «مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً»۹ أي يزد عملاً إلى عمل. ۱۰
(ورجاؤهم) عطف على «شفاعتهم».
(يخافون أن ترد عليهم أعمالهم) أي لم تكن مقبولة.
(أن لم يطيعوا اللّه عزّ وجلّ).
يحتمل كون «أن» بفتح الهمزة وكسرها. وقال بعض الشارحين:
ضمير التأنيث في قوله: «هي شفاعتهم» راجع إلى «ما»، والتأنيث لرعاية المعنى، أو باعتبار الخبر. والمراد بشفاعتهم ورجاءهم شفاعة الأئمّة لهم، ورجاؤهم لها، وبقبول الأعمال لمحبّتهم. فالآية في وصف المحبّين للأوصياء عليهم السلام ، بأنّهم مع ذلك يخافون أن تردّ عليهم أعمالهم؛ لأجل أنّهم لم يطيعوا اللّه ـ عزّ وجلّ ـ في الأمر بمحبّتهم وطاعتهم كما هي.
(ويرجون) مع ذلك (أن يقبل منهم أعمالهم) باعتبار الانتساب إليهم، والإقرار بولايتهم. ۱۱

1.السند معلّق على سابقه، ويروي عن وهيب، حميد بن زياد عن الحسن بن محمّد.

2.المؤمنون (۲۳): ۶۰.

3.في بعض نسخ الكافي: «أن يردّ».

4.في بعض نسخ الكافي: «أن تقبل».

5.تفسير البيضاوي، ج ۴، ص ۱۶۰.

6.الكافي، ج ۸، ص ۱۲۸، ح ۹۸.

7.قاله العلّامة المجلسي رحمه اللهفي مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۶۴ مع اختلاف في اللفظ.

8.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۴۵.

9.. النساء (۴): ۸۵.

10.القائل هو العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۶۴.

11.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۰۷ مع اختلاف يسير في اللفظ.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
228
  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 231075
صفحه از 607
پرینت  ارسال به