405
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

البضاعة المزجاة المجلد الثالث
404

شرح

السند ضعيف.
قوله: (إنّك قد شهرت نفسك).
في القاموس: «الشهرة ـ بالضمّ ـ : ظهور الشيء في شنعة شهره ـ كمنعه ـ وشهّره واشتهره، فاشتهر». ۱
(بهذا الأمر) أي بأمر الخلافة.
(وجلست مجلس أبيك) يعني دعوت الناس إلى متابعتك مثل أبيك.
(وسيف هارون يقطّر الدم).
الواو للحال. وهذا كناية عن سوطته وقهره وغضبه على مَن ادّعى هذا الأمر. يُقال: قطر الماء ـ كنصر ـ قطرانا، وقطرته أيضا قطرا، وقطّرته تقطيرا.
(فقال: جرّأني على هذا).
في القاموس: الجرأة ـ كالجرعة ـ : الشجاعة. جرؤ ـ ككرم ـ فهو جريء، وجرّأته عليه تجريئا فاجترأ». ۲
و قيل: في هذا الخبر دلالة على أنّه كان يختلف أحوالهم عليهم السلام في التقيّة وعدمها بحسب ما كانوا يعلمون بما يختصّهم من العلوم من إمكان تسلّط خلفاء الجور عليهم وعدمه. ۳

متن الحديث الواحد والسبعين والثلاثمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ زُرْعَةَ۴، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :تَعَرَّضَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِجَارِيَةِ رَجُلٍ عَقِيلِيٍّ ، فَقَالَتْ لَهُ : إِنَّ هذَا الْعُمَرِيَّ قَدْ آذَانِي ، فَقَالَ لَهَا : عِدِيهِ وَأَدْخِلِيهِ الدِّهْلِيزَ ، فَأَدْخَلَتْهُ فَشَدَّ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ وَأَلْقَاهُ فِي الطَّرِيقِ ، فَاجْتَمَعَ الْبَكْرِيُّونَ وَالْعُمَرِيُّونَ وَالْعُثْمَانِيُّونَ ، وَقَالُوا : مَا لِصَاحِبِنَا كُفْوٌ ، لَنْ نَقْتُلَ بِهِ إِلَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، وَمَا قَتَلَ صَاحِبَنَا غَيْرُهُ ، وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام قَدْ مَضى نَحْوَ قُبَا ، فَلَقِيتُهُ بِمَا اجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : «دَعْهُمْ».
قَالَ ۵ : فَلَمَّا جَاءَ وَرَأَوْهُ وَثَبُوا عَلَيْهِ وَقَالُوا : مَا قَتَلَ صَاحِبَنَا أَحَدٌ غَيْرُكَ ، وَمَا نَقْتُلُ بِهِ أَحَدا غَيْرَكَ ، فَقَالَ : «لِيُكَلِّمْنِي ۶ مِنْكُمْ جَمَاعَةٌ» فَاعْتَزَلَ قَوْمٌ مِنْهُمْ ، فَأَخَذَ بِأَيْدِيهِمْ ، فَأَدْخَلَهُمُ ۷ الْمَسْجِدَ ، فَخَرَجُوا وَهُمْ يَقُولُونَ : شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، مَعَاذَ اللّهِ أَنْ يَكُونَ مِثْلُهُ يَفْعَلُ هذَا وَلَا يَأْمُرُ بِهِ ، انْصَرِفُوا ۸ .
قَالَ : فَمَضَيْتُ مَعَهُ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا كَانَ أَقْرَبَ رِضَاهُمْ مِنْ سَخَطِهِمْ؟
قَالَ : «نَعَمْ ، دَعَوْتُهُمْ ، فَقُلْتُ : أَمْسِكُوا ، وَإِلَا أَخْرَجْتُ الصَّحِيفَةَ».
فَقُلْتُ : وَمَا هذِهِ الصَّحِيفَةُ، جَعَلَنِيَ اللّهُ فِدَاكَ؟
فَقَالَ : «إِنَّ ۹ أُمَّ الْخَطَّابِ كَانَتْ أَمَةً لِلزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَسَطَّرَ ۱۰ بِهَا نُفَيْلٌ ، فَأَحْبَلَهَا ، فَطَلَبَهُ الزُّبَيْرُ ، فَخَرَجَ هَارِبا إِلَى الطَّائِفِ ، فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ خَلْفَهُ ، فَبَصُرَتْ بِهِ ثَقِيفٌ ، فَقَالُوا : يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، مَا تَعْمَلُ هاهُنَا؟ قَالَ : جَارِيَتِي سَطَّرَ ۱۱ بِهَا نُفَيْلُكُمْ ، فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى الشَّامِ ، وَخَرَجَ الزُّبَيْرُ فِي تِجَارَةٍ لَهُ إِلَى الشَّامِ ، فَدَخَلَ عَلى مَلِكِ الدُّومَةِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ ، قَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ؟ فَقَالَ : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِكَ قَدْ أَخَذْتَ وَلَدَهُ فَأُحِبُّ أَنْ تَرُدَّهُ عَلَيْهِ ، قَالَ ۱۲ : لِيَظْهَرْ لِي حَتّى أَعْرِفَهُ ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلَ إِلَى ۱۳ الْمَلِكِ ، فَلَمَّا رَآهُ الْمَلِكُ ضَحِكَ ، فَقَالَ : مَا يُضْحِكُكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ؟ قَالَ : مَا أَظُنُّ هذَا الرَّجُلَ وَلَدَتْهُ عَرَبِيَّةٌ ، لَمَّا رَآكَ قَدْ دَخَلْتَ لَمْ يَمْلِكِ اسْتَهُ أَنْ جَعَلَ يَضْرِطُ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، إِذَا صِرْتُ إِلى مَكَّةَ قَضَيْتُ حَاجَتَكَ ، فَلَمَّا قَدِمَ الزُّبَيْرُ تَحَمَّلَ عَلَيْهِ بِبُطُونِ قُرَيْشٍ كُلِّهَا أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ ابْنَهُ فَأَبى ، ثُمَّ تَحَمَّلَ عَلَيْهِ بِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ : مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ عَمَلٌ ، أَ مَا عَلِمْتُمْ مَا فَعَلَ فِي ابْنِي فُلَانٍ؟ وَلكِنِ امْضُوا أَنْتُمْ إِلَيْهِ ، فَقَصَدُوهُ وَكَلَّمُوهُ ، فَقَالَ لَهُمُ الزُّبَيْرُ : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَهُ دَوْلَةٌ ، وَإِنَّ ابْنَ هذَا ابْنُ الشَّيْطَانِ ، وَلَسْتُ آمَنُ أَنْ يَتَرَأَّسَ عَلَيْنَا ، وَلكِنْ أَدْخِلُوهُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ عَلَيَّ عَلى أَنْ أُحْمِيَ لَهُ حَدِيدَةً ، وَأَخُطَّ فِي وَجْهِهِ خُطُوطا ، وَأَكْتُبَ عَلَيْهِ وَعَلى ابْنِهِ : أَلَا يَتَصَدَّرَ فِي مَجْلِسٍ ، وَلَا يَتَأَمَّرَ عَلى أَوْلَادِنَا ، وَلَا يَضْرِبَ مَعَنَا بِسَهْمٍ .
قَالَ : فَفَعَلُوا ، وَخَطَّ وَجْهَهُ بِالْحَدِيدَةِ ، وَكَتَبَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ وَذلِكَ الْكِتَابُ عِنْدَنَا ، فَقُلْتُ لَهُمْ : إِنْ أَمْسَكْتُمْ ، وَإِلَا أَخْرَجْتُ الْكِتَابَ ، فَفِيهِ فَضِيحَتُكُمْ ، فَأَمْسَكُوا» .
وَتُوُفِّيَ مَوْلًى لِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمْ يُخَلِّفْ وَارِثا ، فَخَاصَمَ فِيهِ وُلْدُ الْعَبَّاسِ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، وَكَانَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدْ حَجَّ فِي تِلْكَ السَّنَةِ ، فَجَلَسَ لَهُمْ ، فَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ : الْوَلَاءُ لَنَا ، وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «بَلِ الْوَلَاءُ لِي».
فَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ : إِنَّ أَبَاكَ قَاتَلَ مُعَاوِيَةَ .
فَقَالَ : «إِنْ كَانَ أَبِي قَاتَلَ مُعَاوِيَةَ ، فَقَدْ كَانَ حَظُّ أَبِيكَ فِيهِ الْأَوْفَرَ ، ثُمَّ فَرَّ بِجِنَايَتِهِ ۱۴ » وَقَالَ : «وَاللّهِ لَأُطَوِّقَنَّكَ غَدا طَوْقَ الْحَمَامَةِ ».
فَقَالَ لَهُ ۱۵ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ : كَلَامُكَ هذَا أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ بَعْرَةٍ فِي وَادِي الْأَزْرَقِ .
فَقَالَ : «أَمَا إِنَّهُ وَادٍ لَيْسَ لَكَ وَلَا لِأَبِيكَ فِيهِ حَقٌّ» .
قَالَ : فَقَالَ هِشَامٌ : إِذَا كَانَ غَدا جَلَسْتُ لَكُمْ ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام وَمَعَهُ كِتَابٌ فِي كِرْبَاسَةٍ ، وَجَلَسَ لَهُمْ هِشَامٌ ، فَوَضَعَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام الْكِتَابَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلَمَّا أَنْ قَرَأَهُ قَالَ: ادْعُوا لِي جَنْدَلَ الْخُزَاعِيَّ وَعُكَّاشَةَ الضَّمِيرِيَّ ۱۶ ـ وَكَانَا شَيْخَيْنِ قَدْ أَدْرَكَا الْجَاهِلِيَّةَ ـ فَرَمى بِالْكِتَابِ إِلَيْهِمَا ، فَقَالَ : تَعْرِفَانِ هذِهِ الْخُطُوطَ؟ قَالَا : نَعَمْ ، هذَا خَطُّ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ ، وَهذَا خَطُّ فُلَانٍ وَفُلَانٍ لِفُلَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَهذَا خَطُّ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ .
فَقَالَ هِشَامٌ : يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، أَرى خُطُوطَ أَجْدَادِي عِنْدَكُمْ؟ فَقَالَ : «نَعَمْ». قَالَ : فَقَدْ ۱۷ قَضَيْتُ بِالْوَلَاءِ لَكَ .
قَالَ : فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ :
إِنْ عَادَتِ الْعَقْرَبُ عُدْنَا لَهَاوَكَانَتِ النَّعْلُ لَهَا حَاضِرَةْ
قَالَ : فَقُلْتُ : مَا هذَا الْكِتَابُ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟
قَالَ : «فَإِنَّ نَثِيلَةَ ۱۸ كَانَتْ أَمَةً لِأُمِّ الزُّبَيْرِ وَلِأَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللّهِ ، فَأَخَذَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ، فَأَوْلَدَهَا فُلَانا ، فَقَالَ لَهُ الزُّبَيْرُ : هذِهِ الْجَارِيَةُ وَرِثْنَاهَا مِنْ أُمِّنَا ، وَابْنُكَ هذَا عَبْدٌ لَنَا ، فَتَحَمَّلَ عَلَيْهِ بِبُطُونِ قُرَيْشٍ ، قَالَ : فَقَالَ ۱۹ : قَدْ أَجَبْتُكَ عَلى خَلَّةٍ عَلى أَنْ لَا يَتَصَدَّرَ ابْنُكَ هذَا فِي مَجْلِسٍ ، وَلَا يَضْرِبَ مَعَنَا بِسَهْمٍ ، فَكَتَبَ عَلَيْهِ كِتَابا ، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ ، فَهُوَ هذَا الْكِتَابُ» .

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۶۵ (شهر).

2.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۰ (جرأ) مع التلخيص.

3.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۴۴.

4.في أكثر نسخ الكافي: «عن أحمد بن زرعة» بدل «عن أحمد، عن زرعة».

5.في بعض نسخ الكافي والوافي: - «قال».

6.في أكثر نسخ الكافي: «لتكلّمني».

7.في بعض نسخ الكافي: «واُدخلهم».

8.في بعض نسخ الكافي: «فانصرفوا».

9.في بعض نسخ الكافي: - «إنّ».

10.في بعض نسخ الكافي والوافي: «فشطر».

11.في بعض نسخ الكافي: «شطّر».

12.في بعض نسخ الكافي والوافي: «فقال».

13.في الطبعة القديمة والوافي: «على».

14.في الطبعة القديمة ومرآة العقول: «بخيانته».

15.في بعض نسخ الكافي: - «له».

16.في كلتا الطبعتين وبعض نسخ الكافي: «الضمريّ».

17.في بعض نسخ الكافي: «قد».

18.في الطبعة الجديدة وبعض نسخ الكافي: «نتيلة». وفي بعضها: «نفيلة».

19.في بعض نسخ الكافي والوافي: + «له».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 231110
صفحه از 607
پرینت  ارسال به