459
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الرابع والتسعين والثلاثمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعا ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، قَالَ :قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : إِنِّي رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ ، وَأَنَا أَدِينُ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِأَنَّكُمْ مَوَالِيَّ ، وَقَدْ يَسْأَلُنِي بَعْضُ مَنْ لَا يَعْرِفُنِي ، فَيَقُولُ لِي : مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ فَأَقُولُ لَهُ : أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ ، ثُمَّ مِنْ بَجِيلَةَ ، فَعَلَيَّ فِي هذَا إِثْمٌ حَيْثُ ۱ لَمْ أَقُلْ : إِنِّي مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ؟
فَقَالَ : «لَا ، أَلَيْسَ هَوَاكَ وَ قَلْبُكَ ۲ مُنْعَقِدا عَلى أَنَّكَ مِنْ مَوَالِينَا؟».
فَقُلْتُ : بَلى وَاللّهِ .
فَقَالَ : «لَيْسَ عَلَيْكَ فِي أَنْ تَقُولَ : أَنَا مِنَ الْعَرَبِ ، إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْعَرَبِ فِي النَّسَبِ وَالْعَطَاءِ وَالْعَدَدِ وَالْحَسَبِ ، فَأَنْتَ ۳ فِي الدِّينِ وَمَا حَوَى الدِّينُ بِمَا تَدِينُ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ مِنْ طَاعَتِنَا ، وَ الْأَخْذِ بِهِ مِنَّا مِنْ مَوَالِينَا وَمِنَّا وَإِلَيْنَا» .

1.في بعض نسخ الكافي وشرح المازندراني والوافي: + «إنّي».

2.في كلتا الطبعتين: «قلبك وهواك».

3.في الطبعة الجديدة وأكثر نسخ الكافي: «وأنت».


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
458

شرح

السند ضعيف.
قوله: (يقسم لحظاته) جمع لحظة، وهي النظر بمؤخّر العينين. يُقال: لحظه ـ كمنعه ـ لحظا ولحظانا محرّكة، والمرّة منه لحظة بين أصحابه.
وقوله عليه السلام : (ينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسويّة) بيان لقسمة النظر، ويظهر منه استحباب تسوية النظر سيّما للعلماء والاُمراء والحكّام ومن يرجع إليه الناس في الاُمور، وهو من الاُمور المرغوبة المستحسنة في المجالسة والمصاحبة، وفيه فوائد كثيرة منها الاستئناس وجلب مودّة القلوب وعدم انكسارها ورفع التحاسد والتعاند ونحوها.

متن الحديث الثالث والتسعين والثلاثمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «مَا كَلَّمَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله الْعِبَادَ بِكُنْهِ عَقْلِهِ قَطُّ ، قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلى قَدْرِ عُقُولِهِمْ» .

شرح

السند مجهول.
قوله: (ما كلّم رسول اللّه صلى الله عليه و آله العباد بكنه عقله قطّ).
قال الفيروزآبادي: «كلّمه تكليما وتكلّم تكلّما: تحدّث». ۱
وقال: «الكُنه ـ بالضمّ ـ : جوهر الشيء، وغايته، وقدره، ووجهه». ۲
قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : (إنّا معاشر الأنبياء اُمرنا) على البناء للمفعول (أن نُكلِّم الناس على قدر عقولهم).
في كثير من النسخ: «معشر الأنبياء».
في القاموس: «المعشر ـ كمقعد ۳ ـ : الجماعة». ۴
وأقول: قوله عليه السلام : «إنّا» مبتدأ، وقوله: «اُمرنا» مع ما يتعلّق به خبره، وقوله: «معاشر الأنبياء» منصوب على الاختصاص، والمراد أنّه صلى الله عليه و آله ما كلّم أحدا ممّن لم يكن أهلاً لجميع الأسرار والغوامض بقدر ما بلغه عقله الشريف وغايته؛ لأنّ عقول أكثر العباد قاصرة عنه كعقول الأطفال مثلاً بالنسبة إلى عقول الكاملين من العلماء، فيكون التكلّم بالأسرار المعضلة والمسائل المشكلة الدقيقة معهم سببا لحيرتهم وضلالتهم.
ويفهم من هذا الخبر كيفيّة التعليم، ووجوب رعاية حال المتعلِّم في التفهيم، وأنّه لابدّ أن يخفى عن الناس ما لا يصل إليه عقولهم ولا يقبله أحلامهم، وأنّ الحكيم هو الذي يعرف موارد الكلام، فيأتي به على وفق مقتضى المقام. ويظهر من كثير من الأخبار أنّ هذا الحكم مقصور على غير أهل بيت العصمة عليهم السلام ، وأنّه صلى الله عليه و آله كلّمهم ما بلغ إليه عقله.

1.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۷۲ (كلم) مع التلخيص.

2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۹۲ (كنه).

3.في المصدر: «كمسكن».

4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۹۰ (عشر).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 231100
صفحه از 607
پرینت  ارسال به