533
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث السادس والعشرين والأربعمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ وَعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الدَّيْلَمِ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «حَمَلَ نُوحٌ عليه السلام فِي السَّفِينَةِ الْأَزْوَاجَ الثَّمَانِيَةَ الَّتِي قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ [...] وَمِنَ الْاءِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ»۱ فَكَانَ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ : زَوْجٌ دَاجِنَةٌ يُرَبِّيهَا النَّاسُ ، وَالزَّوْجُ الْاخَرُ الضَّأْنُ الَّتِي تَكُونُ فِي الْجِبَالِ الْوَحْشِيَّةُ أُحِلَّ لَهُمْ صَيْدُهَا ؛ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ : زَوْجٌ دَاجِنَةٌ يُرَبِّيهَا ۲ النَّاسُ ، وَالزَّوْجُ الْاخَرُ الظَّبْيُ الَّتِي تَكُونُ فِي الْمَفَاوِزِ ؛ وَمِنَ الْاءِبِلِ اثْنَيْنِ : الْبَخَاتِيُّ ۳ وَالْعِرَابُ ؛ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ : زَوْجٌ دَاجِنَةٌ لِلنَّاسِ ، وَالزَّوْجُ الْاخَرُ الْبَقَرُ الْوَحْشِيَّةُ ، وَكُلُّ طَيْرٍ طَيِّبٍ وَحْشِيٍّ أَوْ إِنْسِيٍّ ، ثُمَّ غَرِقَتِ الْأَرْضُ» .

شرح

السند ضعيف، والظاهر أنّ محمّد بن أبي عبداللّه محمّد بن جعفر بن محمّد بن عون الأسدي الثقة.
قوله: (قال: حمل نوح عليه السلام في السفينة الأزواج الثمانية التي قال اللّه عزّ وجلّ) في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ» إلى قوله: «وَمِنْ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللّه ُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ»۴ .
«ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ» .
قال البيضاوي:
هو بدل من «حَمُولَةً» و «فَرْشا» ، [أو مفعول] «كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللّه ُ» . و «لَاتَتَّبِعُوا» معترض بينهم، أو فعل دلَّ عليه، أو حال ممّا والزوج ما معه آخر من جنسه يزاوجه، وقد يُقال لمجموعهما، والمراد الأوّل.
«مِنْ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ» ؛ زوجين اثنين: الكبش والنعجة، وهو بدل من «ثَمَانِيَةَ» .
«وَمِنْ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ» أي التيس والعنز.
«قُلْ أَالذَّكَرَيْنِ» ذكر الضأن وذكر المعز.
«حَرَّمَ أَمْ الْأُنْثَيَيْنِ» أم انثييهما، ونصب الذكرين والانثيين بحرّم.
«أَمَّا اشْتَمَلَتْ» أرحام الانثيين، أو ما حملت إناث الجنسين ذكرا كان أو اُنثى.
«نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ» بأمر معلوم يدلّ على أنّه حرّم شيئا من ذلك.
«إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ» في دعوى التحريم عليه.
«وَمِنْ الْاءِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ أَالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمْ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ»۵ كما سبق، والمعنى إنكار أنّ اللّه حرّم من الأجناس الأربعة، ذكرا أو اُنثى، أو ما تحمل إناثها ردّا عليهم؛ فإنّهم كانوا يحرّمون ذكور الأنعام تارةً وذكور الإناث تارةً، وأولادها كيف كانت تارةً زاعمين أنّ اللّه حرّمها، انتهى. ۶
(وكان من الضأن اثنين زوج واُخته).
المراد بالزوج هنا خلاف الفرد، ويقال للاثنين: هما زوجان وهما زوج.
والداجنة: الأهليّة، وهي خلاف الوحشيّة.
قال في النهاية: «الداجن: الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم؛ يُقال: شاة داجنه». ۷
وقال الجوهري: «دجن بالمكان دجونا: أقام به. ابن السكّيت: شاة داجن: إذا ألفت البيوت واستأنست. قال: ومن العرب من يقولها بالهاء، وكذلك غير الشاة» انتهى. ۸
والظباء: جمع الظبي، وهو معروف. والظاهر أنّ المراد بها هنا المعز الوحشيّة بقرينة قَرْينيه.
وقال الفيروزآبادي: «وهي البخت ـ بالضمّ ـ : الإبل الخراسانيّة، كالبختيّة. الجمع بخاتي وبخاتي وبخات». ۹
وقال الجوهري:
البخت من الإبل معرّب، وبعضهم يقول: عربيّ، الواحد: بختي، والاُنثى: بختيّة، وجمعه: بخاتي، غير مصروف؛ لأنّه بزنة جمع الجمع، ولك أن تخفّف الياء فتقول: البخاتي. ۱۰
وقال: «الإبل العراب والخيل العراب خلاف البخاتي والبراذين». ۱۱
وفي القاموس: «الإنس: البشر. والاُنس ـ بالضمّ، وبالتحريك ـ والاُنسة محرّكة: ضدّ الوحشة». ۱۲
إذا عرفت هذا فنقول: اختلف القرّاء في قراءة قوله تعالى في سورة هود: «قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا»۱۳ في السفينة من كلّ نوع من الحيوانات المنتفع بها زوجين اثنين ذكرا أو اُنثى، وحمل القراءة الثانية معناه اثنين من كلّ زوجين من كلّ صنف ذكر وصنف اُنثى، ولا يذهب عليك أنّ تفسيره عليه السلام على القراءتين جميعا من غير ارتكاب تكلّف.

1.الأنعام (۶): ۱۴۳ و ۱۴۴.

2.في بعض نسخ الكافي والوافي: «تربّيها».

3.في بعض نسخ الكافي: «النجاتي».

4.. الأنعام (۶): ۱۴۱ ـ ۱۴۲.

5.. الأنعام (۶): ۱۴۴.

6.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۴۵۹ مع التلخيص واختلاف في اللفظ.

7.النهاية، ج ۲، ص ۱۰۲ (دجن).

8.الصحاح، ج ۲، ص ۱۰۲ (دجن).

9.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۴۲ (بخت) مع اختلاف في اللفظ.

10.الصحاح، ج ۱، ص ۲۴۳ (بخت) مع التلخيص.

11.الصحاح، ج ۱، ص ۱۷۹ (عرب).

12.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۹۸ (أنس).

13.هود (۱۱): ۴۰.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
532

متن الحديث الخامس والعشرين والأربعمائة

۰.عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ الثَّوْرِيِّ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «كَانَ طُولُ سَفِينَةِ نُوحٍ عليه السلام أَلْفَ ذِرَاعٍ وَمِائَتَيْ ذِرَاعٍ، وَعَرْضُهَا ثَمَانُمِائَةِ ذِرَاعٍ ، وَطُولُهَا فِي السَّمَاءِ ثَمَانِينَ ذِرَاعا ۱ ، وَسَعَتْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ ، ثُمَّ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ» .

شرح

السند ضعيف.
قوله: (وسعت) من السعي.
(بين الصفا والمروة، وطافت بالبيت سبعة أشواط).
قيل: الظاهر أنّ «سبعة أشواط» متعلّق بالسّعي والطواف على سبيل التنازع، والواو لا يدلّ على الترتيب، فلا ينافي تأخّر السّعي عن طواف الزيارة. ويمكن أن يُراد بالطواف طواف النساء؛ فإنّه متأخّر عن السّعي لطواف الزيارة. ۲
قال بعض الأفاضل: «لا ينافي عظم السفينة سعيها بين الصفا والمروة؛ لما سيأتي من ارتفاع الماء عن الجبلين».
قال: «ويحتمل أن يكون سعيها بحذائهما بأن لا يدخل بينهما، أو بأن يدخل مؤربا من أحد جانبي [أحد] الجبلين، ويخرج من الجانب الآخر [من الجبل الآخر]» ۳ .

1.في أكثر نسخ الكافي: - «ذراعا».

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۰۰ مع اختلاف يسير في اللفظ.

3.القائل هو العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۳۰۲.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 231062
صفحه از 607
پرینت  ارسال به