مقدمه كتاب ترتيب أسانيد الكافى - صفحه 605

مقدمه كتاب ترتيب أسانيد الكافى ۱

المجمع العالمى للتقريب بين المذاهب الاسلاميه

چكيده

اين كتاب، مشتمل بر مقدمه هاى سيد حسين طباطبايى بروجردى بر پنج كتاب حديثى، رجالى و فقهى است . به دليل اهميت اين مقدمه ها، به جمع آورى و تصحيح آنها اقدام شده و به همراه تعليقاتى، اين مجموعه را به طور مستقل ارائه شده است .
اولين اين مقدمه ها، مقدمه بر كتاب ترتيب اسانيد الكافى است .

المقدمة الاولى: فى ترجمة المصنف وكتابه الكافى

قال الشيخ فى (لم) من رجاله: محمد بن يعقوب الكلينى، يكنى أبا جعفر الأعور، جليل القدر، عالم بالأخبار، وله مصنفات يشتمل عليها الكتاب المعروف بالكافى، مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة فى شعبان ببغداد، ودفن بباب الكوفة، وذكرنا كتبه فى الفهرست انتهى. ۲
وقال فى الفهرست: محمد بن يعقوب الكلينى يكنى أبا جعفر ثقة عارف بالاخبار، له كتب منها كتاب الكافى، وهو يشتمل على ثلاثين كتابا أوّله كتاب العقل وفضل العلم، وكتاب التوحيد، وكتاب الحجة، وكتاب الأيمان والكفر، وكتاب الدعاء، وكتاب فضائل القرآن، وكتاب الطهارة والحيض، وكتاب الصلوة، وكتاب الزكوة، وكتاب الصوم، وكتاب الحج، وكتاب النكاح، وكتاب الطلاق، وكتاب العتق والتدبير والمكاتبة، وكتاب الايمان والنذور والكفارات، وكتاب المعيشة، وكتاب الشهادات، وكتاب القضايا والأحكام، وكتاب الجنائز، وكتاب الوقوف والصدقات، وكتاب الصيد والذبايح، وكتاب الاطمعة والاشربة، وكتاب الدواجن والرواجن، وكتاب الزى والتجمل، وكتاب الجهاد، وكتاب الوصايا، وكتاب الفرائض، وكتاب الحدود، وكتاب الديات، وكتاب الروضة، وله كتاب الرسائل، وكتاب الرد على القرامطة، وكتاب تعبير الرؤيا. أخبرنا بجميع كتبه ورواياته الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان عن أبى القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمى، عن محمد بن يعقوب بجميع كتابه.
وأخبرنا السيّد الحسين بن عبيد اللّه قراءة عليه أكثر كتاب الكافى، عن جماعة منهم أبو غالب أحمد بن محمد الزرارى، وأبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، وأبو عبد اللّه أحمد بن إبراهيم الصيمرى المعروف بابن أبى رافع، وأبو محمد هارون بن موسى التلعكبرى، وأبو المفضل محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيبانى كلهم عن محمد بن يعقوب.
وأخبرنا السيد الأجل المرتضى، عن أبى الحسين أحمد بن على بن سعيد الكوفى، عن الكلينى.
وأخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبدون عن أحمد بن إبراهيم الصيمرى وأبى الحسين عبد الكريم بن عبد اللّه بن نصر البزاز بتنيس وبغداد عن أبى جعفر محمد بن يعقوب الكلينى بجميع مصنفاته ورواياته، وتوفى محمد بن يعقوب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ببغداد ودفن بباب الكوفة فى مقبرتها.
قال ابن عبدون: رأيت قبره فى صراة الطائى وعليه لوح مكتوب فيه اسمه واسم ابيه انتهى. ۳
وقال فى مشيخة التهذيب: فما ذكرته فى هذا الكتاب عن محمد بن يعقوب الكلينى فقد أخبرنا به الشيخ.... وساق كلامه فى ذكر طرقه على نحو ما ذكره فى الفهرست، غير انه اسقط طريق الاجل المرتضى.
وقال فى آخره بعد قوله بتنيس وبغداد عن أبى جعفر محمد بن يعقوب الكلينى جميع مصنفاته واحاديثه سماعا واجازة ببغداد بباب الكوفة بدرب السلسلّة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة انتهى. ۴
وقال النجاشى فى فهرسته: محمد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر الكلينى، وكان خاله علّان الكلينى الرازى شيخ أصحابنا فى وقته بالرى ووجههم، وكان اوثق الناس فى الحديث واثبتهم، صنف كتابه الكبير المعروف بالكلينى يسمى الكافى فى عشرين سنة، شرح كتبه: كتاب العقل، كتاب فضل العلم، كتاب التوحيد، كتاب الحجة، كتاب الايمان والكفر، كتاب الوضوء والحيض، كتاب الصلوة، كتاب الصّيام، كتاب الزكوة والصدقة، كتاب النكاح والعقيقة، كتاب الشهادات، كتاب الحج، كتاب الطلاق، كتاب الحدود، كتاب العتق، كتاب الديات، كتاب الأيمان والنذور والكفارات، كتاب المعيشة، كتاب الصيد والذبايح، كتاب الجنائز، كتاب العشرة، كتاب الدعاء، كتاب الجهاد، كتاب فضل القرآن، كتاب الاطعمة، كتاب الاشربة، كتاب الزى والتجمل، كتاب الدواجن والرواجن، كتاب الوصايا، كتاب الفرائض، كتاب الروضة.
وله غير كتاب الكافى: كتاب الرد على القرامطة، كتاب رسائل الائمة عليهم السلام ، كتاب تعبير الرؤيا، وكتاب الرجال، كتاب ما قيل فى الائمة عليهم السلام من الشعر.
كنت اتردد إلى المسجد المعروف بمسجد اللؤلؤى، وهو مسجد نفطويه النحوى اقرأ القرآن على صاحب المسجد، وجماعة من أصحابنا يقرأون كتاب الكافى على أبى الحسين أحمد بن أحمد الكوفى الكاتب، حدثكم محمد بن يعقوب الكلينى.
ورأيت أبا الحسين العقرائى يرويه عنه.
وروينا كتبه كلها عن جماعة شيوخنا محمد بن محمد والحسين بن عبيد اللّه وأحمد بن على بن نوح، عن أبى القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عنه.
ومات أبو جعفر الكلينى ببغداد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، سنة تناثر النجوم، وصلى عليه محمد بن جعفر الحسنى أبو قيراط، ودفن بباب الكوفة، وقال لنا أحمد بن عبدون: كنت اعرف قبره وقد درس رحمه اللهانتهى ۵ .
أقول قد اختلف كلام هذين الشيخين فى بيان الكتب التى يشتمل عليها كتاب الكافى وفى عددها وترتيبها وكلاهما مخالف لما هو الموجود فيما بأيدينا من نُسَخِه، فانّ كتبه فى النسخ الموجودة فى زماننا خمسة وثلاثون كتابا بهذا الترتيب:
كتاب العقل والجهل، كتاب فضل العلم، كتاب التوحيد، كتاب الحجة، كتاب الايمان والكفر، كتاب الدعاء، كتاب فضل القرآن، كتاب العشرة، كتاب الطهارة، كتاب الحيض، كتاب الجنائز، كتاب الصلوة، كتاب الزكوة، كتاب الصيام، كتاب الحج، كتاب الجهاد، كتاب المعيشة، كتاب النكاح، كتاب العقيقة، كتاب الطلاق، كتاب العتق والتدبير والكتابة، كتاب الصيد، كتاب الذبايح، كتاب الاطعمة، كتاب الاشربة، كتاب الزى والتجمل، كتاب الدواجن، كتاب الوصايا، كتاب الفرائض، كتاب الحدود، كتاب الديات والقصاص، كتاب الشهادات، كتاب القضايا والأحكام، كتاب الأيمان والنذور والكفارات، كتاب الروضة.
فالشيخ اسقط منها: كتاب العشرة، وكتاب العقيقة راسا وجعل كتابى العقل وفضل العلم واحدا، ووحّد أيضا كتابى الطهارة والحيض، وكتابى الصيد والذبايح، وكتابى الاطعمة والاشربة.
وزاد عليها كتاب الوقوف والصدقات قبل كتاب الصيد، وهو ليس موجودا فيما بأيدينا، نعم ذكر بعض أخبارها فى كتاب الوصايا، فلهذه الامور جعلها ثلاثين.
والنجاشى اسقط من الكتب الموجودة كتاب القضايا والأحكام، ووحّد كتابى النكاح والعقيقة، وكتابى الصيد والذبايح، وكتابى الطهارة والحيض مع تبديله الطهارة بالوضوء، فبهذا صارت عنده احد وثلاثين كتابا.
وقد اتفقا على ان كتاب الروضة من جملة كتبه وانه خاتمها، فما يرى فى بعض نسخ الكتاب من اسقاطه رأسا وفى بعضها من كتابته بين كتاب العشرة وكتاب الطهارة، وفى كلمات بعض المتأخرين من نفى كونه منها أو التردد فيه خطأ، فانهما قد روياه بما كان مشتملاً عليها من الكتب التى ذكرها ومنها الروضة عن خمسة من الشيوخ وهم رووه عن سبعة من شيوخهم كلهم رووه عن المصنف، وصرّح بعضهم بسماعه منه.
وأطرف شى ء هو ما يوجد فى كلام بعضهم من نسبته إلى ابن ادريس مع ان الشيوخ المذكورين فى اوائل اسانيده كلهم من الطبقة الثامنة أو التاسعة، وابن ادريس من الطبقة الخامسة عشرة، بل هم عين شيوخ الكلينى الذين يروى عنهم فى سائر أبواب هذا الكتاب، وليت شعرى ما الذى دعا هؤلاء إلى هذه الدعاوى التى لا يمكنهم اقامة أدنى شاهد عليها مع مخالفتها للنقل الصحيح المستفيض، أو المتواتر عن مصنف الكتاب.
ثم ان المتأخرين قد اكثروا الكلام فى وصف هذا الكتاب، وبالغوا فى اطرائه وتفضيله على سائر ما صنفه أصحابنا فى معناه.
وأفرط بعضهم فقال: إن جميع ما اودع فيها قطعى الصدور.
وبعضهم اقصر من ذلك وادعى الاطمينان بصدور جميعها عن المعصومين صلوات اللّه عليهم اجمعين.
وربما يوجد فى كلمات بعض من يدعى شيئا من ذلك الاستناد إلى انّه كان فى زمان تصنيفه لهذا الكتاب ببغداد التى كان بها سفراء الحجة صلوات اللّه عليه وكان يمكنه سؤالهم والاستعلام منهم وكان من التدقيق فى امر التصنيف بحيث صنف كتابه هذا فى مدة عشرين سنة.
ومن الممتنع أو المستبعد جدا أن لا يكون فى هذه المدة الطويلة مع قرب الدار وتيسّر السؤال وكون المقصد فى أعلى مدارج الأهميّة لحرمة التهاون فيه سألهم عن صحة ما كان يودعه فيه لعمل الناس إلى يوم القيامة، ولا كان غرضه عليهم بعد اتمامه، بل ربما يرى من بعضهم دعوى انه عرضه على الحجة صلوات اللّه عليه بعد اتمامه بتوسط من عاصره من السفراء العظام رضوان اللّه عليهم، فقال عليه السلام أو كتب على النسخة المعروضة: هذا كاف لشيعتنا.
وربما يدّعى بعضهم أيضا أن ما كان فى هذا الكتاب من قوله: (قال العالم عليه السلام ) فهو اشارة إلى الحجة عجل اللّه فرجه، وقد علّمه بتوسط السفراء، وانما لم يصرّح به للتقيّة.
وهذه كلها دعاوى عارية عن الدليل، غير خارجة عن حدود الخرص والتخمين، فياليتها كانت مقرونة بشاهد ومثبتة بدليل، حتى نستريح اليها عن تحمل كثير من المشاق والمتاعب.
ولم يتحقق بعد لنا انه كان ببغداد فى ايام تصنيفه للكتاب، بل الظاهر من كلام النجاشى حيث قال: (شيخ أصحابنا فى وقته بالرى ووجههم) ۶ ، هو أنه كان بالرى طول حياته، وخصوصا أيام تكامله فى العلم، فانها الزمان الذى يمكن دعوى كونه شيخ أصحابنا ووجههم، فلو كان فى مدة تصنيفه التى زعم انّها عشرون سنة ببغداد لم يبق من زمان تكامله شى ء يصلح لان يكون فيه شيخ أصحابنا بالرى ووجههم.
ولا ينافى ذلك موته ببغداد ودفنه بها، اذ يمكن ان يكون سافر اليها فى اواخر عمره عابرا أو مقيما فادركه اجله بها.
والغالب على ظنى بعد ملاحظة عبارة النجاشى المتقدمة، وان الجماعة الذين روى الصدوق رحمه اللهكتاب الكافى عنهم من اهل كلين والرى، وما تقدم عن مشيخة التهذيب من سماع أحمد بن إبراهيم وعبد الكريم بن نصر اياه عن محمد بن يعقوب ببغداد بباب الكوفة بدرب السلسلة سنة 327، وما مرّ عن (جخ) و (جش) و (ست) من موته ببغداد ودفنه بباب الكوفة بمقبرتها، هو انه رحمه اللهكان بالرى، وصنف كتابه بها وسمعه منه بها جماعة من شيوخها ثم سافر إلى بغداد قبل وفاته بسنتين أو أكثر، ونزل بمحلة باب الكوفة، وسمعه منه بها أيضا جماعة من البغداديين والكوفيين، وكان بها إلى ان توفى ودفن بمقبرة تلك المحلة فى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة كما فى (جخ) ۷ و (جش) ۸ أو فى سنة ثمان وعشرين كما فى (ست) ۹ والكامل للجزرى ۱۰ واللّه العالم بحقائق الاُمور.
وبعضهم نزل عن دعوى القطع أو الاطمينان بصدور كلّ ما فيه إلى القول بأن جميعها حجة من دون حاجة إلى الفحص عن اسانيد وملاحظة حال رواتها نظر إلى انه قدس سرهأخبرنى اوله بصحتها، وخبر العدل حجة فى امثال ذلك من الموضوعات التى يحتاج الفقيه إلى احرازها فى استنباط الأحكام.
وهذا وان كان اوجه من سابقيه، لكنّه مبنى على كون صحة الخبر من الاُمور الحسيّة، أو التى لها مبادئ حسّية مستلزمة لها، وعلى عدم وجوب الفحص عن المعارض فيما اذا قامت امارة معتبرة على حكم شرعى، أو على موضوع له دخل فى استنباط حكم شرعى، وكلاهما ممنوع وتمام الكلام فى الاصول.
ثم أن الشيخ والنجاشى قد اتفقا على انه رحمه اللهدفن بباب الكوفة، وانهما لم يكونا يعرفان قبره طول مقامهما ببغداد لأنه درس، وأن أحمد بن عبدون المتولد فى حدود سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة كان يحكى لهما انه رءاه وعليه لوح كذا وكذا، وباب الكوفة على ما ذكره الخطيب ۱۱ هى أحد الأبواب الأربعة التى جعلها المنصور لبغداد الغربية حين بناها، وهى هذه ترد منها قوافل الكوفة والحجاز، وباب البصرة وباب الشام وباب خراسان كانت ترد منها قوافلها، وبهذه الابواب كانت تسمى محلاتها.
وعلى هذا فالقبر المعروف فى زماننا أنّه قبره الشريف ويزوره العامة والخاصة لابد أن يكون قد ظهر بعد عصرهما، ولم أجد منشأ ظهوره ولا تاريخه، وتطبيق العلامات المذكورة عليه كانه لا يخلو من اشكال واللّه العالم.
ثم ان ما ذكراه هنا من نسبة كتاب تعبير الرؤيا اليه كانه مخالف لما ذكراه فى ترجمة أحمد بن اصفهبد المفسر الضرير أبى العباس القمى.
فقال الشيخ بعد ذكره: لم يعرف له الاّ الكتاب الذى بأيدى الناس فى تعبير الرؤيا وهم يعزونه إلى أبى جعفر الكلينى وليس له. ۱۲
وقال النجاشى بعد ذكره: لا يعرف له الاّ كتاب تعبير الرؤيا، وقال قوم: انّه لأبى جعفر الكلينى وليس هو له انتهى. ۱۳
ثم ان مراد النجاشى (بعلّان الكلينى) الذى ذكر انه خال المصنف، هو على بن محمد الذى يروى المصنف عنه، ويأتى فى عداد شيوخه، قال فى باب على: علىّ بن محمد بن إبراهيم بن أبان الرازى الكلينى المعروف بعلّان، يكنى أبا الحسن، ثقة عين ۱۴ أنتهى.
وليس فى النجاشى ذكر (لعلّان) فى غير هذين الموضعين.
و وأضح أن قوله المعروف (بعلّان) وصف لعلى بن محمد الذى هو المقصود بالبيان. وخالف فى ذلك المحقق الداماد فى بعض حواشيه على الكتاب، فزعم ان خال المصنف هو محمد بن إبراهيم بن أبان، وان على بن محمد الذى هو من شيوخه كان ابن خاله نظرا إلى ما فى (جخ) لم، فى باب محمد قال محمد بن إبراهيم المعروف بعلّان الكلينى، خيّر. وفى باب أحمد قال: أحمد بن إبراهيم المعروف بعلّان الكلينى خير فاضل من أهل الدين ۱۵ انتهى.
ثم حكى عن بعضهم احتمال كون علّان الذى هو خال المصنف إبراهيم بن أبان، فيكون على بن محمد الذى هو من شيوخه نافلة خاله نظرا إلى ما حكاه العلامة رحمه اللهفى الخلاصة عن المصنف انه قال: كلما قلت عدة من أصحابنا عن سهل فهم: على بن محمد بن علّان انتهى.
وفيه أولاً: انه لم يذكر ان علّان خال الكلينى إلاّ النجاشى، وليس فى كتابه توصيف أحد بالمعروف بعلّان إلاّ على بن محمد، فلا يحتمل فى كلامه غيره، وان فرض انه غيره أيضا كان يعرف بعلّان كما يقتضيه هذه العبارات.
وثانيا: انه لم يكن يعرف بعلّان إلاّ شخص واحد كما هو ظاهر تلك العبارات والظاهر انه على بن محمد لا غير، فإن علّان هو معجّم على، ولا ربط بينه وبين محمد وأحمد وإبراهيم، والظاهر ان لفظة المعروف بعلّان فى كلامى الشيخ فى (لم) فى أحمد ومحمد وصف لابراهيم لقربه لا لأحمد ومحمد، ولعله استفاد معروفيته به من عبارة الكلينى رحمه اللهفى تفسير عدة سهل، وتلك العبارة قد زيد فيها (ابن) سهوا من النساخ، وصوابها على بن محمد علّان.
ثمّ انّى لم اجد تاريخ ولادة المصنف فى كلام احد ممن تعرض له، سوى ما ذكره بعض من عاصرناه من انه ولد فى زمان العسكرى عليه السلام ، ومراده أبو محمد عليه السلام ، ولو صح هذا كانت ولادته بين 254 و 260، ولكنه محلّ شك.
نعم، يمكن أن يقال بملاحظة أول الكتاب فى أنه صنف بالتماس من كان يجب ان يكون عنده كتاب كاف يجمع فيه جميع فنون علم الدين ما يكتفى به المتعلم، ويرجع إليه المسترشد إلى آخر ما قال، مع بُعد وقوع التماس مثل هذا عمّن سِنّه أقلّ من خمسين سنة، وما قاله النجاشى (من انّه صنّفه فى عشرين سنة) وما يستفاد مما مرّ عن مشيخة الفقيه والتهذيب (من انّه سمعه منه بعد تمامه الرازيون بالرى، ثم العراقيون ببغداد)، أنه كان له من العمر ازيد من سبعين سنة، فيكون قد ادرك زمان أبى محمد عليه السلام .
ويمكن ان يخدش هذا بأن العشرين سنة التى صنف فيها لابدّ ان تكون مندرجة فى الخمسين لبعد وقوع الفصل بين الالتماس المذكور، واجابته بعشرين سنة، فيكون على هذا قد صنفه كلّه أو جلّه قبله وأتمه أو اخرجه إلى البياض مثلاً بعده.
وربما يؤيد كون عمره أقل من ذلك انه لا يرى له رواية الا عن أهل طبقته وهى التاسعة، أو عن صغار الثامنة، ولا يروى عن كبار الثامنة أيضا حتى عن الصفّار المتوفى سنة 290 إلاّ بتوسط صغارهم، مع أنّ ابن عقدة الحافظ المتولد فى سنة 249 قد روى عن جلّ الطبقة السابعة فضلاً عن الثامنة، وابن الوليد الذى هو من طبقة المصنف روى عن كبار الثامنة.
وليعلم أن عصره كان عصر انقلابات وفتن سياسية ودينية كثيرة كظهور القرامطة، وظهور الحسين بن منصور الحلاج، ومحمد بن على الشلمغانى وقتلهما، وظهور الدولة العلوية بافريقا والديلم وطبرستان، وادرك من العباسيين المعتضد والمهتدى والمقتدر والقاهر والراضى وأواخر ايام المعتمد، واعتورت على الرى فى ايام حكومات مختلفة، ومع ذلك لم يثن عزمه الراسخ شى ء من ذلك، وصنف ذلك الكتاب الذى صار صدقة جارية من بعده إلى ظهور الدولة الحقة، فلمثل هذا فليعمل العاملون.
لكن هنا شى ء يلزم التنبيه عليه وهو ان تصنيف هذا الكتاب والجوامع الثلاثة الاخر صار بسبب قصور الهمم موجبا لاندراس الجوامع التى كان صفنها علماء الطبقة السادسة مثل: أحمد بن محمد بن أبى نصر، والحسن بن على بن فضال، والحسن بن محبوب، وحماد بن عيسى الجهنى، وصفوان بن يحيى، وعثمان بن عيسى، وعلى بن الحكم، ومحمد بن أبى عمير، وفضالة بن أيّوب، والنصر بن سويد، ويونس بن عبد الرحمن. وعلماء الطبقة السابعة مثل: أحمد بن محمد بن خالد البرقى، وأحمد بن محمد بن عيسى الأشعرى، والحسين بن سعيد صاحب الكتب الثلاثين، وعلى بن مهزيار وغيرهم.
مع ان القرائن القطعية الكثيرة دلتنا على ان هذه الجوامع المتأخرة لم تستوعب جميع ما كان فى تلك الكتب من الاخبار، بل ومن الاخبار الدالة على الأحكام، ولذلك صار كثير من الفتاوى التى ورثها الخلف عن السلف، وضبطها فقهائنا فى كتبهم المصنفة لضبط الفتاوى المأثورة خاليا عن الدليل الدال عليه، ولذلك اضطرب كثير من علمائنا المتاخرين فى تلك الفتاوى من جهة عدم الخبر الدال عليه، ولذلك لا يمكننا المسارعة إلى انكار تلك الأحكام بمحض عدم وجدان الخبر الدال عليه وللّه الامر من قبل ومن بعد.

1.اطلاعة على الرجال والحديث، آية اللّه سيد حسين طباطبايى بروجردى، قم: المجمع العالمى للتقريب بين المذاهب الاسلاميه، اول، ۱۴۲۱ق ، ص ۱۲ ـ ۱۰۲.

2.رجال الشيخ الطوسى، ص ۴۹۵، الرقم ۲۷.

3.فهرست الشيخ الطوسى، ص ۲۱۱، ش ۶۰۲.

4.تهذيب الأحكام، ج ۱۰، ص ۷ ـ ۲۹، (شرح المشيخة).

5.رجال النجاشى، ص ۳۷۷ ـ ۳۷۸، ش ۱۰۲۶.

6.رجال النجاشى، ص ۳۷۷، ش ۱۰۲۶.

7.رجال الشيخ الطوسى، ص ۴۹۵، ش ۲۷.

8.رجال النجاشى، ص ۳۷۷، ش ۱۰۲۶.

9.الفهرست للشيخ الطوسى، ص ۲۱۱، ش ۶۰۲.

10.الكامل لابن الأثير الجزرى، ج ۸، ص ۳۶۴ (حوادث سنة ۳۲۸).

11.تاريخ بغداد، ج ۱، ص ۹۲.

12.فهرست الطوسى، ص ۷۶ ـ ۷۷، ش ۹۲.

13.رجال النجاشى، ص ۹۷، ش ۲۴۱.

14.المصدر السابق، ص ۲۶۰، ش ۶۸۲.

15.رجال الشيخ الطوسى، ص ۴۳۸، ش ۱.

صفحه از 664