مختارات من نوادر « روضة الكافي » للكليني - صفحه 317

« احذَر أَن تَكونَ سَبَب بَليَّةٍ على الأَوصياءِ أَو حارشا عَلَيهِم بِإفشاءِ ما استَودَعتُكَ »

من حديث أبي الحسن موسى عليه السلام :
واحذر أن تكون سبب بليةٍ على الأوصياء ، أو حارشا عليهم بإفشاء ما استودعتُكَ ، وإظهار ما استكتمتُكَ ، ولن تفعل هذا إن شاء اللّه ۱ .
الحرش : الإغراء بين القوم ، وحرّش بينهم : أفسد وأغرى وهيّج بعضهم على بعض ، وفي الحديث : « أنّه نهى صلى الله عليه و آله عن التحريش بين البهائم » ۲ ، وذلك ما يكون في التلهّي بإغراء الحيوانات وتهييج بعضها على بعض ، كما يُفعل بين الجمال والكباش والديكة ، ومن الحرش الخديعة ، ومنه ما يُنسب إلى معاوية في الحذر منها في حديث المِسوَر : « ما رأيت رجلاً ينفر من الحرش مثله » ۳ .
وإحراش الضبّ أن يهيّجه الحارش ، فيقعقع الحجارة على رأس جُحره ، أو يحرّك عصا أو حصىً على قفا جُحره فيحسبه الضبّ دابّة تريد أن تدخل عليه ، فيستجيب فيأخذ الحارش بذنبه فيمسكه .
ومن أمثالهم في مخاطبة العالم بالشيء لمن يريد أن يعلّمه : « أتعلّمني بضبٍّ أنا حرشته » ۴ .
والحارش في وصية الإمام عليه السلام بصيغة اسم الفاعل للدلالة على الثبات ، فيمن يتحوّل إلى طرف أهل الجَور وجماعتهم ، وقد يزيد على التحوّل بإثارة خصومة من تحوّل إليهم على جماعته الاُولى التي تحوّل عنها .
وقد عُطف « حارشا » على « سبب بليّة » خبر « أن تكون » . ومن معاني « حارش » الذي يثير ويهيّج ويغري ويخدع : الخصم في الانتقام .

1.الكافي : ج ۸ ص ۶۵۸ .

2.تاج العروس : ج ۱۷ ص ۱۴۰ .

3.المصدر السابق : ص ۱۴۱ .

4.المصدر السابق .

صفحه از 338