مختارات من نوادر « روضة الكافي » للكليني - صفحه 329

« هَل هي إلّا كَلُعقَةِ الآكِل . . . ثُمَّ تُلزِمُهُمُ المَعَرّاتُ »

من خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين عليه السلام في ذكر عاقبة الظالمين ، قوله :
وعن قليل ستعلمون ما توعدون ، وهل هي إلّا كلعقة الآكل ، ومذقة الشارب ، وخفقة الوسنان ، ثمّ تلزمهم المعرّات خزيا في الدنيا ويوم القيامة يُردّون إلى أشدّ العذاب ، وما اللّه بغافلٍ عمّا يعملون۱.
العَرُّ والعُرُّ : الجرب والقذارة ، وجملٌ أعرُّ : أجرب ، وناقة عراء ، ونحّ الجرباء عن العارّة ؛ فالجرباء التي عمّها الجرب ، والعارّة التي بدأ فيها ذلك ، ورجل عارورة أي قاذورة ، وعرّ فلان قومه بشرّ إذا لطخهم به وأعداهم ، وأدخل عليهم مكروها ، وعرّه : ساءه ، والعرير : الغريب ، ومن ذلك حديث حاطب بن بلتعة حين قيل له : لِمَ كاتبت أهل المدينة ؟ فقال : « كنت عريرا فيهم » ؛ أي غريبا لا ظهر لي .
والمعرّة بوزن مفعلة : موضع العرّ أي الجرب ، والمعرّة أيضا : الشدّة والمساءة والأذى ، قال تعالى : «فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّة بِغَيْرِ عِلْمٍ»۲ ، أي إثم وجناية ، صان اللّه المؤمنين عنها ، والعرّة : الخُلّة القبيحة ، ومعرّة الجيش : وطأتهم وأذاهم وضررهم ۳ .
جاء النصّ بجملة : « تلزمهم المعرّات » ، فأسند فعل الملازمة « تلزمهم » إلى صيغة جمع المعرّة ؛ لمناسبة التشديد عليهم ، فليست معرّة واحدة بل معرّات ، ولن تفارقهم ، أي اجتمعت في العقاب الذي تضمّنته صيغة المعرّات معاني فيها الإضرار الملازمة التي هي من مثل : الجرب ، والقذارة ، وعموم الأذى ، والشدائد ، لما يستحقّون .

1.الكافي : ج ۸ ص ۶۱۰ .

2.الفتح : ۲۵ .

3.اُنظر : التهذيب : ج ۱ ص ۹۹ ـ ۱۰۴ ؛ ديوان الأدب : ج ۳ ص ۵۱ ؛ مقاييس اللغة : ج ۴ ص ۳۳ ـ ۳۵ .

صفحه از 338