مختارات من نوادر « روضة الكافي » للكليني - صفحه 333

« وَاللّه ِ ما كَتَمتُ وَشمَةً »

من خطبة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعدما بويع بعد مقتل عثمان ، قال :
واللّه ما كتمت وشمةً ، ولا كذبت كذبةً۱.
وشمّ يده ؛ أي غرزها بالإبرة ثمّ ذرّ عليها النؤر وهو النيلج ، والنؤر : دخّان الشحم ، أو يُحشى الغرز بالكحل فيخضرّ .
والاسم الوشم ، وجمعه وشام ، وشمت الواشمة تشِمُ وشما ، والموشومة والمستوشمة : التي تسأل أن تشم .
ومن أمثالهم : « لهو أخيل في نفسه من الواشمة » .
وقد أوشمت السماء : إذ بدا منها برق ، وأوشم النبت ؛ إذا أبصرتَ أوّله ، وأوشمت الأرض ؛ إذا ظهر شيء من نباتها .
وما عصتك وشمة ؛ أي طرفة عين ، وأوشم فلان في ذلك الأمر إيشاما ؛ إذا نظر فيه ، وأوشمت الأعناب ؛ إذا لانت وطابت .
وقال ابن شميل : « الوشوم العلامات » ۲ .
أقسم الإمام عليه السلام بقوله : « واللّه ما كتمت وشمة »، أي أنّه كان صريحا ناصحا صادقا لم يكتم شيئا ، ولا كذب كذبة ، ولا أخفى علامة ، ولا طرفة عين .
وفي « وشمة » عدّة معاني : العلامة من الوشم ، مثلما ذكر أهل اللغة ، ومنه ما هو أصل الوشم المعروف ، أي نقش وزينة على اليد والوجه وبقية أجزاء الجسم ، ومنه ما نُقل إلى معانٍ أُخرى ، كوشم السماء برقها ، ووشم النبت أوائله ، وأوشمت الأرض أنبتت نباتها ، وهكذا .

1.الكافي : ج ۸ ص ۶۲۸ .

2.انظر : ديوان الأدب : ج ۳ ص ۲۵۵ ؛ التهذيب : ج ۱۱ ص ۴۳۳ ـ ۴۳۴ .

صفحه از 338